جماهير الكرة تحنّ إلى قمصان الماضي

ارتداؤها يكشف أن المشجعين على دراية عميقة بتاريخ ناديهم

روي كين (مانشستر يونايتد)  -  جون بارنز (ليفربول)  -  يان والاس (كوفنتري)
روي كين (مانشستر يونايتد) - جون بارنز (ليفربول) - يان والاس (كوفنتري)
TT

جماهير الكرة تحنّ إلى قمصان الماضي

روي كين (مانشستر يونايتد)  -  جون بارنز (ليفربول)  -  يان والاس (كوفنتري)
روي كين (مانشستر يونايتد) - جون بارنز (ليفربول) - يان والاس (كوفنتري)

تماماً مثلما الحال مع الموضة، تميل مواسم كرة القدم دوماً نحو الجديد. وبجانب اللاعبين والحماس والتنافس على اللقب، تصل ثلاثة أطقم جديدة من الملابس إلى كل نادٍ من أندية الدوري الممتاز كل عام، لكن تنامي سوق القمصان الرياضية القديمة يعني أن الأمر يستحق التأمل، ذلك أنه من اللافت أن الجماهير أصبحت تميل على نحو متزايد إلى ارتداء قمصان أنديتها القديمة والتجول بها عبر المدرجات في أيام المباريات.
وربما يكون بعض هؤلاء المشجعين من المحظوظين الذين نجحوا في العثور على قميص قديم لناديهم المفضل في أحد المتاجر المحلية، لكن غالبية هذه القمصان يسعى وراءها عشاق كرة القدم سعياً حثيثاً. وهناك بعض القمصان المعينة التي اكتسبت مكانة كبرى في نفوس الجماهير وأصبحت تقدّر بآلاف الجنيهات اليوم وتحظى بتبجيل بالغ يرقى إلى درجة القداسة. وعبر شبكة الإنترنت، يشهد عالم قمصان كرة القدم القديمة جدالات ساخنة بين الكثير من الرجال الشباب حول اختلافات دقيقة في القمصان في مواسم مختلفة، ورسوم غرافيك، بل تظهر جهات راعية عبر استعراض القمصان.
من بين أبرز القمصان التي تحظى بمكانة كبرى في نفوس عشاق الساحرة المستديرة، قميص مانشستر سيتي خلال مواسم 1993 - 1995 (الذي ارتداه ليام غلاغير)، وقميص كوفنتري بُنّي اللون من عام 1978، والقميص الذي فاز به مانشستر يونايتد بثلاث بطولات في موسم واحد خلال عام 1999 وقميص آرسنال خارج أرضه لعام 1990، وامتلك هذا القميص الأخير سمعة قوية لدرجة أن قميص آرسنال خارج أرضه خلال موسم 2019 - 2020 أحيا تصميمه من جديد بل وأطلق النادي حملة ظهر بها إيان رايت، الذي سبق أن لعب بالقميص الأصلي.
من جانبه، قال غاري بيرتون، المدير العام لموقع «كلاسيك فوتبول شيرتس»، إن الأمر لا يتعلق بالجوانب الجمالية فحسب، موضحاً أن هذا الحنين إلى الماضي يستقي إلهامه مما حدث داخل الملعب. وأضاف: «بوجه عام، إذا شارك القميص في لحظة أيقونية أو نصر كبير، فإنه يكتسب بذلك سمعة قوية. وبذلك نجد أن من القمصان الشهيرة قميص ليفربول خلال موسم 1989-1990، والمنتخب الهولندي عام 1988، وقميص آرسنال الذي ارتداه اللاعبون خلال الموسم الأخير في ملعبهم القديم هايبري». جدير بالذكر أن أحد هذه القمصان الخاصة بليفربول معروض للبيع على الموقع مقابل 349.99 جنيه إسترليني. وإلى جانب الشعور بالحنين تجاه موسم بعينه، يراود الجماهير أحياناً الحنين إلى ناديهم خلال حقبة بعينها -وكذلك حياتهم الشخصية عندما ارتدوا قميص ناديهم المفضل للمرة الأولى. من ناحيته، أسس مايكل ماكسويل شركة «فوتبول شيرت كوليكتيف» بالتعاون مع عدد من الأصدقاء عام 2014، عندما نمت الشركة وأصبحت مجتمعاً كاملاً حيث يتبادل الناس الأحاديث المفعمة بالعاطفة والحماس والحنين عن القمصان القديمة. وقال: «أدركنا أن الأمر عاطفي للغاية».
بطبيعة الحال، لا يتعلق الأمر حصرياً بالعواطف واللحظات المؤثرة، ذلك أن «فوتبول شيرت كوليكتيف» لديها قسم تجاري على موقعها يمكن من خلاله شراء وبيع القمصان. وعلق ماكسويل على ذلك بقوله: «في بداية الأمر اعتقدت أن هذا الإقبال على القمصان القديمة لأندية كرة القدم مجرد فقاعة سرعان ما تنتهي، لكن الواضح أنها في تنامٍ مستمر».
وقال آندرو غروفز، مدير معرض «إنفيزيبل مين» المعنيّ بالملابس الرجالي البريطانية التي تحمل سمات من قمصان كرة القدم القديمة، إن الإقبال على اقتناء وارتداء القمصان الرياضية القديمة يتناغم مع الحنين الجماعي للتصميمات القديمة فيما يخص ملابس التدريب، لكنه أكثر تخصصاً. وأضاف: «اقتناص هذه القمصان الكروية القديمة النادرة يتطلب جهداً كبيراً».
في الواقع، ارتداء قميص قديم لناديك في أثناء حضور مباراة له يكشف أنك لا تنظر إلى الأمر باعتباره مجرد قضاء يوم في الخارج، وإنما يشير إلى أنك على دراية عميقة بتاريخ ناديك. وقال ماكسويل إن ارتداء قميص قديم لنادٍ ما «يؤكد أنك لست مجرد مشجع عادي يتعامل مع الأمر بسطحية».


مقالات ذات صلة

حماد البلوي لـ«الشرق الأوسط»: السعودية ستقدم كأس عالم مبتكرة لجيل جديد

خاص حماد البلوي (الشرق الأوسط)

حماد البلوي لـ«الشرق الأوسط»: السعودية ستقدم كأس عالم مبتكرة لجيل جديد

أكد حماد البلوي رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 أن شعوره بالفوز رسمياً بالاستضافة هو شعور أي سعودي يعيش هذا اليوم بكل فخر واعتزاز.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية الفيصل والمسحل خلال «كونغرس فيفا» (أ.ف.ب)

ياسر المسحل: ولي العهد أشرف على ملف السعودية لمونديال 2034 بنفسه

قال ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشرف على ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة مونديال 2034 بنفسه.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي يحتفل لحظة الإعلان رسمياً عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 (وزارة الرياضة)

وزير الرياضة السعودي: نسخة «كأس العالم 2034» ستكون استثنائية

أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الأربعاء، أن نسخة «كأس العالم 2034» التي ستستضيفها السعودية ستكون استثنائية.

سلطان الصبحي (الرياض)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.