سيكون ملعب «كامب نو» على موعد اليوم مع قمة حاسمة في دوري أبطال أوروبا تجمع برشلونة الإسباني بضيفه بوروسيا دورتموند الألماني في لقاء سيؤثر أيضا على مصير الكبير الآخر إنتر ميلان الإيطالي، فيما يحل نابولي الإيطالي ضيفا على ليفربول الإنجليزي حامل اللقب ومصير مدربه كارلو أنشيلوتي على المحك.
وتقام مباريات اليوم في المجموعات من الخامسة إلى الثامنة وأي من فرقها لم تحسم حتى الآن التأهل إلى الدور ثمن النهائي قبل جولتين على ختام دور المجموعات، والصراع مفتوح على مصراعيه لا سيما في المجموعة الثامنة حيث يتساوى كل من أياكس الهولندي وتشيلسي الإنجليزي وفالنسيا الإسباني بعدد النقاط (7) قبل الجولة الخامسة التي تجمع الأول بمضيفه ليل الفرنسي والثاني والثالث ببعضهما على ملعب «ميستايا».
في المجموعة الخامسة، يسافر نابولي إلى ملعب «أنفيلد» بطموح تكرار سيناريو مواجهة الذهاب مع ليفربول حين تغلب على حامل اللقب بهدفين نظيفين.
لكن الأمور لن تكون سهلة على الفريق الإيطالي لأن ليفربول نجح بعد تلك الهزيمة التي حصلت في الجولة الأولى، في الخروج منتصرا مرتين من مبارياته الثلاث التالية ما خوله تصدر المجموعة بفارق نقطة عن ضيفهم الذي يحل على «أنفيلد» مع عقدة عجزه عن تحقيق أي فوز في السابق على الملاعب الإنجليزية من أصل ثماني زيارات.
وبعد أن حرمه ليفربول الموسم الماضي من التأهل إلى ثمن النهائي بالفوز عليه 1 - صفر في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، يدرك أنشيلوتي، الفائز بلقب المسابقة ثلاث مرات، أن الخروج من الدور ذاته هذا الموسم سيجعله مهددا بشكل جدي بالرحيل عن الإدارة الفنية لنابولي. وما يعقد وضع أنشيلوتي أن الأمور ليست في أفضل حالاتها مع رئيس النادي المثير للجدل أوريليو دي لورنتيس الذي أمر الفريق بالدخول في معسكر مقفل لمدة أسبوع في وقت سابق من الشهر الحالي بعد خسارة في الدوري أمام روما 1 - 2، لكن المدرب المخضرم عارض هذا الأمر وعاد اللاعبون إلى منازلهم بعد ثلاثة أيام عقب التعادل مع ريد بول سالزبورغ النمساوي 1 - 1 على أرضهم في الجولة الماضية.
ولم يكن دي لورنتيس راضيا عن هذا الأمر، وقد تفاقم الأمر بعد فشل الفريق في تحقيق الفوز للمرحلة الخامسة على التوالي بتعادله السبت مع ميلان 1 - 1 ما تسبب بتراجع وصيف بطل الموسم الماضي إلى المركز السابع بفارق 15 نقطة عن يوفنتوس المتصدر وحامل اللقب.
وكشفت صحيفة «لاغازيتا ديلو سبورت» أول من أمس أن دي لورنتيس يعتزم معاقبة اللاعبين بخصم جزء من رواتبهم لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) بما مقداره بالمجمل 2.5 مليون يورو.
وحتى أن إدارة النادي فرضت تعتيما إعلاميا ومنعت أنشيلوتي واللاعبين من التحدث إلى وسائل الإعلام بعد تعادل السبت مع ميلان، إلا أنها لن تتمكن من فرض هذا الأمر في دوري الأبطال لأن ذلك مخالف لقواعد الاتحاد القاري.
وفي ظل هذه الأوضاع، سيكون من الصعب جدا على نابولي بأن يحرم ليفربول، متصدر الدوري الممتاز الفائز بمبارياته السبع الأخيرة في جميع المسابقات، من حسم بطاقته إلى ثمن النهائي في حال فوزه بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية بين ريد بول سالزبورغ وغنك البلجيكي.
وقد يضمن الفريقان تأهلهما في حال فوز نابولي على ليفربول وتعادل أو خسارة سالزبورغ أمام غنك.
ويحتمل أن تشهد مباراة ليفربول ونابولي عودة نجم الهجوم المصري محمد صلاح إلى تشكيلة الفريق الإنجليزي بعد أن غاب عنه أمام كريستال بالاس السبت في الدوري لعدم اكتمال شفائه من إصابة في الكاحل.
وقال الألماني يورغن كلوب المدير الفني لليفربول عقب المباراة التي انتهت بالفوز على كريستال بالاس 2 - 1: «لم ندفع به (محمد صلاح) أساسيا، وكنا على وشك إشراكه (من مقعد البدلاء)، لكننا سجلنا... لذلك قررنا إراحته، وهذا أمر جيد من أجل إعداده لمواجهة نابولي».
وفي المجموعة السادسة، يدخل برشلونة ودورتموند إلى مواجهتهما في معقل النادي الكاتالوني وهما يدركان أن الفوز سيكون مفتاح أي منهما لحسم البطاقة الأولى، بما أن صاحب الأرض يتصدر برصيد 8 نقاط، وبفارق نقطة عن منافسه الألماني، فيما يحتل إنتر المركز الثالث (4) قبل حلوله ضيفا على سلافيا براغ التشيكي (2).
وعلى برشلونة الظهور بشكل مختلف عن الجولة الماضية التي تعادل فيها سلبا على أرضه مع سلافيا براغ، من أجل الحصول على فرصة الفوز على دورتموند الذي فرط ذهابا بالنقاط الثلاث واكتفى بالتعادل سلبا بعد أن أهدر ركلة جزاء عبر ماركو رويس.
ولا يبدو برشلونة هذا الموسم الفريق الذي كان عليه في الأعوام الأخيرة على الرغم من تعزيز هجومه بالفرنسي أنطوان غريزمان، إذ يعاني للخروج منتصرا على غرار ما حصل معه السبت في الدوري ضد ليغانيس حين أنهى الشوط الأول متخلفا بهدف قبل أن يقلب الأمور لصالحه في الثاني بفضل هدفي الأوروغواياني لويس سواريز والتشيلي أرتورو فيدال.
وبقي النادي الكاتالوني متصدرا بفارق الأهداف أمام غريمه ريال مدريد مع مواجهة الـ«كلاسيكو» المؤجلة بينهما حتى في 18 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وعلق المدرب إرنستو فالفيردي على ما قدمه فريقه قائلا: «لقد كان فوزا كبيرا لأن المباراة كانت صعبة جدا، كان الملعب مروعا، وكانت هناك الكثير من الرياح وسجلوا في وقت مبكر».
وأضاف: «لا أريد أن يبدو الأمر كذريعة لكنه جعل الأمر صعباً وما زلنا قادرين على الفوز. لم تكن مباراة رائعة ولكنها كانت بين المباريات التي يتعين علينا الفوز فيها من أجل الفوز باللقب».
وبعد استضافة دورتموند، يخوض برشلونة ثلاث رحلات محفوفة بالمخاطر أمام أتلتيكو مدريد في الدوري وإنتر ميلان في المسابقة القارية، ثم ريال سوسييداد في الدوري، قبل استضافة غريمه التقليدي ريال مدريد في الكلاسيكو.
ويعول برشلونة اليوم على سجله المميز في «كامب نو» حيث لم يذق طعم الهزيمة في 34 مباراة قارية في سلسلة بدأت في سبتمبر (أيلول) 2013 وهي الأطول في تاريخ المسابقة (الرقم السابق كان لبايرن ميونيخ الألماني الذي لم يذق طعم الهزيمة لـ29 مباراة بين مارس (آذار) 1998 وأبريل (نيسان) 2002).
في المقابل يخوض بوروسيا دورتموند مباراة برشلونة ومدربه السويسري لوسيان فافر تحت ضغوط هائلة، بعدما خسر الفريق أمام بايرن ميونيخ صفر - 4 في مباراة قمة البوندسليغا، ثم تعادل بعدها على ملعبه أمام صاحب المركز الأخير بادربورن 3 - 3 مساء الجمعة.
وعلق ماركو رويس قائد دورتموند قائلا: «لا يمكن أبدا أن نكرر مثل هذا الأداء. لقد كان مخزيا».
وربما يتسلح دورتموند بالثقة في فرصة التأهل في ظل حقيقة أنه سيخوض المباراة الأخيرة في المجموعة على ملعبه أمام سلافيا براغ.
وسيخوض دورتموند لقاء اليوم دون مهاجمه الإسباني باكو ألكاسير لمرض الأخير الذي سبق له اللعب لبرشلونة من 2016 حتى 2018 قبل الانتقال إلى فريقه الحالي على سبيل الإعارة ثم بشكل نهائي.
وأوضح دورتموند أن ألكاسير لم يرافق الفريق بسبب معاناته من مشكلة في المعدة، كما يغيب لاعبا خط الوسط توماس ديلاني وجاكوب برون لارسن، بسبب الإصابة في الكاحل والركبة، على الترتيب.
وفي تشيكيا، يحل إنتر ضيفا على سلافيا براغ وهو مدرك أن المواجهة المصيرية لن تكون سهلة على الإطلاق استنادا إلى ما اختبره فريق المدرب أنطونيو كونتي ذهابا حين احتاج إلى هدف في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع من المصاب حاليا نيكولو باريلا لإدراك التعادل 1 - 1.
ويحتاج إنتر إلى تجنب الهزيمة للإبقاء على حظوظه لأن الخسارة ستقضي رسميا على أي آمال له بمواصلة المشوار في المسابقة.
وفي المجموعة السابعة، تبدو بطاقة ثمن النهائي في متناول لايبزيغ الألماني، إذ يحتاج إلى التعادل مع ضيفه بنفيكا البرتغالي الذي كان خسر ذهابا على أرضه 1 - 2، في حين يحتاج ليون الفرنسي الثاني إلى الفوز على مضيفه زينيت سان بطرسبورغ الروسي لحسم تأهله. ويتصدر لايبزيغ برصيد 9 نقاط وبفارق نقطتين أمام ليون و5 عن زينيت الثالث، فيما يحتل بنفيكا المركز الأخير بثلاث نقاط.
وفي المجموعة الثامنة يحل تشيلسي الإنجليزي ضيفا على فالنسيا الإسباني، ويلتقي ليل الفرنسي مع ضيفه أياكس أمستردام الهولندي.
ويتصدر أياكس المجموعة برصيد سبع نقاط وبفارق الأهداف فقط أمام تشيلسي وفالنسيا بينما يحتل ليل المركز الأخير برصيد نقطة واحدة.
ويتطلع تشيلسي، الذي يدربه المدير الفني فرنك لامبارد، إلى تقديم رد فعل بعد أن خسر أمام مانشستر سيتي 1 - 2 السبت محليا، لتتوقف سلسلة انتصاراته التي امتدت لست مباريات متتالية.
وقال لامبارد إن مباراة دوري الأبطال تشكل اختبارا لقدرة الفريق على العودة لطريق الانتصارات سريعا.
وسيفتقد فالنسيا في المباراة أمام تشيلسي، جهود لاعبي خط الوسط فرنسيس كوكيلين وجيوفري كوندوجبيا.
قمة بين برشلونة ودورتموند... ونابولي المتخم بالمشاكل في مواجهة ساخنة مع ليفربول
تشيلسي يلتقي فالنسيا وليل مع أياكس في صراع مفتوح على بطاقتي المجموعة الثامنة للعبور إلى دور الستة عشر بدوري الأبطال
قمة بين برشلونة ودورتموند... ونابولي المتخم بالمشاكل في مواجهة ساخنة مع ليفربول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة