حظر شامل للتجوال في الأنبار بعد مقتل قائد شرطتها

أعلنت قيادة عمليات الأنبار حظرا شاملا للتجوال في عموم مناطق مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار (110 كم غرب بغداد)، إثر مقتل قائد شرطة المحافظة اللواء الركن أحمد صداك الدليمي بعبوة ناسفة استهدفت موكبه أمس. وفيما تصاعدت المطالبات من نواب في البرلمان العراقي ومسؤولين محليين هناك باستبدال قائد عمليات الأنبار الفريق الركن رشيد فليح على خلفية ما عدوه فشله في إدارة الملف الأمني في المحافظة، فإن الأخير أعلن من جانبه أن عملية عسكرية كبيرة ستنطلق ضد تنظيم داعش ثأرا لمقتل الدليمي، مشيرا إلى أن «العملية سيشارك فيها أبناء العشائر وطيران التحالف الدولي، فضلا عن قوات قيادة عمليات الأنبار»، ومؤكدا في الوقت نفسه أن «هذه العملية ستقصم وتكسر ظهر (داعش)».
لكن رئيس مجلس أبناء العراق محمد الهايس أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحديث عن بدء عملية عسكرية بعد مقتل قائد الشرطة أمر لا يستقيم مع المنطق؛ إذ كان الأولى أن تشن هذه العملية العسكرية قبل هذا التاريخ بكثير، لا من أجل الحيلولة دون مقتل اللواء الركن أحمد الدليمي، بل من أجل منع سقوط الفلوجة من قبل، وهيت وكبيسة ومناطق أخرى واسعة في الأنبار أخيرا بيد (داعش)، وكلها بسبب عدم وجود إرادة حقيقية للقتال والتخلي عن مساندة العشائر وأبناء العراق من الصحوات التي قاتلت وما زالت تقاتل (داعش) بإمكانياتها البسيطة».
وبشأن تداعيات مقتل الدليمي والجهة التي تقف خلف مقتله، قال الهايس إن «الجهة التي تقف خلف مقتل الدليمي هي (داعش) بالتأكيد؛ لأنه (الدليمي) كان أشرس المقاتلين ضده، وله صولات معه، ومن قبله مع تنظيم القاعدة، وبالتالي فقد أصبح المطلوب رقم واحد لهذه المجاميع المسلحة في المحافظة».
وبشأن طبيعة العمليات العسكرية الجارية في المحافظة ضد «داعش»، قال الهايس إن «العمليات العسكرية لم تكن بالمستوى المطلوب في عموم المحافظة، وهو ما سمح للدواعش بالتقدم في مناطق مختلفة، ولذلك فإن المطلوب هو تعزيز القطعات الموجودة مع تكثيف طلعات الطيران الجوي، حيث نلاحظ أن هناك تراجعا لطيران التحالف الدولي».
وكان اللواء الركن الدليمي قد قتل أمس بعبوة ناسفة استهدفت موكبه في منطقة البوريشة، شمال الرمادي.
وكان الدليمي تسلم مهام قيادة شرطة الأنبار في 26 من يوليو (تموز) الماضي، بعد إقالة قائد الشرطة السابق اللواء الركن إسماعيل المحلاوي بسبب ضعف إدارته.
ويعد الدليمي أحد ضباط الجيش السابق، وشغل مناصب عسكرية وأمنية في وزارة الدفاع وصنوفها القتالية قبل عام 2003، وكان مقبولا من جميع عشائر الأنبار التي ينتمي إليها.
من جانبه، أكد عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «عشائر الأنبار سبق أن طالبت بتقديم الدعم والعون الكافي لها لمقاتلة (داعش)، لكن لا يزال الدعم دون المستوى المطلوب، ولذلك فإن مجلس المحافظة والعشائر التي تسانده باتت مجبرة على المطالبة بتدخل بري أجنبي لتخليص المحافظة من تنظيم (داعش)»، مشيرا إلى أن «مجلس المحافظة كان واضحا وتصرف بمسؤولية حين رفع طلبه إلى البرلمان لكي يتخذ القرار المناسب، ومن أجل أن نكون صريحين أمام الشعب العراقي». وأوضح الفهداوي أن «مقتل الدليمي سيكون بداية مرحلة جديدة، حيث إن عشائر الأنبار سوف تقف يدا واحدة مثلما كانت عامي 2006 و2007 عندما طردت (القاعدة) آنذاك، وهو ما ستفعله الآن بمؤازرة الجميع».
من ناحية ثانية، قتل 25 شخصا على الأقل أمس في 3 تفجيرات بسيارات مفخخة استهدفت بلدة قره تبه الواقعة في شمال محافظة ديالى شمال شرقي بغداد، بحسب مسؤول أمني رفيع. وقال مسؤول أمني كردي من جانبه، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «حصيلة التفجيرات التي وقعت في قره تبه بلغت 27 قتيلا وعشرات الجرحى». وأكد أن «24 منهم من عناصر البيشمركة القدامى الذين جاءوا للالتحاق بجبهات القتال ضد عناصر (داعش)». لكن ضابطا في الجيش العراقي أكد مقتل 25 شخصا على الأقل في التفجيرات الـ3.
وقال مدير ناحية قره تبه، وهاب أحمد، الذي أصيب في التفجيرات، إن «التفجيرات التي وقعت في أوقات متقاربة استهدفت مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ومقر الآسايش (قوات الأمن الكردية) ومكتب مدير الناحية». وتبنى تنظيم داعش سلسلة التفجيرات التي استهدفت هذه البلدة التي يقطنها غالبية من الأكراد، بحسب بيان نشره أنصارها على حسابات «تويتر». وبحسب البيان فإن 3 انتحاريين نفذوا العمليات، أحدهم انتحاري يرتدي حزاما ناسفا يدعى أبو تراب التركي فجر نفسه وسط المسعفين والجرحى الذين أصيبوا في تفجيرين انتحاريين نفذهما سعودي وألماني على مقرات أمنية كردية. وخلفت التفجيرات التي استهدفت المباني القريبة من بعضها أضرارا في شبكة الكهرباء ومقر محاربي البيشمركة القدماء. وتقع هذه البلدة التي يقطنها أكراد إلى الشمال من بلدة جلولاء التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وتعد خط المواجهة مع هذا التنظيم المتطرف. وتعد هذه البلدة من المناطق المتنازع عليها بين المركز وإقليم كردستان الذي يطالب بضمها إلى إقليمه ضمن عدد من المدن التي يسكنها أكراد في محافظة ديالى. وتخضع البلدة حاليا لسيطرة الأكراد بشكل كامل بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة الاتحادية إثر هجوم «داعش» على عدد من المدن والبلدات العراقية شمال البلاد في العاشر من يونيو (حزيران) الماضي.
وفي بعقوبة، مركز المحافظة (60 كلم شمال شرقي بغداد)، قال ضابط في الشرطة برتبة نقيب إن «7 أشخاص قتلوا، بينهم 3 نساء وطفل، وأصيب 10 بجروح إثر انفجار عبوتين ناسفتين في شارع تجاري وسط حي الضباط، في جنوب بعقوبة، وأخرى استهدفت منزل أحد عناصر الشرطة في حي شفتة، وسط المدينة».