بنس يزور القوات الأميركية في الأنبار... ويؤكد قلق واشنطن من نفوذ طهران

اكتفى باتصال هاتفي مع عبد المهدي... والتقى رئيس إقليم كردستان في أربيل

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس وزوجته يتلقيان باقتي ورد من طفلين كرديين وبدا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في مطار أربيل أمس (رويترز)
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس وزوجته يتلقيان باقتي ورد من طفلين كرديين وبدا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في مطار أربيل أمس (رويترز)
TT

بنس يزور القوات الأميركية في الأنبار... ويؤكد قلق واشنطن من نفوذ طهران

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس وزوجته يتلقيان باقتي ورد من طفلين كرديين وبدا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في مطار أربيل أمس (رويترز)
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس وزوجته يتلقيان باقتي ورد من طفلين كرديين وبدا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في مطار أربيل أمس (رويترز)

تفقد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، أمس، قوات بلاده في العراق دون أن يلتقي أياً من المسؤولين الرسميين في بغداد، لكنه زار بعد ذلك أربيل والتقى رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني.
وفي زيارته الأولى للعراق، تفقد بنس قوات بلاده في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار قبل «عيد الشكر» في أميركا، حسب ما أفاد مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية. وكرر بنس، أعلى مسؤول أميركي على هذا المستوى يزور بلاد الرافدين منذ زيارة دونالد ترمب في أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2018، ما قام به الرئيس الأميركي بأن أدى زيارة قصيرة دون لقاء أي مسؤول محلي.
وأكد مسؤولان عراقيان أن بنس تواصل هاتفياً مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي. وأفاد أحدهما لوكالة الصحافة الفرنسية بـ«لن يكون ثمة اجتماع (بين المسؤولين) طالما أنهما تواصلا هاتفياً (...) رئيس الوزراء لن يذهب إلى الأنبار».
من جهته، أكد مكتب الرئيس العراقي برهم صالح، أنه لم يكن مطلعاً بشكل مسبق على الزيارة، وأنه ليس مقرراً عقد اجتماع بين الطرفين.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين أن بنس وجه رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي أعرب فيها عن قلقه من نفوذ إيران. وأضاف المسؤولون أن بنس شدد على ضرورة أن ينأى العراق بنفسه عن إيران خصم الولايات المتحدة، وأن يدعم حرية المحتجين في التعبير عن آرائهم دون خوف من العنف. وأضافوا أن رئيس الوزراء العراقي أكد له حرصه على تجنب استخدام العنف ضد المحتجين.
ونشر بنس عبر «تويتر» صوراً له برفقة زوجته وجنود أميركيين خلال الزيارة التي تأتي قبل أيام من احتفال الأميركيين بـ«عيد الشكر». وأرفق نائب الرئيس الأميركي تغريدته بتعليق «عيد شكر سعيد من العراق». وسبق لزيارة ترمب أن أثارت جدلاً لعدم لقائه أي مسؤول عراقي.
وفي وقت لاحق، أمس، وصل نائب الرئيس الأميركي إلى أربيل، حيث كان في استقباله رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول أميركي رفيع أن زيارة بنس لأربيل «هدفها تطمين الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة ضد (داعش)، وكذلك تطمين الأميركيين الذين يدعمون منذ وقت طويل القضية الكردية». وهذا ما عبر عنه بنس في كلمة بحضور رئيس الإقليم، قال فيها إنه يرحب «بالفرصة نيابة عن الرئيس دونالد ترمب للتأكيد مجدداً على العلاقات القوية التي تشكلت في نيران الحرب بين الشعب الأميركي والشعب الكردي عبر المنطقة».
بدوره، شكر نيجيرفان بارزاني نائب الرئيس الأميركي، وقال إن زيارته «في هذا الوقت بالذات مؤشر مهم على دعمكم المستمر لكردستان والعراق».
وتأتي زيارة بنس إلى العراق في خضم المظاهرات التي تعم بغداد والعديد من مناطق جنوب البلاد منذ نحو شهرين، والتي شهدت توجيه العديد من المتظاهرين انتقادات واسعة لإيران على خلفية نفوذها الواسع في السياسة العراقية، ودعمها العديد من الفصائل المسلحة. والتزمت إدارة الرئيس ترمب الصمت إلى حد كبير حيال الاحتجاجات غير المسبوقة ضد نظام ساهمت في إرسائه بعد الإطاحة بحكم صدام حسين في 2003.
كما تأتي زيارة بنس بعد أيام من كشف صحيفة «نيويورك تايمز» وموقع «ذي إنترسبت» الإلكتروني، الاثنين، عن مئات التقارير الاستخباراتية الإيرانية المسرّبة التي تظهر عمق نفوذ طهران في العراق. وسبق للولايات المتحدة أن أعلنت، عبر بنس، فرض عقوبات على قياديين في فصائل عراقية مسلحة مقربة من إيران، بينهم ريان الكلداني الأمين العام لكتائب «بابليون». وعلق الأخير على زيارة بنس بالقول عبر حسابه على «تويتر»: «لنائب الرئيس الأميركي، الذي وصل خلسة إلى العراق (...) شعبنا الذي طرد احتلالكم بدمه، لا يريد مستقبلاً يرسمه من قتل وشرّد وسرق. #غير مرحب بك في أرض العراق».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».