أميركا تفقد أثر «طائرة مسيرة» في طرابلس

ضبط أكثر من 600 مهاجر قبالة السواحل الليبية

بعض من المهاجرين غير الشرعيين الذين تم ضبطهم قبالة السواحل الليبية (رويترز)
بعض من المهاجرين غير الشرعيين الذين تم ضبطهم قبالة السواحل الليبية (رويترز)
TT

أميركا تفقد أثر «طائرة مسيرة» في طرابلس

بعض من المهاجرين غير الشرعيين الذين تم ضبطهم قبالة السواحل الليبية (رويترز)
بعض من المهاجرين غير الشرعيين الذين تم ضبطهم قبالة السواحل الليبية (رويترز)

انضمت الولايات المتحدة، أمس، إلى قائمة الدول التي فقدت «طائرات مسيرة» فوق الأراضي الليبية بعد تركيا وإيطاليا، حيث أقرت وزارة الدفاع الأميركيّة بفقدان أثر طائرة بلا طيّار تابعة للجيش الأميركي كانت تُحلّق فوق ليبيا، حيث تدور معارك بين القوّات الموالية لـ«الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر والقوات الموالية لحكومة «الوفاق» المعترف بها من الأمم المتّحدة، برئاسة فائز السراج.
وقال الكولونيل كارنز كريستوفر، الناطق باسم القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا (أفريكوم)، إن «(أفريكوم) تواصل رصد الوضع الأمني في ليبيا، وتظل ملتزمة بضمان مراقبة لتقديم تقييم، ومنع أي تجديد لنشاط المنظمة المتطرفة العنيفة».
وأضاف كريستوفر لـ«الشرق الأوسط»: «تدرك كل من حكومة (الوفاق) والجيش الوطني في ليبيا نشاط الرصد، الذي نقوم به لدعم عمليات مكافحة الإرهاب والجهود المبذولة لزيادة الأمن في ليبيا والمنطقة».
ورفض المسؤول الأميركي الكشف عن موقع سقوط الطائرة، قائلاً: «في الوقت الحالي لا يمكننا تقديم مزيد من التعليقات أو التفاصيل الإضافية، نظراً لأن هذا الحادث يخضع حالياً لتحقيق من قيادة (أفريكوم)».
كانت «أفريكوم» قد أعلنت، في بيان لها، مساء أول من أمس، أنّ طائرة غير مسلّحة «فُقِدت فوق طرابلس»، لافتة إلى أنّ هناك تحقيقاً جارياً بشأن هذه الحادثة، التي لم تقدم المزيد من التفاصيل حولها، كما لم توضح المنطقة التي سقطت فيها ومن المسؤول عنها.
وبعدما أوضح البيان أنّ قيادة «أفريكوم»، «تقود عمليّات لطائرات بلا طيّار في ليبيا بهدف تقييم الوضع الأمني ومراقبة النشاط المتطرّف العنيف»، أشار إلى أنّ «هذه العمليّات ضروريّة لمواجهة النشاط الإرهابي في ليبيا، ويتمّ تنسيقها بالكامل مع المسؤولين الحكوميين المناسبين». وبهذا البيان تصبح أميركا ثالث دولة تفقد إحدى طائراتها المسيرة العاملة في ليبيا، علماً بأن قوات الجيش الوطني أعلنت مسؤوليتها عن إسقاط طائرة إيطالية مماثلة يوم الأربعاء الماضي، كانت تُحلّق فوق منطقة خاضعة لسيطرتها في غرب البلاد.
كان «الجيش الوطني» قد أعلن إسقاط طائرة كان يعتقد أنها تابعة للحشد الميليشياوي في محور اليرموك، وهي الطائرة الثانية خلال 48 ساعة بعد استهداف طائرة إيطالية في محيط مدينة ترهونة.
إلى ذلك، استمرت المواجهات العنيفة بين قوات «الجيش الوطني» والقوات الموالية لحكومة السراج، أمس، خصوصاً في محاور جنوب غربي العاصمة طرابلس.
ونفى «الجيش الوطني»، في بيان مساء أول من أمس، للمركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، التابع له، «صحة أي انسحابات أو أي تراجع لقواته في المحاور»، مؤكداً أن «الأمور تحت السيطرة، وماضون بخطى ثابتة نحو القضاء على بقايا شراذم (الإخوان) والميليشيات، تنفيذاً لإرادة الشعب الليبي وتعليمات قائد المعركة التاريخية ضد الإرهاب وأعداء الوطن المشير حفتر».
وقال المركز، في بيان، أمس، إن غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين المنطقة الغربية، التي أنشئت بتوجيهات المشير حفتر، شرعت في تأمين وحماية المناطق، التي يتم تطهيرها بالمنطقة الغربية.
بدورها، بثت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني لقطات مصورة تظهر تقدم وحدات من الجيش إلى ما بعد معسكر اليرموك بمحور صلاح الدين جنوب العاصمة طرابلس.
في غضون ذلك، نفى مسؤولون بقاعدة الجفرة الجوية، التابعة للجيش الوطني، ما تردد عن وقوع غارات على القاعدة أو على معسكرات للجيش في محيط المنطقة، وشددوا على ما وصفوه بجاهزية الدفاعات لصد أي هدف معادٍ. فيما أعلن الجيش الوطني أن وحداته العسكرية المكلفة في الجنوب وصلت إلى منطقة أم الأرانب، الواقعة جنوب سبها ضمن عمليات تأمين جنوب البلاد.
من جهة ثانية، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن ضبط 9 قوارب، كانت تقل أكثر من 600 مهاجر خلال الـ48 ساعة الماضية قبالة السواحل الليبية.
وقال بيان لمكتب المنظمة صدر مساء أول من أمس، إنه «تم ضبط 9 قوارب كانت تحمل أكثر من 600 مهاجر على الطريق المتوسطي الأوسط خلال 48 ساعة، وهي طفرة واضحة للمهاجرين المغادرين ليبيا في وقت تشهد فيه العاصمة طرابلس والمناطق المحيطة بها قصفاً عنيفاً».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.