«حوار المنامة» يناقش التحديات الإقليمية بمشاركة خبراء عالميين

حروب المنطقة الرمادية والملاحة والفضاء السيبراني على «طاولة القمة الأمنية الـ15»

مرفأ البحرين المالي (إلى اليسار) ومركز البحرين التجاري العالمي في المنطقة الدبلوماسية في المنامة (أرشيفية - رويترز)
مرفأ البحرين المالي (إلى اليسار) ومركز البحرين التجاري العالمي في المنطقة الدبلوماسية في المنامة (أرشيفية - رويترز)
TT

«حوار المنامة» يناقش التحديات الإقليمية بمشاركة خبراء عالميين

مرفأ البحرين المالي (إلى اليسار) ومركز البحرين التجاري العالمي في المنطقة الدبلوماسية في المنامة (أرشيفية - رويترز)
مرفأ البحرين المالي (إلى اليسار) ومركز البحرين التجاري العالمي في المنطقة الدبلوماسية في المنامة (أرشيفية - رويترز)

ينطلق في العاصمة البحرينية المنامة، غداً (الجمعة)، وعلى مدار 3 أيام، مؤتمر «حوار المنامة IISS»، «قمة الأمن الإقليمي الـ15»، الذي تنظمه وزارة الخارجية البحرينية بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وذلك بمشاركة كبار خبراء وصناع السياسة حول العالم في أكبر قمة سياسية غير رسمية في الشرق الأوسط، من أجل مناقشة التحديات الأمنية الأكثر إلحاحاً في المنطقة، إضافة إلى المشاركة في محادثات هدفها التوصل إلى حلول جديدة للتحديات التي تواجه الشرق الأوسط.
ومن المرتقب أن يشارك في جلسات المؤتمر على مدى 3 أيام، وزراء دفاع وخارجية ومسؤولون كبار من عشرات الدول. وتتناول جلسات المؤتمر موضوعات استراتيجية أبرزها: «الجغرافيات الاقتصادية الجديدة في الشرق الأوسط»، «السياسة الأميركية وعلاقات التحالف في المنطقة»، «المنافسة والتعاون الإقليميان»، «الدبلوماسية الدفاعية والاستقرار الإقليمي»، «أمن الملاحة البحرية في الشرق الأوسط»، «إدارة الصراع وتثبيت الاستقرار في المنطقة»، «الأمن السيبراني والتحديات العالمية والإقليمية»، «القانون الدولي والأمن في الشرق الأوسط»، «حروب المنطقة الرمادية والتهديدات غير المماثلة في الشرق الأوسط»، «الصراع وتثبيت الاستقرار في الشرق الأوسط»، و«الشرق الأوسط في السياق العالمي».
وتنطلق فعاليات المؤتمر غداً الجمعة باجتماعات ثنائية بين الوزراء والمسؤولين، تليها الجلسة الافتتاحية المتلفزة التي تحمل عنوان «الجغرافيات الاقتصادية الجديدة في الشرق الأوسط. ويشهد يوم السبت افتتاح القمة والمقدمة والكلمة الترحيبية، ومن المقرر عقد خمس جلسات، فيما تُعقد الأحد أربع جلسات خاصة متزامنة، قبل أن تناقش الجلسة العامة الختامية للمؤتمر «الشرق الأوسط في السياق العالمي».
ويستضيف «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية»، خلال المؤتمر، منتدى لأبرز المفكرين الاستراتيجيين الشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ليقدّموا اقتراحات سياسية تبلور حلولاً للتحديات الإقليمية. وسيمكّن المنتدى القادة الشباب من المشاركة مباشرة في إيجاد الحلول المبتكرة للسياسات الفعالة في المنطقة، كما أنه يتيح للقادة الشباب فرصة بناء شبكات من التواصل من أجل المشاركات الإقليمية.
ويشارك في برنامج 2019 خلال «حوار المنامة»، مجموعة من القادة الشباب في دول المنطقة، كالبحرين ومصر والسعودية والإمارات والكويت وعُمان والأردن.
ويتضمن برنامج القادة الشباب محورين أساسيين، يتضمن الأول جلسة مغلقة للقادة الشباب يناقشون فيها الأوضاع الحالية في المنطقة من خلال ورقتين قدمتهما الوفود المعنية، وهذا يوسع فهمهم للسياسة الخارجية المعاصرة. ويتضمن المحور الثاني مشاركة جميع القادة الشباب كممثلين للوفود في حوار المنامة الـ15».
يذكر أن البحرين تستضيف قمة حوار المنامة منذ العام 2004، بتنظيم مشترك بين وزارة الخارجية وأحد أهم معاهد الفكر الاستراتيجي في العالم، وهو المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية «آي آي إس إس، IISS»، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.