مشاركة قياسية في انتخابات المجالس المحلية في هونغ كونغ

حركة الاحتجاج تأمل زيادة الضغوط على بكين

ناخبون ينتظرون خارج مكتب اقتراع في هونغ كونغ أمس (أ.ب)
ناخبون ينتظرون خارج مكتب اقتراع في هونغ كونغ أمس (أ.ب)
TT

مشاركة قياسية في انتخابات المجالس المحلية في هونغ كونغ

ناخبون ينتظرون خارج مكتب اقتراع في هونغ كونغ أمس (أ.ب)
ناخبون ينتظرون خارج مكتب اقتراع في هونغ كونغ أمس (أ.ب)

شارك عدد قياسي من الناخبين في هونغ كونغ، أمس، في انتخابات المجالس المحليّة، حيث تأمل الحركة الاحتجاجية في أن تسفر النتائج عن زيادة الضغوط على الإدارة المدعومة من بكين للاستجابة لمطالبهم بعد أشهر من الاضطرابات.
وتشكّلت طوابير طويلة من الناخبين أمام مراكز الاقتراع في المدينة لانتخاب 18 مجلساً محلياً، مع توقع نسبة مشاركة مرتفعة لانتخاب مرشحي القوى المناهضة لبكين. وقالت لجنة الشؤون الانتخابية إنّ 56 في المائة من الناخبين المسجلين البالغ عددهم 4.13 مليون شخص شاركوا في الاقتراع بحلول بعد ظهر أمس، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وهو ما يشكل أعلى نسبة مشاركة على الإطلاق في تاريخ انتخابات المجالس المحليّة في هونغ كونغ بعد انتقال المدينة لسلطات الصين في عام 1997. وفي العادة، لا يسترعى انتخاب أعضاء المجالس البالغ عددهم 452 شخصاً المسؤولين عن المسائل المجتمعية مثل خطوط سير الحافلات وجمع القمامة، حماسة أو انتباه المواطنين، لكنّه اكتسب أهمية جديدة بعد أشهر من الاضطرابات السياسية.
وتشهد هونغ كونغ شهوراً من التجمعات الاحتجاجية والمواجهات العنيفة التي وضعت الشرطة في مواجهة المحتجين المطالبين بانتخابات عامة مباشرة لحكم المدينة التي تحظى بحكم شبه ذاتي، بالإضافة للتحقيق فيما يعدّونه «وحشية» الشرطة في التعامل مع المحتجين.
ويسيطر الموالون لبكين على المجالس المحلية منذ فترة طويلة، ويأمل الناخبون في أن يساعد إضعاف قبضة بكين عليها في إعطاء حركتهم زخماً جديداً. وقال الطالب ميشيل نغ (19 عاماً) الذي يصوّت للمرة الأولى لوكالة الصحافة الفرنسية: «حتى لو كانت البطاقة الواحدة ستساعد قليلاً، لا يزال يراودني الأمل في أن تساعد في تغيير المجتمع، وتدعم احتجاجات الشارع في شكل ما».
وتشكّل هذه الانتخابات أفضل وسيلة لمواطني هونغ كونغ للحصول على تمثيل مباشرة حقوقهم في إدارة شؤون مدينتهم.
ويُنتخب المجلس التشريعي الأعلى في المدينة بمزيج من الاقتراع العام والمقاعد المخصصة للمجموعات الصناعية الموالية للصين، ما يضمن سيطرة بكين على المدينة البالغ تعداد سكانها 7.3 مليون نسمة.
وعدّ المعسكر الداعم للاحتجاجات اقتراع أمس استفتاء على حاكمة المدينة كاري لام، والحكومة المؤيدة لبكين الذين قاوموا مطالب الحركة.
وقال جيمي شام، وهو مرشح مؤيد للديمقراطية وشخصية بارزة في الاحتجاجات: «نحن نصوت لإعطاء حكمنا على ما حدث... نحن أيضاً نصوت لاختيار ما لم يأتِ بعد». لكن الاقتراع ليس رمزيّاً بالكامل؛ سيتم اختيار بعض المرشحين للانتخابات التشريعية العام المقبل من أعضاء المجالس المحلية، كما ستسهم المجالس أيضاً بـ117 عضواً في المجمع الانتخابي الذي يضم 1200 عضو ويختار الرئيس التنفيذي للمدينة، وتسيطر عليه بكين.
وخفت الاحتجاجات أخيراً بعد أن حثّت شخصيات مؤيدة للديمقراطية المواطنين على وقف الاضطرابات لتجنب إعطاء الحكومة ذريعة لتأجيل أو تعليق الانتخابات. وقالت لام بعد الإدلاء بصوتها في دائرتها الانتخابية في جزيرة هونغ كونغ: «يسعدني أن أقول... يجب أن تكون لدينا بيئة سلمية وهادئة نسبياً لإجراء هذه الانتخابات بنجاح».
وانطلقت موجة المظاهرات في المدينة من معارضة لمشروع قانون يسمح بتسليم مطلوبين إلى الصين في يونيو (حزيران) الماضي، لكن تم إلغاؤه بعد ذلك. غير أن الاحتجاجات لم تتوقف، بل تم رفع سقف مطالبها إلى الديمقراطية ومحاسبة الشرطة.
وتفاعل الإعلام الصيني مع الانتخابات، إذ خصّص الإعلام الرسمي مقالات تحضّ سكان هونغ كونغ «على التصويت لإنهاء العنف»، الذي تلقي بكين مسؤوليته على المشاغبين الشباب. ويتوقع محلّلون أن يحرز المرشحون المؤيدون للديمقراطية مكاسب في المجالس المحلية لكن دون تحقيق غالبية المقاعد.
وشابت الحملة الانتخابية وقائع عنف، حيث تعرض أحد المرشحين المدافعين عن الديمقراطية لعضة في أذنه، في حين تم القبض على 17 مرشحاً آخرين من جميع الأطياف السياسية بسبب أنشطتهم المتعلقة بالاحتجاجات.
ومنعت سلطات الانتخابات جوشوا وونغ الناشط البارز في حركة الاحتجاج من الترشح في الانتخابات المحلية لدعمه حق «تقرير المصير» في المدينة.



خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
TT

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

وأضافت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في جنيف، اليوم (الأربعاء)، إن فرص تطورها خلال الشهرين ونصف الشهر المقبلة تبلغ 55 في المائة. ويكون لظاهرة «النينا عادة تأثير تبريد على المناخ العالمي».

و«النينا»، وتعني بالإسبانية «الفتاة»، هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات. وهي عكس ظاهرة «النينو» التي تعني «الصبي» بالإسبانية، حيث ترتفع درجة حرارة المحيط الهادئ الاستوائي بشكل كبير.

وهذا يؤثر على الرياح والضغط الجوي وهطول الأمطار، وبالتالي الطقس في كثير من أجزاء العالم. وترفع ظاهرة «النينو» متوسط درجة الحرارة العالمية، في حين أن ظاهرة «النينا» تفعل العكس تماماً.

كانت ظاهرة «النينو» لا تزال قابلة للرصد في بداية هذا العام، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقول إن الظروف المحايدة تسود منذ شهر مايو (أيار) تقريباً، ولا يزال هذا الحال مستمراً. ومن المؤكد بالفعل أن عام 2024 سيكون الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.

وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن ظاهرة «النينا» لم تتطور بعد بسبب الرياح الغربية القوية غير المعتادة التي تهب بين شهري سبتمبر (أيلول) وأوائل نوفمبر (تشرين الثاني).