فرض معايير جديدة لتحسين أداء المنظمات الإغاثية الدولية

نائب وزير التخطيط اليمني لـ «الشرق الأوسط» : لن يتم التجديد للمنظمات التي لا تستوفي الشروط

رئيس الوزراء اليمني مجتمعاً مع قيادة السلطة المحلية والمكتب التنفيذي بمحافظة تعز في عدن أمس (سبأ. نت)
رئيس الوزراء اليمني مجتمعاً مع قيادة السلطة المحلية والمكتب التنفيذي بمحافظة تعز في عدن أمس (سبأ. نت)
TT

فرض معايير جديدة لتحسين أداء المنظمات الإغاثية الدولية

رئيس الوزراء اليمني مجتمعاً مع قيادة السلطة المحلية والمكتب التنفيذي بمحافظة تعز في عدن أمس (سبأ. نت)
رئيس الوزراء اليمني مجتمعاً مع قيادة السلطة المحلية والمكتب التنفيذي بمحافظة تعز في عدن أمس (سبأ. نت)

في خطوة من شأنها تعزيز مراقبة العمل الإغاثي وتحسينه في اليمن، قررت الحكومة اليمنية إخضاع أكثر من 70 منظمة دولية غير حكومية عاملة في اليمن لمعايير جديدة وصارمة قبيل التجديد لها بالعمل في الداخل اليمني الشهر المقبل.
وحسب مسؤول يمني رفيع، فإن هذه الإجراءات جاءت بعد نقاشات أجرتها الحكومة خلال الأيام القليلة الفائتة مع هذه المنظمات بهدف تحسين أدائها، وتسهيل عملها في مختلف مناطق البلاد، متوقعاً أن سوف تؤدي إلى تحسين نوعية وجودة المشروعات بأقل التكاليف، وتجنب الأخطاء السابقة التي وقعت فيها بعض المنظمات.
وكشف الدكتور نزار باصهيب نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن غالبية تصاريح المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في اليمن تنتهي في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً على أن المنظمات التي لا تستوفي شروط التجديد لن يتم التجديد لها.
وأضاف: «وزارة التخطيط والتعاون الدولي في العاصمة المؤقتة عدن قامت خلال الأيام القليلة الماضية بمناقشة كثير من الإجراءات الإضافية، التي سوف تساعد المنظمات الدولية والإقليمية على تسهل عملها، خصوصاً في جانب المواد الإغاثية، وتسهيل أي عقبات قد تواجهها، سواء في الواقع الحالي، أو من خلال بطء بعض الإجراءات الداخلية للمنظمات الدولية نفسها، ونهدف من هذه النقاشات إلى الزيادة في سرعة إدخال مواد الإغاثة وتوزيعها».
ووفقاً لباصهيب الذي يتولى الإشراف المباشر على ملف المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في اليمن، فإن نحو 68 منظمة تنتهي تصاريحها الشهر المقبل، فيما تلقت الوزارة طلبات 6 منظمات انتهت مدة الاتفاقية معها، وتقدمت ثلاث منظمات جديدة للتسجيل.
وتابع: «تم مناقشة المنظمات الدولية بضرورة إشراك الحكومة عند تحديد الاحتياجات الخاصة باليمن، حيث قامت الحكومة ممثلة بوزارة التخطيط والتعاون الدولي إلى جانب الوزارات الأخرى ذات الاهتمام بدراسة وتحديد الاحتياجات الطارئة والأولية للدولة». وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة اليمنية لن تجدد تصاريح المنظمات التي لن تستوفي الشروط والمعايير الجديدة، أجاب نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي بقوله «بالطبع التي لن تستوفي شروط التجديد وفيها عيوب ومشكلات في عملها لن يتم التجديد لها».
وأوضح الدكتور نزار باصهيب، أن الحكومة ناقشت مع المنظمات أيضاً المسوحات الإحصائية التي سوف تعمل في الوقت القريب بالشراكة بين الحكومة والمنظمات الدولية في عدة جوانب. وأضاف: «قامت الوزارة باستقبال طلبات تجديد الاتفاقيات الأساسية لعمل المنظمات الدولية غير الحكومية التي تعمل حالياً في اليمن، وتحديد معاير تجديد هذه الاتفاقيات، على سبيل المثال لا الحصر: تقييم المحافظات للمشروعات التي قامت بها المنظمة في كل محافظة، نوعية المشروعات، وهل تم تنفيذ المشروعات السابقة للمنظمة أم لا، مستوى الأداء والتنفيذ للمنظمة للمشروعات، حجم تكاليف المشاري وغيرها من المعايير».
ويؤكد نائب الوزير أن «هذه المعايير سوف تكون دافعاً رئيسياً في تحسين مستوى عمل المنظمات الدولية غير الحكومية في اليمن، كما سيساعد تقييم المنظمات الدولية في تجنب أي أخطاء تمت في السابق، وإجمالاً هذه الخطوات سوف تؤدي إلى تحسين نوعية وجودة المشروعات بأقل التكاليف الممكنة من قبل المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في اليمن».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.