كيف تسببت العقوبات الأميركية في اندلاع أسوأ احتجاجات تشهدها إيران منذ عامين؟

مبنى تعرض للحرق خلال الاحتجاجات على زيادة أسعار الوقود غرب طهران   (أ.ب)
مبنى تعرض للحرق خلال الاحتجاجات على زيادة أسعار الوقود غرب طهران (أ.ب)
TT

كيف تسببت العقوبات الأميركية في اندلاع أسوأ احتجاجات تشهدها إيران منذ عامين؟

مبنى تعرض للحرق خلال الاحتجاجات على زيادة أسعار الوقود غرب طهران   (أ.ب)
مبنى تعرض للحرق خلال الاحتجاجات على زيادة أسعار الوقود غرب طهران (أ.ب)

قالت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، إن أزمة ارتفاع أسعار الوقود في إيران تظهر كيف تخنق العقوبات الأميركية الاقتصاد الإيراني.
وكانت الحكومة الإيرانية أعلنت زيادة مفاجئة في أسعار البنزين بنسبة 50 في المائة على الأقل؛ ما أدى إلى اندلاع احتجاجات وصفتها الصحيفة البريطانية بأنها الأسوأ منذ عامين.
ولفتت «فايننشيال تايمز» إلى أن إيران قدمت منذ فترة طويلة دعماً على سعر البنزين كجزء من العقد الاجتماعي بين الدولة والمواطنين، لكن تزايد عدد السكان وتنامي الاستهلاك كان يمثل ضغطاً عليها.
وقالت الصحيفة، إن دعم الوقود كان يكلف الحكومة الإيرانية 69 مليار دولار سنوياً، بحسب مسؤول إيراني، وأصبح من الصعب تمويل هذا الدعم بسبب العقوبات الأميركية التي تخنق الاقتصاد.
وتابعت، أن العقوبات قلصت مبيعات إيران من النفط الخام من 2.8 مليون برميل يومياً إلى أقل من 500 ألف برميل يومياً؛ ما أدى إلى انخفاض حصيلة النقد الأجنبي لإيران، الذي أدى إلى ارتفاع مؤلم في الأسعار.
وقال محللون، إن النظام الإيراني اضطر إلى قرار رفع أسعار الوقود لمواجهة الوضع الاقتصادي الذي يزداد صعوبة، حيث تقول الحكومة إنها ستستخدم الأموال التي كانت مخصصة لدعم الوقود في تقليل تكاليف معيشة الفقراء من خلال إعادة توزيع الدخل الإضافي عبر منح مبالغ شهرية للأسر الأشد احتياجاً.
وكذلك، تأمل الحكومة في أن يؤدي ارتفاع أسعار الوقود إلى انخفاض الاستهلاك؛ مما يقلل الضغط على عملية التكرير المحلية المحدودة، ويترك المزيد من الكميات للتصدير.
وأضافت الصحيفة، أن الحكومة الإيرانية اتخذت قرارها بخفض الدعم عن الطاقة إثر ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث يقول محللون، إن أسعار المواد الغذائية زادت بأكثر من الضعف خلال العامين الماضيين، أي أعلى بكثير من متوسط معدل التضخم، وحذروا من أن أي زيادة أخرى إثر ارتفاع أسعار الوقود ستثير المزيد من الاضطرابات.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن محلل، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: «ما نشهده هو انفجار للغضب رداً على ارتفاع التضخم الذي يضغط بشدة على الإيرانيين، وهو السبب الرئيسي وراء الاضطرابات الحالية».



إيران توقف زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده

المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

إيران توقف زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده

المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)

أوقفت السلطات الإيرانية، اليوم الجمعة، رضا خندان زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده التي اعتُقلت عدة مرات في السنوات الأخيرة، بحسب ابنته ومحاميه.

ونشرت ابنته ميراف خاندان عبر حسابها على موقع «إنستغرام»: «تم اعتقال والدي في منزله هذا الصباح». وأكد محاميه محمد مقيمي المعلومة في منشور على منصة «إكس»، موضحاً أن الناشط قد يكون أوقف لقضاء حكم سابق.

ولم ترد تفاصيل أخرى بشأن طبيعة القضية أو مكان احتجازه، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوقفت زوجته ستوده البالغة 61 عاماً والحائزة عام 2012 جائزة «ساخاروف» لحرية الفكر التي يمنحها البرلمان الأوروبي، آخر مرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أثناء حضورها جنازة أرميتا غاراواند التي توفيت عن 17 عاماً في ظروف مثيرة للجدل. وكانت دول أوروبية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد أعربت عن دعمها للمحامية التي أُطلق سراحها بعد أسبوعين.

وقد دافعت عن العديد من المعارضين والناشطين، من بينهم نساء رفضن ارتداء الحجاب الإلزامي في إيران، وكذلك مساجين حُكم عليهم بالإعدام بسبب جرائم ارتكبوها عندما كانوا قاصرين. وكان زوجها يساندها باستمرار، ويطالب بالإفراج عنها في كل فترة اعتقال. ويأتي توقيفه فيما من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الأيام المقبلة قانون جديد يهدف إلى تشديد العقوبات المرتبطة بانتهاك قواعد اللباس في إيران.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير إن النساء قد يواجهن عقوبة تصل إلى الإعدام إذا انتهكن القانون الرامي إلى «تعزيز ثقافة العفة والحجاب».