المودعون تهافتوا على المصارف مع استئناف عملها

من تهافت المودعين على المصارف أمس (تصوير: نبيل إسماعيل)
من تهافت المودعين على المصارف أمس (تصوير: نبيل إسماعيل)
TT

المودعون تهافتوا على المصارف مع استئناف عملها

من تهافت المودعين على المصارف أمس (تصوير: نبيل إسماعيل)
من تهافت المودعين على المصارف أمس (تصوير: نبيل إسماعيل)

لم يختلف المشهد في معظم المصارف اللبنانية التي فتحت أبوابها للزبائن أمس، لجهة الزحمة غير الاعتيادية التي شهدتها صالاتها بعد أسبوع من التوقف عن العمل ونحو شهر من القيود التي فرضتها على أموال المودعين.
وشهدت المصارف حركة ضاغطة على سحب الودائع التي حددتها جمعية المصارف بألف دولار للمودع أسبوعياً وخمسين مليون ليرة (نحو 33 ألف دولار بالسعر الرسمي) شهريا. وأدى تهافت المودعين إلى إشكالات مع الزبائن الذين تذمروا من القيود التي تفرضها المصارف، بالإضافة إلى الرسوم التي فرضها بعضها على السحب النقدي.
وتميز اليوم الأول بانسيابية بعض المصارف في قراراتها، حيث خفض بعضها القيمة المسموحة للسحب إلى 300 دولار أسبوعياً، غير أن الأمر لم يمر دون مشاكل مع الزبائن رغم وجود عنصري أمن رسميين أمام باب كل مصرف.
وتحولت صالات المصارف إلى جلسات سمر بين الزبائن الذين كانوا يتمازحون بشأن الخطوات المقبلة للمصارف، وعما إذا كانت ستشمل «إفادة حسن سلوك» للمودع، فيما تناقل اللبنانيون على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر سيدة تقوم بتنظيف أوراق البقدونس تمهيدا لإعداد التبولة، خلال فترة الانتظار الطويلة، فيما خرج بعض الزبائن عن طورهم، كسيدة كانت تريد سحب شيك لعقار اشترته، صارخة في وجه الموظف: «هل تظنون أن لبنانيا سوف يضع أمواله في مصرف بعد اليوم».
وأعلنت جمعية المصارف أنّ المصارف شهدت إقبالاً كثيفاً نسبياً من الزبائن «الذين تفاعلوا بإيجابيّة مع إجراءات الموظفين وأبدوا تفهّماً للتوجيهات العامة الموقّتة التي زوّدت بها الجمعية موظفي المصارف أول من أمس من أجل تجاوز الأوضاع الاستثنائية الراهنة».
وشكر المجلس وزيرة الداخلية ريا الحسن ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان على التجاوب مع مطلب الجمعية بتوفير الشروط الأمنية المواتية لاستئناف عمل المصارف، مؤكدا أن الخطة الأمنية أشاعت أجواء من الارتياح العام في محيط الفروع المصرفية، ما انعكس إيجاباً على أداء الموظفين وعلى تعامل المواطنين مع مصارفهم.
وقضت التوجيهات العامة المؤقتة التي تقرّرت في ضوء التشاور مع مصرف لبنان، بعدم فرض قيود على الأموال الجديدة المحوَّلة من الخارج وعلى فرض قيود على التحويلات إلى الخارج بحيث تكون فقط لتغطية النفقات الشخصيّة الملحّة. واستثنت القيود على تداول الشيكات والتحويلات واستعمال بطاقات الائتمان داخل لبنان. أما بالنسبة إلى استعمال البطاقات خارج لبنان، فتحدَّدت السقوف بالاتفاق بين المصارف والعملاء.
وتم كذلك تحديد المبالغ النقدية التي يمكن سحبها بألف دولار (بنكنوت) كحدّ أقصى أسبوعياً لأصحاب الحسابات الجارية بالدولار على أن تدفع الشيكات المحرّرة بالعملة الأجنبية في الحساب.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.