معرض دبي للسيارات 2019... إقبال جماهيري رغم تراجع الشركات وخمول الأسواق

اختُتم معرض دبي الخامس عشر للسيارات يوم السبت الماضي، بتقدير حضور بلغ 100 ألف زائر لمشاهدة 150 شركة عارضة من 70 دولة وعرض لنحو 500 سيارة، وهي أرقام أقل مما كانت عليه في المعارض السابقة. واستمر المعرض خمسة أيام سبقها يوم للإعلام. وكان المعرض فرصة لعرض أجيال السيارات الجديدة لشركات مثل: شيفروليه، وكاديلاك، وجاغوار لاند روفر، ونيسان، بينما تراجع العديد من الشركات الأخرى عن الحضور. وظهرت السيارات السوبر التي عُرضت بملايين الدولارات، بالإضافة إلى نماذج مدرعة وعسكرية ورباعية.
ورغم البريق الذي حظي به معرض هذا العام والتقنيات الجديدة التي ظهرت فيه والسيارات الكهربائية العملية التي شاهد الجمهور بعضها للمرة الأولى، فإن هناك العديد من الملاحظات على المعرض منها:

- أنه جاء أصغر حجماً من معارض سابقة كان آخرها في عام 2017، وبدلا من ثلاث أو أربع قاعات كان يشغلها المعرض، عُقد معرض هذا العام في قاعة واحدة داخل المركز التجاري العالمي في دبي.
- احتجب العديد من الشركات الكبرى عن الحضور هذا العام، وأوكلت شركات أخرى مهمة الحضور إلى الوكلاء المحليين الذين نظروا إلى المعرض كفرصة لتطوير المبيعات لا لإثبات حضور العلامة التجارية. ولذلك كان الاهتمام بالإعلام ضعيفاً.
- الحضور الإعلامي في معظمه هذا العام كان محلياً ولم يحضر من إعلاميي المنطقة سوى القليلين بعكس السنوات الماضية.
- لم تُخفِ الأضواء ولا الضوضاء حالة السوق الإقليمية الخاملة التي وصفها بعض مسؤولي الشركات بأنها تتطلب بعض الصبر.
- رغم عرض بعض النماذج الكهربائية العملية مثل «آي بيس» من «جاغوار»، و«بولت» من «شيفروليه» ونيسان «ليف»، فإن زخم المعروضات ما زال سيارات بترولية وهايبرد مع تركيز على القطاع الرباعي الرياضي. ويبدو أن الجمهور يرى أن القطاع الكهربائي لم يحن وقته بعد.
- حضرت شركات صينية لتعويض المساحات الشاغرة في المعرض كان أهمها شركتا «هونكي» و«جاك».
- قد يحتاج منظمو المعرض إلى البحث عن صيغة جديدة في المستقبل تزيد فيها فعاليات المشاركة من الجمهور.
مَن زار معرض دبي للبحث عن أفكار عملية لسيارته المقبلة، وجد المزيد من الخيارات في السيارات التقليدية التي قدمت له تقنيات عالية ونظافة تشغيل نسبية وراحة بال من تساؤلات حول الشحن الكهربائي وقيمة السيارات الكهربائية بعد سنوات من الاستعمال.
القليل من المديرين الإقليميين عبّر عن تفاؤل حذر في المستقبل بينما كانت أقصى أماني العديد منهم أن تستمر السوق على حالها بلا مزيد من التراجع. ولم تكن معاناة الشركات فقط من تراجع المبيعات، وهو تيار يكاد يكون عالمياً في الوقت الراهن، ولكن من الحاجة الملحّة لضغط التكاليف من أجل تدبير التمويل اللازم للتقنيات الكهربائية الجديدة. كذلك تطل في الخلفية آثار سلبية للمواجهة التجارية بين ترمب والصين من ناحية وبينه وبين أوروبا من ناحية أخرى.
وكمثال لما تعاني منه شركات السيارات أعلنت شركة «دايملر» مالكة علامة «مرسيدس – بنز» أنها بصدد خفض التكاليف بنحو 1.1 مليار دولار بحلول عام 2022 بعد التحذير الثاني من مدير الشركة التنفيذي أولا كالينيوس من تراجع الأرباح. وأعلنت الشركة أنها بصدد التخلص من بعض الأيدي العاملة منها نسبة 10% من مستوى المديرين. وسوف يواجه كالينيوس المستثمرين في الشركة في لندن خلال شهر مايو (أيار) المقبل لشرح استراتيجيته للنهوض بالشركة واستعادة هوامش أرباحها.

- سيارات عملية
ورغم متاعب الأسواق فإن شركات السيارات ما زالت تتمتع بمرونة عالية وقدرات تقنية متفوقة كشفت عن بعضها في المعرض بسيارات عملية جديدة تأمل أن يقبل عليها الجمهور. والنخبة التالية تستعرض ما شاهده جمهور دبي في معرض هذ العام من سيارات وصلت بالفعل إلى الأسواق الإقليمية أو تصل خلال النصف الأول من العام المقبل:
• كورفيت ستينغراي 2020: يأتي الجيل الثامن من سيارة كورفيت الرياضية الأميركية بتصميم جديد تماماً يشمل محركاً في موقع وسطي في السيارة للمرة الأولى في تاريخها. وفي ظهورها الأول في المنطقة في معرض دبي كانت كورفيت الجديدة من نقاط جذب الجمهور خلال أيام المعرض.
• كاديلاك سي تي 5: وهي واحدة من سيارات كاديلاك التي عُرضت في المعرض وتحمل سمات العلامة الأميركية من تصميم جذاب وقيادة ناعمة في صيغة صالون رياضي في القطاع المتوسط. وبخلاف الشركات الأخرى حضرت كاديلاك بقوة في المعرض وقال مديرها الإقليمي كرسيتيان سومر إن هذا الحضور يعكس أهمية السوق الإقليمية للشركة.
• نيسان جي تي آر: عرضت نيسان نسخة خاصة من سيارتها الرياضية جي تي آر للاحتفال بالذكرى الخمسينية لتأسيس الشركة. ولن تنتج الشركة سوى 50 سيارة فقط من هذه الفئة يتوجه منها أقل من 10 سيارات لأسواق المنطقة. وهي تأتي بلون أزرق معدني استخدمته الشركة في طراز سابق أنتجته في عام 2002، وهي تنطلق بمحرك سعته 3.8 لتر بست أسطوانات.
• لاند روفر ديفيندر: كان هذا هو الكشف الأول في المنطقة للجيل الجديد من سيارات لاند روفر ديفيندر. وظهرت ديفيندر الجديدة في نموذجين بثلاثة وخمسة أبواب. وقالت الشركة إن السيارة سوف تكون متاحة في الأسواق خلال النصف الأول من عام 2020.

- سيارات سوبر
• أسبارك آويل: وهي سيارة رياضية كهربائية سوبر ثمنها 5.1 مليون دولار. وتقول الشركة المنتجة إنها أسرع سيارة كهربائية في العالم بتسارع إلى 100 كيلومتر في الساعة في غضون 1.9 ثانية. ويصل مدى آويل إلى 450 كيلومتراً. وتلقت الشركة عدة عروض لشراء السيارة خلال المعرض.
• أستون مارتن «وان - 77»: وهي فئة سوبر بسعر أعلى من مليون دولار أنتجت منها الشركة 77 سيارة فقط ظهرت منها واحدة في معرض دبي. وبعد حادثة لسيارة من المجموعة في هونغ كونغ لم يتبقَّ إلا 76 سيارة من هذه الفئة في العالم.
• مكلارين سينا: وهي سيارة رياضية سوبر بسعر أعلى من مليون دولار أنتجتها شركة مكلارين لتكريم المتسابق البرازيلي الراحل إيرتون سينا. وهي بمحرك متوسط الموقع سعته أربعة لترات بشاحن توربيني مزدوج مكون من ثماني أسطوانات، مرتبط بناقل أوتوماتيكي بسبع سرعات.