المغرب: اتهام معتقلي الريف بـ«الضغط للحصول على معاملة تفضيلية»

دخلوا مجدداً في إضراب عن الطعام

TT

المغرب: اتهام معتقلي الريف بـ«الضغط للحصول على معاملة تفضيلية»

كشفت المندوبية العامة لإدارة السجون في المغرب، أمس، عن أن ناصر الزفزافي، زعيم احتجاجات الريف المحكوم بـ20 سنة سجناً نافذاً، تقدم بشكوى إلى الوكيل العام للملك (النائب العام) بمحكمة الاستئناف بفاس، ادعى فيها أن «المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج يهدد حياته داخل السجن وخارجه»، وعدّت الأمر مجرد «ادعاءات».
وأفادت المندوبية بأن عدداً من السجناء المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة تقدموا بإشعارات بالدخول في إضرابات عن الطعام، بعد رفض إدارة السجن المحلي «رأس الماء» بفاس لبعض المطالب التي تقدموا بها، والتي عدّتها الإدارة مخالفة للقانون، موضحة أن الغرض منها تمتيعهم بمعاملة تفضيلية.
وأوضحت المندوبية في بيان صدر عنها أمس أن من بين هذه المطالب غير القانونية «السماح لغير الأقارب بزيارتهم، وإجراء المكالمات الهاتفية لمدة أطول بكثير مما هو مرخص به لباقي السجناء، مع مضاعفة الوجبات الغذائية لكل واحد من هؤلاء المعتقلين، بالإضافة إلى منحهم الخضراوات غير المطبوخة، واقتناء أغراض ومواد مختلفة من متجر السجن كلما اقتضت الحاجة لذلك، في حين أن هذه الخدمة محددة من حيث المبلغ، ووقت الاستفادة خلال الأسبوع. بالإضافة إلى طلبات أخرى تخص خدمات يستفيدون منها أصلاً كغيرهم من السجناء، كالرعاية الطبية ومتابعة الدراسة».
وتابعت المندوبية أنه بالإضافة إلى هذه الطلبات التي تهدف إلى تمتيع هؤلاء السجناء بمعاملة تفضيلية، تقدم السجين الزفزافي، الذي أشارت إلى الحروف الأولى من اسمه، بشكوى إلى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بفاس، يدعي فيها أن «المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج يهدد حياته داخل السجن وخارجه».
وأكدت المندوبية أن ذلك «من قبيل الادعاءات والأساليب، التي سبق للمندوبية العامة أن نبهت إليها في البرلمان وفي بلاغات سابقة لها، حيث أوضحت كيف أن أحد أقارب هذا السجين والجهات الأخرى، التي تستغل مثل هذه الملفات، دفعوه إلى التصعيد من خلال الترويج لما يفيد بأنه يتعرض لـ(التعذيب)، وربما حتى للتهديد بالتصفية الجسدية».
وكانت المندوبية العامة لإدارة السجون قد اتهمت جمعيات حقوقية بـ«تضليل الرأي العام»، و«خدمة أجندات مناوئة للمصالح العليا للوطن»، وذلك رداً على الضجة التي أثيرت بسبب الإجراءات التأديبية التي اتخذتها إدارة السجون في حق 6 من السجناء المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة، وضمنهم الزفزافي، متزعم تلك الاحتجاجات، بعد تسريبه تسجيلاً صوتياً من داخل السجن يدعي فيه تعرضه للتعذيب.
بدوره، نفى المجلس الوطني المغربي لحقوق الإنسان تعرض معتقلي الريف للتعذيب، وذلك بعد زيارة قام بها وفد من المجلس لعدد من السجون، التي كان قد نقل إليها مؤقتاً 6 معتقلين، بينهم الزفزافي، وأفاد المجلس في المقابل بأن الزنازين الانفرادية التي وضع بها بعض المعتقلين توجد في «حالة مزرية».
كما عزا المجلس حدوث مشادات بين المعتقلين وحراس السجن إلى وقف امتياز كان قد منحه المدير السابق لسجن «رأس الماء» لأحد المعتقلين، كان يستفيد بموجبه بإجراء اتصال هاتفي يومي لمدة 30 دقيقة، بدلاً من المكالمة الأسبوعية التي تتراوح بين 6 و10 دقائق، والمحددة وفقاً للقواعد المعمول بها داخل السجن.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.