عقارات نيوزيلندا تعود إلى الانتعاش

طقسها ومناظرها تجلب المستثمرين الأجانب

عقارات نيوزيلندا تعود إلى الانتعاش
TT

عقارات نيوزيلندا تعود إلى الانتعاش

عقارات نيوزيلندا تعود إلى الانتعاش

قالت هيلين أوسوليفان، المدير التنفيذي لمعهد العقارات النيوزيلندي، إن مبيعات المنازل الجديدة في نيوزيلندا شهدت تراجعا كما انخفضت أسعار المنازل بنسبة عشرة في المائة بعد الأزمة العقارية العالمية التي شهدها عام 2008، ولكن السوق عادت إلى الانتعاش مرة أخرى، مشيرة إلى أن سعر متوسط سعر المنزل قبل الأزمة كان 352.000 دولار نيوزيلندي، أو نحو 292.000 دولار أميركي، أما اليوم فيبلغ متوسط سعر المنزل 425.000 دولار نيوزيلندي أو نحو 353.000 دولار أميركي.
وأضافت أوسوليفان أن أسعار المنازل في المدن الكبيرة في أوكلاند وكرايست تشيرش، والتي تشكل في الأساس سوقا منفصلة عن بقية البلاد، فاقت معدلاتها القصوى عام 2007. وأشارت إلى أن الأسعار في كرايست تشيرش، التي تتراوح ما بين 650.000 إلى مليون دولار أميركي ارتفعت منذ زلازل 2010، الذي دمر ما بين 10 و15 في المائة من المساكن، بحسب سماسرة العقارات.
وقالت أوسوليفان: «من الصعب حقا شراء منزل في كرايست تشيرش بسبب آثار الزلزال، وحتى عندما يتم بيع عقار بعد الترميم، تثار الكثير من القضايا حول تقارير البناء المطلوبة، والحصول على تأمين في بعض أجزاء كرايست تشيرش أمر ينبغي أن تكون حذرا للغاية بشأنه».
ويشير سماسرة العقارات إلى وجود طلب متزايد على شراء المنازل في نيوزيلندا لما يعرف باسم «عقارات نمط الحياة»، أو العقارات خارج المدن التي أقيمت على أكثر من نحو خمسة أفدنة، ولا سيما خارج أوكلاند. وقال لانغلي عموما، هذه المنازل يتراوح سعرها بين مليون ومليوني دولار أميركي، في حين تصل أسعار المزارع، والتي تلقى رواجا هي الأخرى إلى نحو 40 مليون دولار. وأشارت أوسوليفان إلى أن مثل هذه المنازل عادة ما تتطلب الكثير من الصيانة لجذب المشترين الأجانب الذين لا يعيشون في نيوزيلندا بشكل كامل.
وعن نوعية المشترين الأجانب في نيوزيلندا، قالت أوسوليفان إن منطقة كرايست تشيرش تشكل عامل جذب بعض المشترين الأجانب، لكن غالبية الأجانب يميلون إلى الشراء في أوكلاند في الجزيرة الشمالية، وأكبر مدينة في البلاد التي يصل عدد سكانها إلى نحو 1.42 مليون نسمة. وتقول ماري شارب، مدير المبيعات في الجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا بشركة «سوثبي إنترناشيونال» العقارية، إن المناطق الأخرى التي تجذب الأجانب هي قرية كوينزتاون الجبلية ومنطقة وسط أوتاجو في الجزيرة الجنوبية، والتي تكثر فيها مناطق الترفيه.
ويفد المشترون الأجانب من الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وهونغ كونغ وألمانيا وفرنسا والهند وأستراليا، بحسب شارب.
ويشير لانغلي إلى أن المشترين الآسيويين يشكلون أغلبية، لأنهم أقرب جغرافيا، ولكن السوق تشهد أيضا وجود الأميركيين الذين يسعون إلى امتلاك منازل نمط الحياة، وكذلك الأوروبيون الذين يبحثون عن مناخ أكثر دفئا أو ملاذا من عدم الاستقرار السياسي.

* قواعد الشراء
بشكل عام، تعتقد أوسوليفان أن المشترين الأجانب لا يواجهون قيودا، لكن بعض العقارات تعد «حساسة» - مساحات الأراضي في المناطق الريفية المقامة على نحو 12.4 فدان، أو على الحدود مع المحميات الطبيعية أو الماء - وهو ما يتطلب من المشتري السعي للحصول على موافقة مكتب الاستثمار الخارجي. وقال لانغلي إن حجم حدائق تانتون «يضعه ضمن هذه الفئة الأخيرة، لذلك فإن المشتري الأجنبي سيحتاج إلى موافقة الحكومة».
وتشير أوسوليفان إلى أن المعاملات، بشكل عام، بسيطة ومباشرة، ولا تتطلب وجود رسوم دمغة أو ضرائب. وتتراوح التكاليف القانونية عادة من 1.500 دولار إلى 4.000 دولار لمن يختارون توكيل محام لهذه الصفقة، وتنتهي مبيعات المنازل بسرعة، وأوضح لانغلي أن الصفقة تنتهي في كثير من الأحيان في غضون 10 أيام. وقال إن الكثير من المشترين الأجانب يميلون إلى الدفع نقدا للحصول على تمويل رهن خارجي لأن الفائدة على الرهن العقاري في نيوزيلندا عادة ما يكون أكثر تكلفة.
أما اللغات المستعملة في نيوزلندا هي الإنجليزية، ماوري، والنيوزيلندية، أما العملة فهي الدولار النيوزيلندي (دولار نيوزيلندي = 0.83 دولار أميركي) أما بالنسبة للضرائب والرسوم، فتبلغ الضرائب على هذا العقار نحو 3.000 دولار نيوزيلندي (2.490 دولار أميركي) سنويا.

* خدمة «نيويورك تايمز»



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».