مظاهرات غضب في الضفة وغزة احتجاجاً على السياسة الأميركية

TT

مظاهرات غضب في الضفة وغزة احتجاجاً على السياسة الأميركية

خرج آلاف الفلسطينيين أمس في مسيرات غاضبة ضد السياسة الأميركية، سرعان ما تحولت إلى مواجهات مع السلطات الإسرائيلية في مدن الضفة الغربية. وتجمع متظاهرون في مراكز المدن في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، استجابة لدعوة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، رداً على إعلان الإدارة الأميركية اعتبار المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قانونية وغير مخالفة للقانون الدولي.
وحمل المتظاهرون العلم الفلسطيني، والشعارات واللافتات المنددة «بالانحياز الأميركي»، وهتفوا ضد الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإدارته وصفقة القرن.
وسرعان ما توجهت معظم المسيرات إلى نقاط التماس مع الجيش الإسرائيلي على مداخل المدن، قبل أن تتحول إلى مواجهات. وأصيب أكثر من 80 متظاهراً بجروح مختلفة، خلال المواجهات. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع 77 إصابة في جميع نقاط المواجهات، مشيرة إلى أن جميعها وصفت بالطفيفة، وتنوعت ما بين الإصابة بالاختناق جراء الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، والحروق.
وذكرت أن الإصابات توزعت على النحو التالي؛ مدخل البيرة الشمالي (بيت إيل) 33 إصابة، والخليل إصابة واحدة، وأبو ديس 13 إصابة، وطولكرم إصابة واحدة، وبيت لحم 15 إصابة، وفي نابلس أصيب 14 شاباً بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع خلال المواجهات المندلعة على حاجز حوارة جنوب المدينة. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن حالة التأهب القصوى في الضفة الغربية، استعداداً لمواجهة المسيرات، لكنه تجنب التصعيد.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي عزّز قواته في الضفة الغربية وعلى حدود قطاع غزة، فيما أفادت «القناة 12» أن الجيش أصدر قواعد اشتباك صارمة للجنود، في محاولة لتجنب الخسائر وخروج الاحتجاجات عن السيطرة.
ووفقاً لـ«القناة 12»، يخشى الجيش أن يؤدي ردّ عدد قليل من الجنود على رشق الحجارة والزجاجات الحارقة المتوقع بقوة مميتة إلى اشتباكات واسعة النطاق. ولذا، وضع الجيش ضباطاً إضافيين في الميدان، إلى جانب القوات، لضمان ردّ فعل الجنود بشكل متناسب واستخدام القوة المميتة فقط في الحالات التي تتعرض فيها الحياة للخطر.
ولم يكن لدى الجيش الإسرائيلي تعليق رسمي على استعداداته للاحتجاجات. وفي غزة، شارك مئات من الفلسطينيين في مظاهرة حاشدة أمام مقر الأمم المتحدة بغزة رفضاً لقرار وزير الخارجية الأميركي، الذي اعتبر أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية لا يتعارض مع القانون الدولي. وحمل المشاركون من جميع الفصائل الفلسطينية أعلام فلسطين، مطالبين الأمم المتحدة بتطبيق قراراتها التي يعارضها الموقف الأميركي. وقال رئيس الوزراء محمد أشتية، في رام الله، أثناء مشاركته في الوقفة الاحتجاجية: «هذه الوقفة والحالة الشعبية والرسمية الممتدة على طول الوطن، ما هي إلا تعبير ورفض لكل مكونات الاحتلال ومركباته وكل الذين يدعمونه، ونرفض شعبياً ورسمياً ومؤسساتياً كل الرفض التصريحات من الإدارة الأميركية، سواء كان ذلك بحق القدس أو الاستيطان».
وأضاف أشتية: «14 من أصل 15 دولة في مجلس الأمن قالت لا لهذا القرار، والولايات المتحدة تقف وحدها معزولة في هذا القرار غير الشرعي وغير القانوني بحق أرضنا وشعبنا، وقد توجهنا إلى محكمة الجنايات الدولية ضد هذا القرار، وهناك قرار من محكمة العدل الدولية برفض الجدار والاستيطان، وسوف نعمل على تفعيل ذلك». وتابع: «نحن اليوم بأعلى صوت، مسؤولون ورجال دين، ومؤسسات شعبية ومجتمع مدني، كل أبناء شعبنا، نقف موقفاً واحداً خلف الرئيس محمود عباس الذي يرفض صفقة القرن وكل مكوناتها التي لم يبق فيها أي شيء يذكر». وأردف: «اليوم نؤكد على موقفنا الوطني الثابت، أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام على هذه الأرض، ما لم ينتهِ الاحتلال».
كما أكد سمير الزايغ، عضو المكتب السياسي لـ«فدا»، خلال مشاركته، رفض الشعب الفلسطيني بكل قواه وفصائله لهذا القرار واعتبار الولايات المتحدة بمثابة شريك للاحتلال وداعماً لإجراءاته العنصرية، التي تتجاوز كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية. وأكد الزايغ على أن هذه المواقف الأميركية المعادية لشعبنا تتطلب من القيادة الفلسطينية العمل على بناء استراتيجية وطنية موحدة لمجابهة المواقف العدائية للإدارة الأميركية تجاه الشعب الفلسطيني. وطالب عضو المكتب السياسي لـ«فدا» بموقف عربي رسمي وشعبي يرفض هذه الغطرسة الأميركية وعداءها لقضايا الأمة العربية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.