الأمم المتحدة تندد بعفو ترمب «المقلق» عن عسكريين سابقين ارتكبوا جرائم حرب

الرئيس الأميركي بين وزير الدفاع مار إسبر ورئيس الأركان مارك ميللي (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي بين وزير الدفاع مار إسبر ورئيس الأركان مارك ميللي (أرشيفية - رويترز)
TT

الأمم المتحدة تندد بعفو ترمب «المقلق» عن عسكريين سابقين ارتكبوا جرائم حرب

الرئيس الأميركي بين وزير الدفاع مار إسبر ورئيس الأركان مارك ميللي (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي بين وزير الدفاع مار إسبر ورئيس الأركان مارك ميللي (أرشيفية - رويترز)

انتقدت الأمم المتحدة بشدة، اليوم (الثلاثاء)، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب العفو عن ثلاثة عسكريين أميركيين سابقين مدانين بارتكاب جرائم حرب؛ باعتباره يبعث «إشارات مقلقة» للقوات العسكرية في أرجاء العالم.
وأبلغ المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل، الصحافيين بأن «هذه الحالات الثلاث تتضمن انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك إطلاق النار على مجموعة من المدنيين وإعدام معتقل من أعضاء جماعة مسلحة».
والجمعة، قرر الرئيس الأميركي العفو عن اللفتنانت كلينت لورانس الذي حكم عليه بالسجن 19 عاماً لأنه أمر بإطلاق النار على ثلاثة مدنيين أفغان قُتل اثنان منهم. وقد أمضى هذا الضابط ست سنوات من عقوبته حتى الآن.
وأصدر ترمب عفواً أيضاً عن مات غولستين، العضو السابق في القوة الخاصة الأميركية (القبعات الخضر)، المتهم بقتل شخص في 2010 اشتبه أنه يصنع قنابل لحركة «طالبان».
كما ألغى ترمب قرار خفض رتبة إدوارد غالاغر، الذي كان عنصراً في القوات الخاصة لسلاح البحرية (نيفي سيلز)، واتُّهم بطعن شاب حتى الموت بعد اعتقاله لانتمائه إلى تنظيم «داعش»، وإعدام مدنيين آخرين.
وتمت تبرئة غالاغر من أخطر التهم في يوليو (تموز)، لكنه أدين بالتقاط صورة أمام جثة الشاب برفقة عناصر آخرين من القوات الخاصة.
وقال كولفيل، إن إصدار عفو لأشخاص يشتبه بارتكابهم جرائم حرب «مقلق للغاية». وأضاف: «لا أعتقد أنه صدرت إعفاءات مثل هذه في الولايات المتحدة منذ حرب فيتنام». وأشار إلى أنه بموجب القانون الدولي الإنساني، هناك «التزام للتحقيق في الانتهاكات ومحاكمة (مرتكبي) جرائم الحرب». ولفت إلى أن النظام القضائي العسكري الأميركي يمتثل لهذا الالتزام، لكن الإعفاءات «تأتي ضد نص وروح القانون الدولي الذي يتطلب محاسبة».
وأوضح كولفيل أنه في حين يتضمن القانون الدولي «إعفاءات يمكن أن تعالج بالشكل المناسب قضايا ظلم أو عدم إنصاف، فإنه في القضايا الحالية لم تُعرض أي ظروف تفسر ذلك الإعفاء سوى أنه لتجنب الإجراءات القانونية اللازمة في هذه الحالات». وحذر من أن «هذه الإعفاءات تبعث إشارات مقلقة للقوات العسكرية في أرجاء العالم».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.