الأكراد يخوضون معارك ضد قوات تركية وفصائل موالية لها في شمال سوريا

عنصر من قوات سوريا الديمقراطية يقف أمام مركبة عسركية أميركية في مدينة القامشلي شمال سوريا (أ.ف.ب)
عنصر من قوات سوريا الديمقراطية يقف أمام مركبة عسركية أميركية في مدينة القامشلي شمال سوريا (أ.ف.ب)
TT

الأكراد يخوضون معارك ضد قوات تركية وفصائل موالية لها في شمال سوريا

عنصر من قوات سوريا الديمقراطية يقف أمام مركبة عسركية أميركية في مدينة القامشلي شمال سوريا (أ.ف.ب)
عنصر من قوات سوريا الديمقراطية يقف أمام مركبة عسركية أميركية في مدينة القامشلي شمال سوريا (أ.ف.ب)

تخوض قوات سوريا الديمقراطية اليوم (السبت) معارك عنيفة منعاً لتقدم القوات التركية والفصائل السورية الموالية قرب بلدة عين عيسى الاستراتيجية شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ودانت الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سوريا في بيان «العدوان بمختلف أنواع الأسلحة والمدفعية» على عين عيسى، التي تُعد أبرز البلدات الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري المقاتلون الأكراد، في شمال الرقة وتضم مراكز مهمة لها.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «تدور معارك عنيفة قرب بلدة عين عيسى الاستراتيجية، إذ تحاول قوات سوريا الديمقراطية منع تقدم القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها باتجاهها». وأوضح أن «القوات التركية تدعم الفصائل الموالية لها على الأرض، والتي تبعد كيلومتراً واحداً من البلدة، بالقصف المدفعي والطائرات المسيرة».
وسيطرت تركيا والفصائل السورية الموالية لها إثر هجوم أطلقته في التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) واستمر أسابيع عدة ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا على منطقة حدودية واسعة بطول نحو 120 كيلومتراً بين مدينتي تل أبيض (شمال الرقة) ورأس العين (شمال الحسكة).
وعلقت أنقرة هجومها ضد المقاتلين الأكراد في 23 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد وساطة أميركية ثم اتفاق مع روسيا في سوتشي نصّ على انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة الحدودية وتسيير دوريات مشتركة فيها.
ورغم تعليق الهجوم، تخوض القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ أسابيع معارك مع قوات سوريا الديمقراطية جنوب المنطقة التي سيطرت عليها وتحديداً في محيط الطريق الدولي «إم 4» الذي يصل محافظة الحسكة (شرق) باللاذقية (غرب) ويمر من عين عيسى.
وقالت الإدارة الذاتية الكردية في بيانها: «تستمر دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها (...) في خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم في سوتشي بين روسيا وتركيا واحتلال المزيد من مناطقنا». وأضافت: «اليوم يتم بشكل علني وأمام مرأى العالم استهداف بلدة عين عيسى بشكل همجي وعدواني (...) حيث تم العدوان بمختلف أنواع الأسلحة والمدفعية صباح هذا اليوم، كما لا يزال مستمراً إلى الآن».
وتتبع القوات التركية والفصائل، وفق المرصد السوري، سياسة القضم التدريجي التي مكنتها خلال الأسابيع الماضية من السيطرة على عشرات القرى الصغيرة قرب الطريق الدولي.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.