وزير الخارجية الألماني : نعمل على 4 محاور للقضاء على «داعش»

أكد لـ {الشرق الأوسط} أن مباحثاته مع الفيصل شملت الحرب على الإرهاب

سمو وزير الخارجية يستقبل وزير الخارجية الألماني (واس)
سمو وزير الخارجية يستقبل وزير الخارجية الألماني (واس)
TT

وزير الخارجية الألماني : نعمل على 4 محاور للقضاء على «داعش»

سمو وزير الخارجية يستقبل وزير الخارجية الألماني (واس)
سمو وزير الخارجية يستقبل وزير الخارجية الألماني (واس)

كشف وزير الخارجية الألماني في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» عن أربعة محاور أساسية اعتبرها اللبنة الأساسية للاستراتيجية المشتركة بين بلاده والسعودية، مشيرا للحاجة إلى حزمة من الإجراءات الدولية التي تجعل هذه الاستراتيجية قابلة للتنفيذ بدقة.
وشدد الوزير الألماني على ضرورة التعامل مع أزمات المنطقة، وتحديدا الحرب ضد «داعش»، بخطوات عملية تمهد لإنجاح هذه الاستراتيجية والقضاء على الإرهاب، وأنه يجب التعاون الدولي مع السعودية في هذا الصدد.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «في رأيي يجب علينا قبل كل شيء العمل على أربعة محاور: أولا نحن بحاجة إلى أن نخطو نحو عملية سياسية في العراق تشمل جميع فئات الشعب، ولدي انطباع بأن رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي يسعى لتحقيق ذلك».
وزاد الوزير الألماني: «حتى في سوريا نحن بحاجة إلى محاولة مشتركة جديدة للتوصل إلى حل سياسي، فمن الوضع الراهن يستفيد فقط تنظيم (داعش) ونظام الأسد، ومن هذا المنطلق يجب دعم جهود المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الذي يجري حاليا محادثات في المنطقة».
وأضاف شتاينماير: «ثانيا يجب أن نتوصل إلى تفاهم واضح بين دول المنطقة للعمل معا ضد تنظيم (داعش)، ونحتاج أيضا توضيح الفكر الضال لتنظيم (داعش) والجماعات المماثلة له التي تدعي شرعية دينية مزيفة».
ولخص المحور الرابع بقوله: «نحن بحاجة إلى حزمة من الإجراءات الدولية لوقف تدفق المقاتلين والأموال إلى تنظيم (داعش). وذلك أصبح ممكنا بناء على قرار مجلس الأمن أخيرا في هذا الشأن».
وعن طبيعة المحادثات التي أجراها مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في جدة أمس، أوضح أنها تركزت بشكل رئيس حول الإجراءات المشتركة ضد «داعش»، وكذلك الوضع في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية الألماني: «إن الاتفاق على استراتيجية سياسية مشتركة يعد أمرا حاسما، خصوصا فيما يتعلق بالحرب ضد «داعش»، بخلاف الناحية العسكرية في المنطقة».
وعن دخول ألمانيا في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب فعليا قال شتاينماير: «لقد شاركنا بالفعل مطلع سبتمبر في اجتماع بويلز حول مبادرة تكوين هذا التحالف، لقد بادرنا إلى العمل بكل حسم قبل أن تبادر بعض الدول الأخرى».
وزاد: «نحن نقدم المساعدات الإنسانية ونوفر المعدات العسكرية للأكراد في شمال العراق، بينما تشارك بعض الدول الأخرى في الغارات الجوية، فنحن بحاجة إلى هذا النوع من تقسيم المهام».
ولفت إلى أن قيام السعودية بالإعداد لمؤتمر جدة يوم 12 سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث جمع المؤتمر لأول مرة جميع الأطراف الإقليميين المعنيين على طاولة واحدة، وانضمامها المهم إلى التحالف الدولي للحرب ضد «داعش»، يعد عملا رياديا في المنطقة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.