يوم الهلال

الأحد سيكون يوم الحسم بالنسبة للهلال السعودي، وهو يواجه مستضيفه أوراوا ريد الياباني، على بطاقة الدخول إلى العالمية من بوابة التتويج بلقب دوري أبطال آسيا.
ومن يتابع خطوات الهلال يجد أن هذا الفريق مرعب عبر تاريخه الطويل، وهو قادر على التكيف مع كل الظروف والتقلبات، ولا يمكن أن ينهزم سوى بيديه، أي بأخطاء لاعبيه أو بأخطاء مدربيه، فهو عناصرياً أقوى من منافسه الياباني، وهذا الكلام ليس لي؛ بل لعدد كبير من المدربين العرب الذين أستضيفهم في «صدى الملاعب»، أو ألتقيهم خارج الاستوديوهات، أو أتصل بهم وأسالهم عن توقعاتهم لهذه الموقعة.
فالهلال لديه أوراق يتمناها أي مدرب، مثل سالم الدوسري، وسلمان الفرج، ولعل هذين اللاعبين هما الأكثر أهمية، حتى قبل الفرنسي جوميز، والإيطالي جيوفينكو. والاثنان أنقذا من دون شك الفرنسي هيرفي رينار، مدرب الأخضر، عندما قلبا الطاولة على منتخب قوي مثل أوزبكستان، وحولا الخسارة إلى فوز في الدقائق القاتلة. وأتحدث عن الاثنين لأن هدفَي التعادل والفوز كانا حلَّين فرديين، وليسا تكتيك مدرب، حسب شهادات الخبراء. ولا ننسى وجود بقية الكتيبة الهلالية، من نواف إلى البريك إلى المعيوف والشهراني، وكلهم أصحاب خبرة كبيرة في التعامل تحت الضغط. وأظن أن الضغط الوحيد الذي سيكون موجوداً في سايتاما اليابانية، هو الجمهور الكبير، والبرد القارس، ومحاولات الفريق الياباني التسجيل المبكر، وكلما تأخر في التسجيل سيزداد لاعبوه نرفزة وتسرعاً، وهو ما يحتاجه الهلال لتسجيل هدف واحد يوصله إلى هدفه الأكبر منذ سنوات طويلة، وهو الهدف الذي استقال من أجله رؤساء، وطارت من أجله رؤوس مدربين، ألا وهي «الآسيوية»، وبالتالي «العالمية»، التي شكلت عقدة لدى الهلاليين على مدار السنين.
الأحد 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، قد يكون يوماً فارقاً في التاريخ الهلالي، رغم أن الفريق سبق ولعب أربع مباريات نهائية خسرها جميعاً. وهنا قد يتساءل بعضكم: لماذا أعتقد أن الخامسة هي الثابتة؟ والجواب - إن شاء الله - سيأتي يوم الأحد، ويكون اللقب أزرق وأخضر. أزرق لصاحبه، وأخضر لوطنه الذي نحب. فالهلال لن يلعب لمشجعيه فقط، ولا حتى للسعوديين؛ بل هو يمثل غرب آسيا، ويمثل عربها جميعاً، ويمثل كل من يتحدث بلغة الضاد. وقد يأتي البعض ويقول: تحدث عن نفسك ولا تشملنا معكم. وله أقول: المنطق أن تقف مع أخيك على ابن عمك، ومع ابن عمك على الغريب، وإن كنت تختار عكس المنطق فهذا المنطق بقناعتي... مرفوض.