اتهامات للحوثيين باستمرار التصعيد في الحديدة

TT

اتهامات للحوثيين باستمرار التصعيد في الحديدة

أصيبت امرأة بنيران أسلحة ميليشيات الحوثي الانقلابية، الجمعة، شرق مدينة حيس، جنوب محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، وذلك في إطار استمرار ميليشيات الانقلاب، المدعومة من إيران، بتصعيد وارتكاب المزيد من الانتهاكات ضد المدنيين العُزل في مختلف المناطق بالمحافظة، حيث ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، علاوة على التصعيد العسكري المستمر من خلال القصف المكثف على مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني، وفقاً لما ذكرته المصادر العسكرية الرسمية في الساحل الغربي.
وارتفعت خلال الأيام الأربعة الأخيرة حصيلة ضحايا انتهاكات الميليشيات الحوثية من المدنيين، من خلال القصف بمختلف الأسلحة والقنص، وفقاً لما أكدته قوات ألوية العمالقة، في بيان لها نشره مركزها الإعلامي، من أن «سقوط أعداد الضحايا المدنيين بنيران الميليشيات الحوثية في الحديدة تزايد منذ بدء الهدنة الأممية لوقف إطلاق النار أواخر العام المنصرم، في ظل تخاذل وصمت أممي مطبق حيال تلك الانتهاكات والجرائم الوحشية».
ونقلت «العمالقة» عن مصادر محلية قولها إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة عيار 14.5 على منازل المواطنين، شرق مدينة حيس جنوب الحديدة، الجمعة، مما أدى إلى إصابة امرأة بجروح، وتدعى بيان علي سالم سقيم (20 عاماً)، حيث أصيب بطلقة نارية أسفل الظهر، ووصفت حالتها بالخطيرة».
وأضافت أن «مجاميع من المواطنين هرعت إلى المنزل المستهدف، وأسعفت الفتاة المصابة إلى المستشفى الميداني في الخوخة، ومن ثم تحويلها إلى مستشفى أطباء بلا حدود في المخا لاستكمال تلقي العلاج».
ومصادر طبية في مستشفى الخوخة أكدت «إصابة الطفل يوسف عبد الله دلب (12 عاماً)، الخميس، بطلق ناري أطلقته ميليشيات الحوثي عليه في منطقة الجريبة بمديرية الدريهمي، جنوب الحديدة، مما أدى إلى تقطع شرايين قدمه اليسرى، وقد تم نقل الطفل المصاب إلى مستشفى الخوخة الميداني لإسعافه وإجراء عملية جراحية له، جراء الإصابة البالغة التي تعرض لها بسبب استهداف ميليشيات الحوثي له». وأوضحت «العمالقة» أنه «خلال الأربعة أيام الأخيرة، رفعت الميليشيات من عملياتها الإرهابية، وشملت معظم مناطق ومديريات جنوب محافظة الحديدة، وسقط على أثرها ضحايا مدنيين، جلهم من النساء والأطفال، حيث في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) من الشهر الحالي، استهدفت الميليشيات الأحياء السكنية في مدينة حيس بشكل عشوائي، وأطلقت نيران أسلحتها الرشاشة صوب منازل المواطنين، وأصابت الطفلين عماد علي عبد الله المعمري (13 عاماً)، وعمرو مرشد علي عبد الله (14عاماً)، إصابات مباشرة في الأقدام، حين كانا يقفان أمام منزليهما».
وقالت إن «النازحين الفارين من جحيم الميليشيات لم يسلموا من نيرانها، حتى وهم في مناطق النزوح. ففي 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أطلقت ميليشيات الحوثي نيران أسلحتها الثقيلة صوب منازل السكان في منطقة المُتينة بمديرية الحالي، جنوب الحديدة، وأصابت امرأة نازحة، وتدعى حميدة يحيى هبل (45 عاماً)، إصابة بليغة في القدم اليسرى، وجرى نقلها إلى المستشفى الميداني في الخوخة لتلقي العلاج».
وأضافت أنه في «اليوم التالي، قتل المواطن سعيد سالم زهير برصاص قناصة الميليشيات في مديرية حيس في أثناء استهدافها لمنازل المواطنين في المديرية، حيث اخترقت رصاصة الميليشيات جسده، وأودت بحياته على الفور».
ونوهت أنه «لم تتوقف الجرائم الوحشية التي ترتكبها الميليشيات المدعومة من إيران بحق المواطنين في مناطق جنوب الحديدة، حيث تواصل سفك دماء السكان الأبرياء لترتكب جرائمها الوحشية»، وأن «الصمت والتخاذل الأممي جعل الميليشيات تتمادى في ارتكاب المزيد منها، دون أي تحرك أممي يدين تلك الجرائم منذ بدء الهدنة الأممية لوقف إطلاق النار في الحديدة».
واستهدفت ميليشيات الانقلاب، الجمعة، بشكل مكثف، منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه، جنوب الحديدة، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والأسلحة القناصة، حيث تركز القصف الحوثي على مزارع المواطنين ومنازل المواطنين في القرى المأهولة بالسكان والمواطنين في أثناء مرورهم بالطرقات المؤدية إلى مزارعهم، دون تسجيل أي خسائر بشرية في صفوف المدنيين.
إلى ذلك، ذكرت مصادر إعلامية بقيام ميليشيات الحوثي بتغيير عناصرها في النقاط العسكرية التابعة لها على مداخل مدينة ذمار، المعقل الثاني لميليشيات الحوثي الانقلابية بعد محافظة صعدة، وتكثيف وجودها في تلك النقاط، وذلك تخوفاً من اندلاع انتفاضة شعبية، مثلما جرى في إيران ولبنان، لمنع أي تجمعات سكانية من شأنها أن تقود على نشوب انتفاضة ضدهم.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.