قادة الشرطة في دول الشرق الأوسط يناقشون تعزيز التعاون في مراكش

مقر الإنتربول في سنغافورة (أرشيفية-رويترز)
مقر الإنتربول في سنغافورة (أرشيفية-رويترز)
TT

قادة الشرطة في دول الشرق الأوسط يناقشون تعزيز التعاون في مراكش

مقر الإنتربول في سنغافورة (أرشيفية-رويترز)
مقر الإنتربول في سنغافورة (أرشيفية-رويترز)

قال المدير المركزي للشرطة القضائية في المغرب محمد الدخيسي إن أهمية التعاون الأمني الإقليمي والدولي برزت منذ أمد بعيد لدى المؤسسة الأمنية المغربية، في ظل عولمة الأنشطة الإجرامية، وفي خضم ما أفرزته ظاهرة الإرهاب والتطرف، إذ لم يعد بالإمكان حصر التحقيق الجنائي والملاحقة القضائية ومكافحة الأشكال الجديدة للجريمة داخل الحدود الوطنية، مما يفرض تعاوناً أمنياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأبرز المسؤول المغربي، في كلمة خلال افتتاح أشغال المؤتمر الرابع لرؤساء أجهزة الشرطة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمس في مراكش، الذي يتواصل الثلاثاء، أن الهدف الذي تسعى إليه المؤسسة الأمنية في المغرب هو «تحقيق الأمن والطمأنينة للمواطنين، وتدعيم أسسه، تحقيقاً لتوجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس، وهو ما حتم على الأجهزة الأمنية المغربية نهج أسلوب اليقظة والاستباق في الحصول على المعلومة، واتخاذ الإجراءات السريعة الفعالة، مما جعلها قادرة كمنظومة أمنية قوية، على تحصين البلاد من تهديدات التنظيمات الإرهابية، حيث حققت السياسة الأمنية للمملكة المغربية في مجال مكافحة التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة نتائج معلومة، جعلها نموذجاً يحتذى به في دول المنطقة، وعلى الصعيد الدولي».
وأكد المتحدث ذاته أن «الظرف الراهن يتسم بإجرام معقد مترابط ببعد دولي عبر وطني لا يمكن إخفاء خطورته، كما لا يمكن تجاهل كون الجرائم تتسم بتقاطع في ما بينها، إذ إن بعض الجماعات الإرهابية مرتبطة بالجريمة المنظمة عبر الوطنية ولها ضلع كبير فيها، لا سيما جرائم الاتجار غير المشروع بالأسلحة، والاتجار بالبشر، وتهريب المهاجرين، والاتجار بالمخدرات، والاختطاف للحصول على فدية، وغسل الأموال، وتمويل الإرهاب، مما يفرض تعاوناً إقليمياً ودولياً أكثر توسعاً وتنسيقاً بين مختلف البلدان».
وعلى مستوى التعاون الدولي وتبادل الخبرات، أوضح الدخيسي أن المؤسسة الأمنية المغربية تعد فاعلاً رئيسياً في جميع أوجه التعاون، وفي مقدمتها تبادل المعلومات، وتأمين نقل المطلوبين للعدالة، وتنفيذ الإنابات القضائية الدولية، والتسليم المراقب في جرائم المخدرات، وتنفيذ الأوامر الدولية بإلقاء القبض، وتنظيم اللقاءات، وتبادل الخبرات في إطار التكوين والتكوين المستمر، والقيام بتدريبات مشتركة، وتبادل الخبرات والمعلومات في ميدان التصدي للتهديدات الإرهابية.
ومن جانبه، نوه الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان بأهمية هذا اللقاء التشاوري الذي أضحى سنوياً، والذي «يُبرز انسجام استراتيجية المنظمة الدولية للشرطة الجنائية مع التحديات الأمنية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مكافحة الجريمة». كما أبرز المتحدث أن التعاون بين مجلس وزراء الداخلية العرب والإنتربول حقق خطوات واسعة، كما تعزز سنة 1999 بإبرام مذكرة تفاهم شكلت إطاراً مرجعياً مهماً لهذا التعاون.
وأضاف أن المجلس سعى إلى «تعزيز هذا التعاون، وإزاحة العقبات التي تعترض سبيله»، مشيراً في هذا السياق إلى الاجتماع التنسيقي الأخير داخل مجلس وزراء الداخلية العرب، الذي أوصى الأمانة العامة، بالتنسيق مع الإنتربول، بتطوير آلية تسمح بتبادل أكثر فاعلية للمعلومات والخبرات، وذلك بعد أن اتضح أن المذكرة لا تسمح بربط الأمانة العامة بقواعد بيانات الإنتربول.
ومن جهته، أكد يورغن ستوك، الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول»، أن هذا اللقاء «يشكل رسالة قوية للفارين من العدالة في العالم، كونهم لن يجدوا مكاناً آمناً يختبؤون فيه»، مشيراً إلى أن المنظمة التي يرأسها تطلق عملية جديدة للقبض على المجرمين العابرين للحدود، خصوصاً الملاحَقين في قضايا العنف ضد النساء والشبكات الإرهابية والجريمة المنظمة والجريمة السيبرانية.
ونوه ستوك بجهود المؤسسات الأمنية للمنطقة في إنشاء مكتب إقليمي للمنظمة من أجل تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء والإنتربول في مجال مكافحة الجريمة العابرة للقارات. كما أبرز الجهود المبذولة في كل من العراق وليبيا للوصول إلى أماكن احتجاز الرهائن، من أجل القيام بعمليات توقيف المجرمين المطلوبين من الإنتربول. وأشار إلى عمليات شملت 6 دول تنتمي إلى حوض الأبيض المتوسط، تم خلالها إيقاف 12 مجرماً كانوا مطلوبين للعدالة هذه السنة، مبيناً أن قاعدة البيانات توسعت بنسبة 37 في المائة، مقارنة بالسنة الماضية، في ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيراً إلى أن عمليات التوقيف ارتفعت بنسبة 52 في المائة.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء البريطاني يطالب العالم باليقظة لمواجهة مهربي البشر

أوروبا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يلقي كلمة خلال افتتاح مؤتمر «الجمعية العامة للإنتربول» في غلاسكو ببريطانيا يوم 4 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

رئيس الوزراء البريطاني يطالب العالم باليقظة لمواجهة مهربي البشر

قال رئيس الوزراء البريطاني إن عصابات تهريب البشر، الذين يرسلون المهاجرين عبر القناة الإنجليزية في قوارب صغيرة، يشكلون تهديداً للأمن العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا عناصر من الشرطة اليونانية في أثينا (رويترز)

الشرطة اليونانية تلقي القبض على إسرائيلي بناءً على مذكرة دولية

أعلنت الشرطة اليونانية، السبت، القبض على إسرائيلي هارب أدين بالسرقة في إسرائيل بناءً على مذكرة دولية، مضيفة أنه على ذمة تحقيق هناك بشأن ضلوعه في هجوم بالقنابل.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
أوروبا حالة استنفار في العاصمة بروكسل إثر إنذار إرهابي (متداولة)

بلجيكا تفتش 14 منزلاً في تحقيق لمكافحة الإرهاب وتحتجز 7 لاستجوابهم

قال مكتب المدعي العام الاتحادي في بلجيكا، الخميس، إن الشرطة فتشت 14 منزلاً في إطار تحقيق يتعلق بالإرهاب، مضيفاً أن 7 أشخاص احتُجزوا بغرض استجوابهم.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم رجل يمر عبر لافتات «الإنتربول» في معرض «الإنتربول» العالمي بسنغافورة في 2 يوليو 2019 (رويترز)

«الإنتربول» يعلن توقيف 219 شخصاً في 39 دولة بتهمة الاتجار بالبشر

أعلن «الإنتربول»، الاثنين، أن 219 شخصاً أوقفوا في إطار عملية واسعة النطاق ضد الاتجار بالبشر نُفّذت بشكل مشترك في 39 دولة.

«الشرق الأوسط» (ليون )
العالم تُظهر الصورة التي التُقطت في 19 فبراير 2024 إشعاراً بالإزالة أصدرته مجموعة من وكالات الاستخبارات العالمية لموقع ويب قرصنة يسمى «لوك بت» (رويترز)

تفكيك مجموعة القرصنة الإلكترونية «الأكثر إضراراً» في العالم

فُكِّكت مجموعة «لوك بت» للقرصنة الإلكترونية التي توصف بأنها «الأكثر إضراراً» في العالم، خلال عملية للشرطة الدولية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.