شكوى رسمية ضد نتنياهو بتهمة التحريض على العرب

TT

شكوى رسمية ضد نتنياهو بتهمة التحريض على العرب

توجه «مركز عدالة القانوني» لفلسطينيي 1948، بشكوى رسمية إلى الشرطة الإسرائيلية والمستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت، لطلب فتح تحقيق جنائي ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بسبب تحريضه على المواطنين العرب بشكل عام وضد نواب «القائمة المشتركة» بشكل خاص، معتبراً هذا التحريض «عنصرياً وينطوي على تشجيع على القتل والاغتيال بحقهم».
وجاء في رسالة إلى مندلبليت أن «نتنياهو لا ينفك يحرض على المواطنين العرب وقيادتهم السياسية وممثليهم في البرلمان بشكل عنصري متكرر ومنهجي، كان أبرزه في مؤتمر ليكود في تل أبيب يوم الأحد الماضي، إذ عمل بوضوح على تأجيج الأجواء العنصرية، وقال إن العرب بإمكانهم أن يكونوا صهيونيين وداعمين لدولة إسرائيل، لكنهم لا يريدون ذلك. أن نكون مرهونين بهم في كل وقت، وبالذات في هذا الوقت، خطر كبير على دولة إسرائيل ونقطة انكسار غير مسبوقة في تاريخ الدولة».
ووصف نتنياهو النواب العرب بأنهم «داعمون للإرهاب» وأنهم «دعموا من يسعى لإبادة الشعب اليهودي خلال الحرب». وتمادى نتنياهو بالتحريض ضد النواب العرب خلال خطابه الذي بثته قنوات تلفزيونية ونشره على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، وزيادة في التحريض، وضعت لافتة ضخمة في الخلفية كتب عليها: «نمنع حكومة أقلية خطرة ومتعلقة بداعمي الإرهاب».
وأكد مركز «عدالة» في الرسالة أن «تحريض نتنياهو ضد النواب والمواطنين العرب ليس بجديد ولا وليد اللحظة، بل هو متكرر ومنهجي، ويشكل خطراً كبيراً على من يحرض عليهم، خصوصاً أن شبكات التواصل الاجتماعي ضجت بعبارات عنصرية وتحريضية من قبل ناخبي نتنياهو وداعميه ضد النواب العرب، بعد التحريض المباشر خلال المؤتمر».
غير أنها أشارت إلى أن «تفوهات نتنياهو تشكل تصعيداً جديداً على مستوى التحريض العنصري ضد المواطنين العرب. مثل هذه التفوهات اعتبرتها المحكمة العليا سبباً وجيهاً لشطب ترشح ميخائيل بن آري، ويجب التحقيق مع نتنياهو لأن مثل هذه التصريحات تشكل خرقاً للبند (144 - و) من قانون العقوبات. ولأن نتنياهو رئيس حكومة ويترأس حزباً كبيراً ويشغل منصب رئيس الحكومة منذ 10 سنوات، ويستغل منصبه والسلطة الكبيرة الممنوحة له للتحريض ضد المواطنين العرب ونواب القائمة المشتركة، فإن تصرفه يتخذ بعداً خطيراً».
وكانت 18 منظمة حقوقية إسرائيلية أصدرت بياناً طالبت فيه الرئيس الإسرائيلي رؤوبين رفلين، بأن «يرفع صوتاً عالياً ضد التحريض القاسي من قبل نتنياهو ضد الجمهور العربي وناخبيه»، منددة بـ«التحريض العنصري القاسي الخطير والمستمر الذي وصل إلى ذروته، ولا يمكن الاستهتار به».
وجاء في البيان: «نتوجه إليك الآن، بكونك رئيس الدولة لكل المواطنين، وتدرك أهمية المكانة الكاملة والمتساوية للمواطنين العرب في دولة إسرائيل، طالبين منك استنكار تصريحات رئيس الحكومة وتحريضه الشديد والإشارة إلى أن التحريض غير شرعي. هذا وقت اختبار للمجتمع الإسرائيلي ككل. يجب ألا نوافق على التحريض بالصمت لأن الأمر يعّد بمثابة مشاركة في التحريض، لذلك ارفع صوتك ضد التحريض القاسي».



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.