الإعلان الأميركي حول المستوطنات يوثق علاقة ترمب بقاعدته الانتخابية

قوبل قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب باعتبار المستوطنات في الضفة الغربية «شرعية» ولا تخالف القانون الدولي، بإشادة من الإنجيليين في الولايات المتحدة، والذين يشكلون جزءاً مهماً من قاعدة ترمب الانتخابية، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة «رويترز» أمس.
والقرار الذي قوبل بانتقاد دولي وعربي كبير وغضب فلسطيني أكبر، لطالما تمناه المسيحيون المحافظون الذين ينتظر أن يدعموا بقوة ترمب في انتخابات 2020.
وقال مايك إيفانز مؤسس جماعة «متحف أصدقاء صهيون» في القدس والذي يقيم بولاية تكساس الأميركية، وهو مستشار غير رسمي وعضو في جماعة «مبادرة الإيمان» التي أطلقها ترمب، إنه علم مسبقاً بالإعلان الأخير وأطلعه عليه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عقب الكشف عنه مباشرة في واشنطن. وأضاف: «إن الإنجيليين لم يشعروا بالحاجة إلى القيام بحملة لحث إدارة ترمب على خطوتها المتعلقة بالمستوطنات»، وهي إحدى القضايا الجوهرية في صراع الشرق الأوسط، على عكس حملتهم الدؤوب لتهيئة الأجواء للخطوات المتصلة بالقدس.
وتابع إيفانز لوكالة «رويترز» في نيويورك: «لم تكن هناك فعلياً حملة ضغط من أجل تغيير تلك السياسة لأنه (ترمب) يعرفنا.. يعرف معتقداتنا».
وكان ترمب قد وثّق بالفعل روابطه مع جمهور الناخبين الموالين لإسرائيل بالاعتراف بالقدس عاصمة لها في 2017 ونقل السفارة الأميركية إلى هناك في 2018، ثم الاعتراف بضم إسرائيل لهضبة الجولان التي استولت عليها من سوريا في 1967.
ويُعرف عن صُنّاع السياسات الأميركية على نطاق واسع تشاورهم المنتظم مع القيادات الإنجيلية وبعض اليهود الأميركيين المناصرين لإسرائيل في رسم سلسلة من المبادرات الموالية لإسرائيل والتي أسعدت أغلب الإسرائيليين لكنها أغضبت الفلسطينيين منذ تولي ترمب السلطة في 2017.
ويشكل الناخبون الإنجيليون قاعدة أساسية لترمب منذ انتخابات 2016، كما أن الكثير منهم مناصرون متحمسون لإسرائيل.
وللضفة الغربية أهمية خاصة عند الإنجيليين الذين يطلقون عليها «يهودا والسامرة»، وهو الاسم العبري لها. ويتمسك الفلسطينيون بأن تكون الضفة الغربية جزءاً أساسياً من دولتهم المستقبلية.
وفي مقابلة في إسرائيل في مارس (آذار) الماضي، علّق بومبيو على السياسات التي قرر ترمب انتهاجها حيال إسرائيل بالقول: «الرب كان يعمل هنا». وبومبيو نفسه من الإنجيليين هو ومايك بنس نائب الرئيس.
ونفى مسؤولون أميركيون أن يكون توقيت الإعلان مقصوداً لمساعدة رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو الذي يكافح بجهد جهيد للاحتفاظ بالسلطة بعد عمليتين انتخابيتين لم تسفرا عن نتائج حاسمة ويواجه ملاحقة قضائية محتملة تتعلق باتهامات بالفساد ينفيها عن نفسه.
وقال شخص مطلع إن القرار الأميركي بشأن المستوطنات كان «قيد الإعداد منذ فترة طويلة» وصدر فور اكتماله. لكن إيفانز قال لـ«رويترز» إن ترمب يحاول فيما يبدو إعطاء دفعة لنتنياهو. وقال: «يثق دونالد ترمب في بنيامين نتنياهو وهناك تفاهم قوي بينهما... كان يرسل بإشارة».
وأثار توقيت الإعلان الأميركي تساؤلات، إذ جاء قبل يومين من الموعد النهائي لزعيم حزب «أزرق أبيض» بيني غانتس لتشكيل حكومة أو إجراء إسرائيل انتخابات جديدة تساؤلات.
ويبدو، على الأقل جزئياً، أن الخطوة مصممة لدعم نتنياهو بينما يواجه واحدة من أصعب المعارك السياسية في حياته.
وقال ديفيد ماكوفسكي، المبعوث الخاص للمفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية خلال إدارة أوباما: «أعتقد أنه يتم العمل على ذلك منذ فترة، وهذا شيء أراد نتنياهو أن ينسب إليه الفضل به. إنه يعتبره عملاً غير مكتمل من فترة ولايته. أعتقد أن الأمر يتعلق بذلك، وأعتقد أنه كان هناك مباحثات بين نتنياهو والسفير ديفيد فريدمان». وفريدمان، سفير الرئيس دونالد ترمب لدى إسرائيل، هو داعم، مالياً وغير ذلك، منذ فترة طويلة، لمستوطنات الضفة الغربية.
ونقلت شبكة البث المسيحية عن جاك غراهام راعي كنيسة بريستونوود المعمدانية في بلانو بولاية تكساس، والتي يفوق عدد رعاياها 40 ألفاً، قوله إن إدارة ترمب «أوضحت مرة أخرى سبب تأييد المسيحيين الإنجيليين الراسخ لها».