روسيا تعيد آلاف الأطنان من المحاصيل إلى تركيا لإصابتها بآفات خطيرة

ندرة الأمطار تنذر بالجفاف وتهدد الأنشطة الزراعية

طماطم معروضة للبيع في سوق للخضراوات في اسطنبول (رويترز)
طماطم معروضة للبيع في سوق للخضراوات في اسطنبول (رويترز)
TT

روسيا تعيد آلاف الأطنان من المحاصيل إلى تركيا لإصابتها بآفات خطيرة

طماطم معروضة للبيع في سوق للخضراوات في اسطنبول (رويترز)
طماطم معروضة للبيع في سوق للخضراوات في اسطنبول (رويترز)

تجددت مناوشات صادرات الطماطم التركية إلى روسيا، بعد أن أعادت هيئة مراقبة الزراعة وأمن الغذاء الروسية 20 طنا من الطماطم قادمة من تركيا ورفضت إدخالها إلى الأسواق بسبب حملها حشرة «صانعة أنفاق الطماطم» التي تعرف بـ«سوسة الطماطم» حية في الشحنة.
ونقلت وسائل إعلام تركية أمس عن الهيئة الروسية أنها أعادت 20 طنا من الطماطم قادمة من تركيا، بعد رفضها السماح بدخول الشحنة إلى الأراضي الروسية لحملها أحد أنواع الآفات الزراعية الضارة.
وقالت الهيئة إن سلطات الحجر الزراعي الروسية اكتشفت وجود حشرة «صانعة أنفاق الطماطم» أو «سوسة الطماطم» حية في الشحنة الواردة من تركيا عند فحصها في جمرك ميناء «نوفيا يوركوفيتش» في منطقة بريانس الحدودية مع أوكرانيا. وسميت الحشرة الضارة بـ«صانعة أنفاق الطماطم» نظرا لطبيعة إصابتها ثمار الطماطم التي تعد المحصول الأساسي لها، حيث تصنع اليرقات أنفاقا في السيقان والأوراق، ومن ثم تدخل اليرقة إلى الثمرة وتحدث أمراضا بكتيرية وفطرية بها.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي تعاد فيها كميات من صادرات الطماطم التركية إلى روسيا خلال العام الجاري، ففي مايو (أيار) الماضي، أعادت مصلحة الرقابة البيطرية والصحة النباتية الفيدرالية الروسية 21 طنا من الطماطم المستوردة من تركيا، للسبب ذاته.
وليست الطماطم هي المنتج الزراعي الوحيد الذي يواجه مشاكل مع الرقابة على الواردات الزراعية في روسيا، فقد سبق للهيئة الروسية، في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن أعادت 370 طنا من فاكهة «اليوسفي» القادمة من تركيا، ورفضت إدخالها إلى الأسواق بسبب إصابتها بآفات ضارة.
وكانت هيئة مراقبة الزراعة وأمن الغذاء التابعة لإدارة منطقة كالوغا الروسية، أعادت في أغسطس (آب) الماضي 20 طنا من المشمش المستورد من تركيا لاحتوائه على آفات زراعية مدمرة وضارة بالصحة أيضا. ثم أعادت 20 طنا من الخوخ التركي ورفضت إدخاله إلى الأسواق في 13 يوليو (تموز) الماض، لحمله ذبابة البحر.
ويعاني قطاع الزراعة في تركيا بسبب السياسات الحكومية التي تركز على الاستيراد، إذ أصبحت تركيا مستوردا لغالبية احتياجاتها من البطاطس والقمح والبصل، ما أدى إلى زيادات باهظة في أسعار الخضراوات والفاكهة، فضلا عن قلة المعروض منها، لا سيما مع ما كشفت عنه تقارير عن تقلص مساحات الأرض الزراعية بسبب التوسع في المشروعات العقارية التي دمرت مساحات زراعية تعادل مساحات دول مثل هولندا أو بلجيكا.
وبحسب الدراسات والتقارير الصادرة عن المعارضة التركية، تراجعت حصة الصادرات الزراعية من الدخل القومي، من 10.27 في المائة إلى 5.76 في المائة، وخسر القطاع 167 مليار ليرة، خلال الـ16 عاما الأخيرة، أي في ظل حكومات حزب العدالة والتنمية برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان.
ومثلت حصة الزراعة من الناتج المحلي نحو 359.3 مليار ليرة العام 2002. العام الذي وصل فيه حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، بما يعادل نحو 10.27 في المائة، ثم تراجعت العام الماضي، لتصل إلى 5.76 في المائة، بما يعادل 213.3 مليار ليرة.
وكانت الصادرات الزراعية التركية إلى روسيا، والتي تشكل الطماطم أكبر حصة فيها تعرضت لضربة قوية بسبب قرار حظر الواردات من تركيا عقب إسقاط مقاتلة روسية على الحدود مع سوريا في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وسمحت روسيا تدريجيا بعودة الصادرات إلى أن انتهت الأزمة ورفعت وزارة الزراعة الروسية، آخر قيودها المتمثلة في تحديد عدد الشركات التي يحق لها تصدير الطماطم إلى روسيا في نهاية أبريل (نيسان) 2018.
وكان حجم التبادل التجاري بين البلدين، قبل الأزمة، وصل إلى 35 مليار دولار سنوياً، لكنه تراجع بعد ذلك إلى 27 و28 مليار دولار عامي 2016 و2017. حيث حظرت روسيا، اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني) 2016. استيراد بعض المنتجات الزراعية التركية رداً على إسقاط المقاتلة «سوخوي 24». وبعد تطبيع العلاقات بين البلدين في يونيو (حزيران) من العام 2016، تم رفع القيود جزئياً، حيث رفعت الحكومة الروسية في مارس (آذار) 2017 حظر استيراد منتجات زراعية، منها البصل والقرنفل والقرنبيط والبروكلي، بينما واصلت الحظر على منتجات أخرى تبلغ حصتها السوقية 425 مليون دولار، وعلى رأس قائمة المنتجات الزراعية التي بقيت خاضعة للحظر، الطماطم والعنب والخيار والتفاح والكمثرى والفراولة، إلى جانب لحوم الدجاج والديك الرومي.
وكان إجمالي قيمة الصادرات لروسيا من هذه المنتجات بلغ خلال العام 2015 نحو 425 مليون دولار، من بينها 258.8 مليون دولار قيمة صادرات الطماطم وحدها.
في سياق متصل، يهدد تراجع مستوى المياه في سدود إسطنبول بخطر حدوث جفاف نتيجة قلة الأمطار هذا العام.
وقال وزير الزراعة والغابات التركي، بكر باقي دميرلي، إن مياه الشرب الموجودة حالياً تكفي لفترة لا تتجاوز 4 أشهر، مطالبا سكان المدينة بالاقتصاد في استخدام المياه.
وأشارت بيانات رسمية أصدرتها إدارة المياه والصرف الصحي بالمدينة، في وقت سابق، إلى أن السدود مملوءة بنسبة 38.79 في المائة فقط. ويعود السبب وراء انخفاض مستوى المياه إلى تراجع مستوى سقوط الأمطار إلى أقل من المتوسط بفعل التغير المناخي.
ورأى خبراء أن من شأن ذلك أن يجعل مسألة حدوث جفاف «حتمية»، متوقعين أن تواجه المدينة، وهي كبرى المدن التركية ويقطنها نحو 14 مليون شخص، وأماكن أخرى، حالة جفاف شديدة لو استمر تراجع مستويات المياه الحالية، لافتين إلى أن ارتفاع الكثافة السكانية في إسطنبول أيضاً فاقم من المشكلة.
وتوجد في إسطنبول 7 سدود وعدد من البحيرات التي تمدها بالمياه وتبلغ سعتها 868 مليون متر مكعب. وحذر رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، من أن المدينة واجهت فترات طويلة من الجفاف، ما يؤثر على البيئة الطبيعية والأنشطة الزراعية بسبب ندرة الأمطار.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».