الشرطة الإسرائيلية تواصل جمع الأسلحة من الوسط العربي

ضمن خطة للحد من انتشار العنف

TT

الشرطة الإسرائيلية تواصل جمع الأسلحة من الوسط العربي

أعلن المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، أنه خلال الأسبوع الأول من حملة تسليم وجمع الأسلحة والوسائل القتالية غير القانونية في البلدات العربية في إسرائيل، تم تسليم 29 بندقية و33 قنبلة يدوية ومواد متفجرة والعشرات من أمشاط الذخيرة والمئات من حبات الذخيرة وغيرها. وجاء في البيان أن العديد من المواطنين العرب في إسرائيل يحتفظون بأسلحة ووسائل قتالية بشكل غير قانوني، وأن قسماً من هذه الأسلحة انتهت صلاحيته، والآخر يخص مواطنين قد فارقوا الحياة، هذا إلى جانب أسلحة مسروقة، ومجموعة متنوعة من الأسلحة العسكرية وغيرها.
وشرعت وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية، بالتعاون مع كافة السلطات المحلية في البلدات العربية داخل إسرائيل، في حملة واسعة لتسليم الأسلحة غير القانونية بهدف الحد من هذه الظاهرة التي تشكل خطراً، وتلحق الأذى بالمواطنين الأبرياء. وتأتي هذه الحملة بعد مظاهرات عربية واسعة ضد الحكومة الإسرائيلية، واتهامها بالتواطؤ مع ظاهرة العنف. وشهد الشهران الماضيان سلسلة أعمال قتل في الوسط العربي سلطت الضوء على تفشي العنف بشكل غير مسبوق في هذا الوسط.
وقتل 13 شخصاً في سبتمبر في أراضي 48، ووصل عدد القتلى إلى نحو 70، بينهم 11 امرأة، منذ بداية العام الحالي. وقال رئيس القائمة العربية المشتركة، أيمن عودة، «إن الطريق لاجتثاث العنف لا تزال طويلة، غير أن التكاتف والتعامل بحزم ضد هذه الظاهرة سيضمنان الغلبة للسواد الأعظم من الجمهور العربي على شرذمة من المجرمين».
ومطالبة عودة، الجهات المختصة، بالحزم، جاءت في ظل اتهامات متزايدة للسلطات الإسرائيلية بالتواطؤ والتستر على الجريمة من خلال الاستهتار. وكان عرب 48 تظاهروا عدة مرات ضد الجريمة والعنف في الوسط العربي، متهمين الشرطة الإسرائيلية بالتواطؤ والتقاعس في مواجهة الجريمة العربية، على عكس العمل بحزم في الوسط اليهودي. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنه ستتاح الفرصة لكل مواطن يمتلك سلاحاً غير مرخص وغيره من الوسائل القتالية، بتسليمه في 50 مركزاً منتشرة في إسرائيل، دون أي حاجة للتعريف بالهوية الشخصية، أو تقديم أي من المعلومات والتفاصيل الأخرى، إضافة على توفير الحصانة القضائية لكل من يسلم هذه الأسلحة دون مساءلة. ما يعني أنه لن تُتخذ إجراءات جنائية في جرم حيازة أسلحة غير قانونية.
وجاء في بيان للشرطة «أن شرطة إسرائيل تناشد الجميع اغتنام هذه الفرصة التاريخية لفتح صفحة جديدة في المجتمع العربي، دون أن تتخذ بحق من يملك أسلحة غير قانونية إجراءات قانونية والقيام بتسليمها بهدف ضمان أمن وسلامة الجمهور».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».