الصومال: مقتل قيادي في «الشباب» على صلة بـ«القاعدة»

بغارة جوية أميركية

TT

الصومال: مقتل قيادي في «الشباب» على صلة بـ«القاعدة»

أعلنت قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا (أفريكوم) أنها قتلت أحد عناصر «حركة الشباب» المتطرفة في الصومال، وذلك في أحدث غارة جوية نفذتها بالتنسيق مع حكومة البلاد لتعطيل «حركة الشباب» في المناورة، وقدرتها على التنظيم.
وقالت (أفريكوم) في بيان من مقرها في مدينة شتوتغارت الألمانية إن تقييم الغارة الجوية أكد أنها قتلت إرهابيا واحدا بالقرب من بلدة «قيونو بارو»، التي تسيطر عليها حركة الشباب في إقليم شبيلي السفلي جنوب الصومال، مشيرة إلى أن «العنصر المستهدف كانت لديه صلات مباشرة بتنظيم (القاعدة) الإرهابي». وبعدما نفت مقتل أو إصابة مدنيين نتيجة لهذه الغارة الجوية، نقلت عن الجنرال ويليام جايلر، مدير العمليات بالقيادة الأميركية في أفريقيا أن «المراقبة المفرطة وتطور القوات الصومالية يمنعان الأفراد والجماعات الأكبر من مقاتلي (الشباب) من إلحاق الأذى في المستقبل بالصوماليين الأبرياء، وأن يصبحوا تهديداً محتملاً للولايات المتحدة». معتبرا أن «الجهود الصومالية المستمرة، والضغط المتواصل على الشبكة يساعدان على تهيئة الظروف اللازمة لتوسيع نطاق قوات الأمن والحكم الصوماليين».
وتعهدت القيادة الأميركية الأفريقية بأنها ستواصل العمل مع شركائها لنقل مسؤولية الأمن طويل الأجل في الصومال من قوات بعثة الاتحاد الأفريقي «أميصوم» إلى حكومة الصومال. وقالت بهذا الخصوص: «دعماً لحكومة الصومال الفيدرالية، ستستخدم القوات الأميركية جميع الوسائل الفعالة والملائمة للمساعدة في حماية الشعب الصومالي، بما في ذلك عمليات مكافحة الإرهاب العسكرية المشتركة مع الحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي، وقوات الجيش الصومالي».
وأكد مسؤول استخباراتي صومالي أن عضوا بارزا بحركة الشباب، لم يفصح عن هويته، لقي حتفه جراء الغارة الأميركية التي نفذتها طائرة من دون طيار جنوب البلاد، مشيراً إلى أن «القتيل كانت له صلات بجماعات متطرفة أجنبية بهدف تنسيق شن الهجمات في المستقبل».
يشار إلى أن فرع تنظيم «داعش» في الصومال بايع في الرابع من الشهر الحالي الزعيم الجديد للتنظيم بعد مقتل أبو بكر البغدادي، ونشر صوراً على «إنستغرام» لنحو 12 مقاتلا، وهم يقفون بين الأشجار وعليها تعليق يقول إنهم يعلنون مبايعة خليفته القرشي.
وقام قيادي بارز من ميليشيات الشباب، أول من أمس، بتسليم نفسه إلى الجيش الوطني، وقوات أجهزة الأمن والمخابرات لولاية جوبالاند الإقليمية، المتمركزة في ضواحي منطقة بارسنجوني التابعة لإقليم جوبا السفلي. ونقلت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية عن ضباط في الجيش الوطني أن من وصفوه بالقيادي البارز في صفوف الحركة المتطرفة، والمدعو ريان شيخ نور، المعروف بـ«أبو حمزة»، سلم نفسه إلى القوات الحكومية، علما بأنه كان مسؤولاً عن النقل في صفوف ميليشيات الشباب في إقليم جوبا السفلي، وكان يسبب أيضا معاناة للسكان المحليين، بحسب الوكالة التي لفتت في المقابل إلى «المخاوف الكبيرة» لقيادات وعناصر ميليشيات الشباب المتمردة من العمليات العسكرية المتعاقبة، التي تجري في أقاليم البلاد لتصفية العناصر الإرهابية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.