«عاشوا الجحيم»... إطلاق سراح 3 أميركيين بعد سجنهم 36 عاماً «زوراً»https://aawsat.com/home/article/2009566/%C2%AB%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AD%D9%8A%D9%85%C2%BB-%D8%A5%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%AD-3-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B3%D8%AC%D9%86%D9%87%D9%85-36-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%8B-%C2%AB%D8%B2%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%8B%C2%BB
«عاشوا الجحيم»... إطلاق سراح 3 أميركيين بعد سجنهم 36 عاماً «زوراً»
لحظة إطلاق سراح أحد الرجال الثلاثة (سي إن إن)
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
«عاشوا الجحيم»... إطلاق سراح 3 أميركيين بعد سجنهم 36 عاماً «زوراً»
لحظة إطلاق سراح أحد الرجال الثلاثة (سي إن إن)
أطلقت السلطات الأميركية (الاثنين) سراح 3 رجال من مدينة بالتيمور، أكبر مدن ولاية ميريلاند، بعدما أمضوا 36 عاماً في السجن، إثر إعلان السلطات أنهم أُدينوا «زوراً» بجريمة قتل طالب في المرحلة المتوسطة عام 1983. ومُنح «ألفريد شيستنت» و«رانسوم واتكينز» و«أندرو ستيوارت» أمراً بالبراءة بعد إدانتهم، وقال شيستنت عن تجربته في السجن: «كان هذا جحيماً... كانت حياة بائسة»، حسب ما نقلته شبكة «سي إن إن» الأميركية. وكان المتهمون وقت توقيفهم في عمر يناهز السادسة عشرة من العمر، أما الآن فهم رجال في أوائل الخمسينات من العمر، ولم يسبق لاثنين منهم على الأقل قيادة السيارة قط من قبل. وخلال الربيع الماضي، تم اكتشاف أدلة جديدة تم إخفاؤها أثناء المحاكمة، ما أدى لصدور حكم البراءة. وقالت الشرطة سابقاً إن الثلاثي مُتهم بقتل طالب (14 عاماً) بالرصاص، في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1983. في وقت كانوا يشارفون فيه الانتهاء من الدراسة الثانوية، وأُدينوا بناءً على شهادة الشهود. ومؤخراً، قال محامون شاركوا في القضية إنهم «مرعوبون» لرؤية كمية الأدلة التي أخفتها الشرطة عن فريق الدفاع وهيئة المحلفين، وقالوا إنه تم استجواب المشتبه بهم وشهود، وجميعهم من القُصَر، على أيدي رجال الشرطة دون وجود والديهم، بخلاف ما يقرّه القانون. وقالت مارلين موسبي، المدعية العامة في مدينة بالتيمور: «لدينا إخفاء متعمد وتشويه للأدلة... هناك أدلة من شأنها إظهار أن شخصاً آخر غير هؤلاء هو المتهم». وحسب موسبي، فقد اعترف شخص آخر بالفعل بجريمة القتل. وجلست موسبي مع الرجال الثلاثة يوم (الجمعة) الماضي، واعتذرت لهم، وأبلغتهم أنه سيتم إطلاق سراحهم. وقالت: «لا أعتقد أن هذا هو يوم النصر... إنها مأساة... ونحن بحاجة إلى أن نتحمل مسؤوليتنا تجاهها... لا توجد وسيلة لإصلاح الأضرار التي لحقت بهؤلاء الرجال عندما سُرق منهم 36 عاماً من حياتهم». وأشارت موسبي إلى أن ولاية ميريلاند، وللأسف، ليس لديها حالياً نظام رسمي لتعويض أولئك المدانين «زوراً» بارتكاب أي جريمة.
مخزون الصور العائلية يُلهم فناناً سودانياً في معرضه القاهري الجديدhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5091663-%D9%85%D8%AE%D8%B2%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D9%8F%D9%84%D9%87%D9%85-%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86%D8%A7%D9%8B-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF
مخزون الصور العائلية يُلهم فناناً سودانياً في معرضه القاهري الجديد
صور تعكس الترابط الأسري (الشرق الأوسط)
«زهوري اليانعة في داخل خميلة»... كلمات للشاعر الجاغريو، وهي نفسها الكلمات التي اختارها الفنان التشكيلي السوداني صلاح المر، لوصف السنوات التي قضاها في مصر، والأعمال الإبداعية التي قدّمها خلالها، وضمنها في البيان الخاص بأحدث معارضه بالقاهرة «احتفالية القرد والحمار».
تنقل المر خلال 15 عاماً قضاها في مصر ما بين حواري الحسين، ومقاهي وسط البلد، وحارات السبتية، ودروب الأحياء العتيقة، متأثراً بناسها وفنانيها، ومبدعي الحِرف اليدوية، وراقصي المولوية، وبائعي التحف، ونجوم السينما والمسرح؛ لتأتي لوحاته التي تضمنها المعرض سرداً بصرياً يعبّر عن ولعه بالبلد الذي احتضنه منذ توجهه إليه.
يقول المر لـ«الشرق الأوسط»: «أعمال هذا المعرض هي تعبير صادق عن امتناني وشكري البالغين لمصر، ويوضح: «جاءت فكرة المعرض عندما وقعت عقد تعاون مع إحدى الغاليريهات المعروفة في الولايات المتحدة، وبموجب هذا العقد لن أتمكن من إقامة أي معارض في أي دول أخرى، ومنها مصر التي عشت فيها أجمل السنوات، أردت قبل بدء الموعد الرسمي لتفعيل هذا الاتفاق أن أقول لها شكراً وأعبّر عن تقديري لأصحاب صالات العرض الذين فتحوا أبوابهم لأعمالي، والنقاد الذين كتبوا عني، والمبدعين الذين تأثرت بهم وما زلت، وحتى للأشخاص العاديين الذين التقيت بهم مصادفة».
استلهم الفنان 25 لوحة بخامة ألوان الأكريلك والأعمال الورقية من مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية والـ«بوستال كارد» المصرية القديمة، التي تعكس بدورها روعة الحياة المصرية اليومية، ودفء المشاعر والترابط المجتمعي فيها وفق المر: «لدي نحو 5 آلاف صورة مصرية، جمعتها من (الاستوديوهات) وتجار الروبابكيا، ومتاجر الأنتيكات، ومنا استلهمت لوحاتي».
ويضيف: «مصر غنية جداً باستوديوهات التصوير منذ عشرات السنين، ولديها قدراً ضخماً من الصور النادرة المُلهمة، التي تحكي الكثير عن تاريخها الاجتماعي».
يستطيع زائر المعرض أن يتعرف على الصور الأصلية التي ألهمت الفنان في أعماله؛ حيث حرص المر على أن يضع بجوار اللوحات داخل القاعة الصور المرتبطة بها، ولكن لن يعثر المتلقي على التفاصيل نفسها، يقول: «لا أقدم نسخة منها ولا أحاكيها، إنما أرسم الحالة التي تضعني فيها الصورة، مجسداً انفعالي بها، وتأثري بها، عبر أسلوبي الخاص».
تأتي هذه الأعمال كجزء من مشروع فني كبير بدأه الفنان منذ سنوات طويلة، وهو المزج ما بين التجريد التصويري والموضوعات ذات الطابع العائلي، مع الاحتفاء بالجماليات الهندسية، والرموز التراثية، والاستلهام من الصور، ويعكس ذلك ولعه بهذا الفن، تأثراً بوالده الذي عشق الفوتوغرافيا في شبابه.
يقول: «بدأ تعلقي بالفوتوغرافيا حين عثرت ذات يوم على كنز من الصور في مجموعة صناديق كانت تحتفظ به الأسرة في مخزن داخل المنزل بالسودان، وكانت هذه الصور بعدسة والدي الذي انضم إلى جماعة التصوير بكلية الهندسة جامعة الخرطوم أثناء دراسته بها».
هذا «الكنز» الذي عثر عليه المر شكّل جزءاً مهماً من ذاكرته البصرية ومؤثراً وملهماً حقيقياً في أعماله، والمدهش أنه قرر أن يبوح للمتلقي لأول مرة بذكرياته العزيزة في طفولته بالسودان، وأن يبرز دور والده في مشواره الفني عبر هذا المعرض؛ حيث يحتضن جدران الغاليري مجسماً ضخماً لـ«استوديو كمال»؛ وهو اسم محل التصوير الذي افتتحه والده في الستينات من القرن الماضي.
يقول: «أقنع والدي جدي، بإنشاء استوديو تصوير بمحل الحلاقة الخاص به في (سوق السجانة) بالخرطوم، وتم تجهيز الاستوديو مع غرفة مظلمة من الخشب للتحميض، وذلك في الجزء الخلفي من الدكان».
وداخل المجسم تدفع المقتنيات الخاصة المتلقي للتفاعل مع ذكريات المر، والمؤثر الفني الذي شكل أعماله؛ ما يجعله أكثر تواصلاً، وتأثراً بلوحات المعرض؛ فالمتلقي هنا يستكشف تفاصيل تجربة الوالد في التصوير، بل يمكنه التقاط صور لنفسه داخل محله القديم!
وأثناء ذلك أيضاً يتعرف على جانب من تاريخ الفوتوغرافيا، حيث المعدات، وهي عبارة عن الكاميرا YASHIKA التي تستخدم أفلام مقاس 621 وEnlarger والستارة التي تعمل كخلفية وأدوات أخرى للتحميض والطباعة، وتجفيف الفيلم والصور بواسطة مروحة طاولة، وقص الصور بمقص يدوي: «استمر العمل لمدة سنة تقريباً، وأغلق الاستوديو قبل أن أولد، لكن امتد تأثير هذه التجربة داخلي حتى اللحظة الراهنة».
«احتفالية القرد والحمار» هو اسم «بوستال كارد» عثر عليه الفنان لدى تاجر روبابكيا، ويجسد مشهداً كان موجوداً في الشارع المصري قديماً؛ حيث يقدم أحد الفنانين البسطاء عرضاً احتفالياً بطلاه هما القرد والحمار، ومنه استلهم الفنان إحدى لوحات معرضه، ويقول: «تأثرت للغاية بهذا الملصق؛ وجعلت اسمه عنواناً لمعرضي؛ لأنه يجمع ما بين ملامح الجمال الخفي في مصر ما بين الفن الفطري، والسعادة لأكثر الأسباب بساطة، وصخب المدن التي لا تنام».