صناديق التبرعات الحوثية تقتحم متاجر صنعاء «بالقوة الجبرية»

الانقلابيون يتذرعون بالأسرى والمقاتلين لجمع مزيد من الأموال

TT

صناديق التبرعات الحوثية تقتحم متاجر صنعاء «بالقوة الجبرية»

عاودت الميليشيات الحوثية إجبار من تبقى من المؤسسات والشركات وأصحاب المتاجر والمطاعم والأسواق والمشافي وغيرها، على وضع صناديق تابعة لها، مخصصة لجمع التبرعات لما يسمى «المجهود الحربي» من جهة، و«مؤسسة الشهيد» لدعم أسر قتلاها الذين لقوا حتفهم في عدد من المعارك على يد القوات الحكومية، من جهة ثانية.
الاقتحام الذين قال شهود إنه فُرض بـ«القوة الجبرية»، يعد استكمالاً لخطة حوثية شاملة وضعتها الميليشيات سابقاً، ونفذت من خلالها حملات ميدانية استهدفت ملاك مؤسسات وشركات، وأصحاب متاجر، وألزمتهم بوضع الصناديق بمحالهم، وجمع التبرعات النقدية لصالحها، في خطوة ابتزازية أخرى اعتادت الميليشيات على القيام بها بصورة مستمرة.
وأكد تجار في صنعاء أن الميليشيات استهدفت منذ منتصف الأسبوع الماضي عدداً كبيراً من التجار وأصحاب المحال التجارية والمتاجر الصغيرة والسوبر ماركت والمولات والمطاعم في عدد من مديريات العاصمة، الذين لم تشملهم حملة النزول السابقة، على وضع صناديق مخصصة في محالهم بالقوة لجمع التبرعات لصالح أسر قتلاها وحروبها العبثية التي شنتها، وما زالت تشنها، ضد اليمن واليمنيين.
بدورهم، أكد عدد من التجار في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، أن مسلحين حوثيين قدموا إلى محالهم خلال أربعة أيام ماضية، وبحوزتهم عدد من صناديق جمع التبرعات، ووضعوها تحت قوة السلاح والتهديد في محالهم دون حتى أخذ إذن مسبق منهم.
وقال التجار، إن عناصر الميليشيات باشرت بنفسها وضع الصناديق داخل محالهم، وطلبت منهم دعوة المواطنين (الزبائن)، وحثهم على تقديم التبرع النقدي لهذه الصناديق.
وتطرق التجار إلى أن عدداً كبيراً من أصحاب المحال أبدوا امتعاضهم من وضع صناديق جمع التبرعات بمحالهم تحت قوة السلاح، ليقينهم أن الأموال التي سيتم جمعها ستذهب لقتل الأبرياء والمدنيين والمزيد من العبث بمقدرات الوطن، لكنهم لم يستطيعوا رفض وضعها خوفاً من بطش الحوثيين، واتهامهم بالعمالة.
وأشار أصحاب المتاجر، الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم، إلى أن عناصر الميليشيات قالت لهم إن هذا العمل يعد إسهاماً وطنياً وشعبياً، وسخر التجار أيضاً من قول الحوثيين إن ذلك يصب «في دعم المجاهدين الذين يقومون بصد الاحتلال الأميركي والإسرائيلي عن الأراضي اليمنية».
في الوقت نفسه، يخشى التجار وأصحاب المحلات من أن تتخذ الجماعة صناديق جمع التبرعات، التي فرضتها عليهم حديثاً، أداة لممارسة المزيد من الابتزاز أو اتهامهم بسرقة التبرعات.
وذكر أحد التجار أنه لم يكن يرغب في استضافة صندوق التبرعات، لكن اللجنة التي أحضرته، اتهمته بأنه «داعشي، وموال لليهود والنصارى وخائن»، ما اضطره للقبول بالأمر الواقع.
وأكد التاجر نفسه عزوف الأهالي عن وضع أموالهم في الصناديق الحوثية، خصوصاً عندما يعرفون أنها تتبع الميليشيات، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المتدهور للناس، بسبب فقدانهم المرتبات ومصادر الدخل، ما جعل الغالبية غير قادرين على التبرع.
بدوره، قال مالك متجر أغذية في صنعاء إن صناديق جمع التبرعات الحوثية تشهد عزوفاً كبيراً من مرتادي محله ومحال تجارية أخرى. وأشار إلى أن أغلبية المواطنين يظهرون استياءهم حين يفاجأون بوجود الصناديق الحوثية، ولا يخفون سخريتهم منها.
وتساءل مواطن في صنعاء: «ألا يكفي الميليشيات ما نهبته من قوتنا ومدخراتنا ودولتنا ومؤسساتنا ورواتبنا، وسرقتها حتى الخبز من أفواه جائعينا، لتلحق اليوم بنا حتى إلى (السوبر ماركت) والمطعم وغيره من المحال المختلفة لتطلب التبرع لصالحها». وأضاف: «نحن شعب كريم، ولا يعني إعراضنا عن التبرع لصناديق الميليشيات بأننا شعب بخيل إطلاقاً، ففي السابق كانت توضع صناديق لفلسطين وأخرى ليمنيين منكوبين نتيجة الزلازل والكوارث الطبيعية ومرضى السرطان والأمراض المزمنة وغيرها، وكنا نتسابق جميعاً لتقديم الدعم المادي السخي لها دون كلل أو ملل».
وعقب فشل جهود الميليشيات الانقلابية في الحصول على تبرعات بصناديقها المخصصة «للمجهود الحربي وأسر قتلاها»، أقدمت، وبطريقة لصوصية، على سرقة المئات من صناديق التبرعات التابعة لجمعيات ومؤسسات أخرى، خصوصاً بعد أن رأت الفارق الكبير بين عدم إقبال المواطنين على التبرع لصناديقها، وإقبالهم بشكل كبير على التبرع لصالح تلك الصناديق الخيرية.
وكشف مسؤول أنشطة بجمعية خيرية بصنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، عن سرقة الميليشيات الحوثية للمئات من الصناديق الخيرية التابعة لعدد من الجمعيات والمخصصة لدعم الأيتام، وذوي الإعاقة، والأسر الفقيرة والحالات المرضية المختلفة، ودعم القضية والشعب الفلسطيني.
واعتبر المسؤول، الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، أنه ونتيجة الجشع الحوثي المتواصل، عملت الميليشيات على نهب تلك الصناديق، وهي أموال ليست ملكها، ولا تابعة للجمعيات، ومخصصة للفئات اليمنية الضعيفة، من خلال كسر المئات من الصناديق في أماكن مختلفة في صنعاء ونهب كل ما بداخلها من تبرعات.
بالمقابل، عبر موظف بمكتب الشؤون الاجتماعية بصنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، عن استنكاره الشديد لاقتحام الميليشيات، منذ انقلابها، العشرات من المؤسسات والمنظمات المدنية، ونهب محتوياتها، ومصادرة أموالها وحساباتها.
وقال الموظف: «من العيب أن تقتحم تلك الميليشيات، وهي على رأس السلطة، مبنى مؤسسة أو غيره من أجل صندوق تبرعات صغير، والعجيب أنها تعتدي على المؤسسات المدنية، وتنهب وتصادر كل محتوياتها وممتلكاتها».
وأكد أنه لا توجد إحصائية دقيقة، حتى اللحظة، تبين عدد الصناديق الحوثية المنتشرة في مؤسسات العاصمة صنعاء وبقية المناطق القابعة تحت سلطة الميليشيات، كما لا توجد أيضاً إحصائية توضح عدد المؤسسات والجمعيات التي طالتها يد العبث والنهب والمصادرة الحوثية.
وأضاف: «رغم أنه كان لدينا قبل الانقلاب أكثر من 8 آلاف مؤسسة وجمعية ومنظمة تنموية ومجتمعية وخيرية، لكن لم تقم أي سلطة أو جهة حينذاك بأي عمل مخزٍ وجبان حيال تلك المؤسسات مثلما قامت وتقوم به الميليشيات الحوثية الانقلابية».
وحسب مراقبين ومهتمين محليين، تعاني الميليشيات الحوثية، في الوقت الحالي، من ضائقة مالية كبيرة؛ خصوصاً بعد إنفاقها، وببذخ كبير، للمليارات التي نهبتها من اليمنيين ومؤسساتهم الحكومية في احتفالياتها بالمولد النبوي.
وقال المراقبون والمهتمون المحليون، في لقاءات مع «الشرق الأوسط»، إن جبهات الميليشيات الحوثية تعيش اليوم شحاً حقيقياً في الدعم، خصوصاً المواد الغذائية، مشيرين إلى أن ذلك يأتي بعد عزوف عدد من القبائل في تقديم الدعم وتسيير القوافل الغذائية لجبهات الميليشيات، وكذا رفض شريحة كبيرة من اليمنيين، خصوصاً التجار، في رفد جبهات الميليشيات بالمؤن الغذائية.
كانت الميليشيات أقدمت، قبل فترة قصيرة، على تنفيذ حملات ابتزاز ونهب واختلاس واسعة استهدفت من خلالها معظم الشرائح والفئات اليمنية، دون استثناء، بهدف الإنفاق على احتفاليتها الطائفية من جهة، واستكمال تمويل حروبها العبثية ضد اليمنيين من جهة ثانية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».