النظام يعاود السيطرة على قرية استراتيجية جنوب شرقي إدلب

سوريون من معرة النعمان يعاينون آثار الدمار بعد غارة جوية في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
سوريون من معرة النعمان يعاينون آثار الدمار بعد غارة جوية في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
TT

النظام يعاود السيطرة على قرية استراتيجية جنوب شرقي إدلب

سوريون من معرة النعمان يعاينون آثار الدمار بعد غارة جوية في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
سوريون من معرة النعمان يعاينون آثار الدمار بعد غارة جوية في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات النظام السوري تمكنت من السيطرة مجددا على قرية المشيرفة جنوب شرقي إدلب، وذلك بعد معارك عنيفة مع مسلحي المعارضة في المنطقة.
وذكر المرصد، أمس الأحد، أن معاودة السيطرة على القرية جرت بعدما شنت قوات النظام قصفا بعشرات القذائف الصاروخية على عدة محاور قريبة.
وكانت فصائل المعارضة استعادت السيطرة على القرية منتصف الأسبوع الماضي بعد ساعات من سيطرة قوات النظام عليها. وأضاف المرصد أن الطيران الروسي شن أيضا غارات على مناطق بريف إدلب الجنوبي.
وأفاد مراسل موقع «عنب بلدي» في إدلب، أمس، بأن الطيران الروسي كثف استهدافه للأحياء السكنية في عدد من بلدات ريف إدلب الجنوبي منذ الصباح، ما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين ودمار واسع في المنازل. وأوضح أن الغارات الصاروخية الروسية والسورية والبراميل المتفجرة، استهدفت بلدات إحسم ومعرة حمرة وكرسعة وحزارين والدار الكبيرة بسقلا والمشيرفة وكفرنبل وكفروما ودير سنبل معرة الصين وحيش جنوب إدلب، إضافة لغارات روسية على معارة النعسان شمال المحافظة.
واستهدفت طائرات النظام الحربية بعدة غارات مناطق في قرية حيش جنوب إدلب، كما جددت الطائرات المروحية استهدافها بالبراميل المتفجرة لأماكن في كفرنبل وحزارين وحاس ومعرزيتا بريف إدلب الجنوبي، وسط تنفيذ طائرات حربية روسية مزيدا من الغارات على المنطقة، في حين وثق المرصد السوري مقتل 6 عناصر من قوات النظام و9 مقاتلين من الفصائل والمتشددين، جراء القصف الجوي والبري والاشتباكات في محور قرية المشيرفة بالقطاع الجنوب الشرقي من الريف الإدلبي.
في السياق، تحدث حساب على «تويتر» للخوذ البيضاء في إدلب، عن قصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي استهدف أطراف مدينة معرة النعمان من الجهة الغربية، وقد تفقدت فرق الدفاع المدني مواقع الاستهداف، ولم تسجل إصابات في صفوف المدنيين واقتصرت على الأضرار المادية، بحسب قوة الدفاع المدني في مناطق المعارضة.
ومع سقوط المزيد من الخسائر البشرية، يرتفع عدد من قتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة «خفض التصعيد». وتجدر الإشارة إلى أن مسلحي المعارضة يسيطرون على معظم مناطق محافظة إدلب.
كان الرئيس السوري بشار الأسد قال الشهر الماضي خلال زيارة لإدلب إن «معركة إدلب ستكون الأساس لحسم الفوضى والإرهاب في كل مناطق سوريا».



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.