توقعات تمديد اتفاق «أوبك +» حتى يونيو تتصاعد

مضخات لرفع النفط في حقل داتشينغ النفطي في الصين (رويترز)
مضخات لرفع النفط في حقل داتشينغ النفطي في الصين (رويترز)
TT

توقعات تمديد اتفاق «أوبك +» حتى يونيو تتصاعد

مضخات لرفع النفط في حقل داتشينغ النفطي في الصين (رويترز)
مضخات لرفع النفط في حقل داتشينغ النفطي في الصين (رويترز)

تعتزم أوبك وحلفاؤها على الأرجح تمديد تخفيضات إنتاج النفط القائمة حين يجتمعون الشهر القادم حتى منتصف 2020. في الوقت الذي تدعم فيه روسيا غير العضو في المنظمة مساعي المنظمة لتحقيق استقرار في أسعار النفط.
وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يوم الخامس من ديسمبر (كانون الأول) في مقرها بفيينا، ويلي ذلك محادثات مع مجموعة من المنتجين الآخرين بقيادة روسيا، في التحالف المعروف باسم أوبك +. وتستمر تخفيضات إمدادات النفط الحالية حتى مارس (آذار) 2020، وقال مصدر في أوبك: «حتى الآن لدينا تصوران رئيسيان: إما الاجتماع في ديسمبر وتمديد التخفيضات الحالية حتى يونيو (حزيران)، وإما تأجيل القرار حتى أوائل العام القادم، والاجتماع قبل مارس للتعرف على وضع السوق وتمديد التخفيضات حتى منتصف العام... الأكثر ترجيحا هو تمديد الاتفاق في ديسمبر لإرسال رسالة إيجابية للسوق».
وقالت مصادر بأوبك إن أوضاع السوق في النصف الأول من 2020 لا تزال غير واضحة المعالم، في ظل المخاوف من تباطؤ في الطلب على النفط وضعف الالتزام بسياسات خفض الإنتاج من جانب بعض المنتجين مثل العراق ونيجيريا، مما يضفي تعقيدا على التوقعات.
وقال مندوب بأوبك: «أشعر بأن (تمديدا) لنهاية يونيو لتفادي الاجتماع مجددا في أوائل مارس، مع إمكانية الدعوة إلى اجتماع (قبل ذلك) إذا اقتضت أوضاع السوق ذلك... هو التصور المرجح حتى الآن». وقال مصدران إن الإعلان الرسمي عن مزيد من الخفض يبدو مستبعدا في الوقت الحالي، رغم أنه قد يتم إرسال رسالة إلى السوق بشأن التزام أفضل بالتخفيضات الحالية.
وأضافا أن السعودية، أكبر منتج داخل أوبك، تريد التركيز أولا على دعم الامتثال لاتفاق المجموعة بشأن خفض الإنتاج قبل التعهد بأي تخفيضات أخرى. وقال مصدر أوبك الأول: «يريد السعوديون أن يروا أولا ماذا ستفعل بقية أولئك الذين لا يلتزمون (بالتخفيضات). ولا يجري حتى الآن تداول أرقام عن مزيد من التخفيضات أو تغيير حصص الإنتاج».
ومن جهة أخرى، قال تاكاشي تسوكيوكا، رئيس جمعية البترول اليابانية، الخميس، إن من المرجح أن تتفق أوبك ومنتجون آخرون على تمديد اتفاق قائم لخفض إنتاج النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا حين يجتمعون الشهر القادم.
وتأتي تصريحات تسوكيوكا بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول من أمس الأربعاء إن لدى بلاده ومنظمة البلدان المصدرة للبترول «هدفا مشتركا» في الحفاظ على سوق النفط متوازنة وقابلة للتنبؤ، وإن موسكو ستواصل التعاون في إطار اتفاق خفض المعروض العالمي.
وتقول موسكو إنها ستجد صعوبة في إجراء خفض طوعي في إنتاج النفط خلال شهور الشتاء الباردة، وبخاصة في غرب سيبيريا، حيث تنتج روسيا ثلثي نفطها، وحيث توجد غالبية منصات حفر الآبار. وتجعل درجات الحرارة التي تصل إلى حد التجمد من الصعب على روسيا إغلاق الآبار ثم إعادة فتحها في أشهر الشتاء.
في غضون ذلك، شهدت الأسواق تذبذبات شديدة في أسعار النفط. وتراجعت أسعار النفط صباح الخميس في الوقت الذي أججت فيه توترات جديدة بين الولايات المتحدة والصين بشأن احتجاجات مستمرة في هونغ كونغ المخاوف من أن اتفاقا تنعقد الآمال على إبرامه منذ فترة طويلة لإنهاء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم ربما يتأجل.. لكن الأسعار عادت إلى الارتفاع ظهر أمس مجددا تأثرا بتقارير المخزونات واحتمالية تمديد اتفاق «أوبك +».
وحذر خبراء تجارة من أن الانتهاء من اتفاق «المرحلة واحد» قد يتأخر إلى العام القادم، في الوقت الذي ينتاب فيه القلق الأسواق من أن المفاوضات قد تتلقى ضربة مع موافقة مجلس النواب الأميركي على تشريعين يستهدفان دعم الاحتجاجات في هونغ كونغ، وهو ما يلقى معارضة كبيرة من الصين.
وبحلول الساعة 06:11 بتوقيت غرينيتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتا أو 0.35 في المائة إلى 62.18 دولار للبرميل، بينما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 20 سنتا أو 0.35 في المائة إلى 56.81 دولار للبرميل. وارتفع الخامان القياسيان بشدة يوم الأربعاء بفعل بيانات إيجابية بشأن المخزونات الأميركية.
وفي الساعة 13:30 بتوقيت غرينيتش، عاودت الأسواق ارتفاعها، وزادت العقود الآجلة لخام برنت 23 سنتا أو 0.37 في المائة إلى 62.63 دولار للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 33 سنتا أو 0.58 في المائة إلى 57.34 دولار للبرميل. خاصة بعد أن أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام الأميركية زادت بأقل من المتوقع عند 1.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وتؤثر الحرب التجارية على احتمالات النمو العالمي، وهيمنت على توقعات الطلب على النفط في المستقبل، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يميل إلى زيادة الرسوم الجمركية على واردات صينية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».