إندونيسيا: اعتقال عشرات المتهمين بالانضمام إلى «داعش» بعد تفجير انتحاري

الشرطة تضبط مواد تُستخدم لتصنيع المتفجرات

ضابطا شرطة إندونيسيان يتابعان تفجير عبوة ناسفة عثر عليها بعد مداهمات إثر تفجير انتحاري «داعشي» في جزيرة سومطرة (أ.ف.ب)
ضابطا شرطة إندونيسيان يتابعان تفجير عبوة ناسفة عثر عليها بعد مداهمات إثر تفجير انتحاري «داعشي» في جزيرة سومطرة (أ.ف.ب)
TT

إندونيسيا: اعتقال عشرات المتهمين بالانضمام إلى «داعش» بعد تفجير انتحاري

ضابطا شرطة إندونيسيان يتابعان تفجير عبوة ناسفة عثر عليها بعد مداهمات إثر تفجير انتحاري «داعشي» في جزيرة سومطرة (أ.ف.ب)
ضابطا شرطة إندونيسيان يتابعان تفجير عبوة ناسفة عثر عليها بعد مداهمات إثر تفجير انتحاري «داعشي» في جزيرة سومطرة (أ.ف.ب)

أعلنت الشرطة الإندونيسية أمس الاثنين عن اعتقال عشرات من المشتبه بأنهم مسلحون بعد تفجير انتحاري يعتقد أن تنظيم «داعش» وراءه أدى إلى إصابة ستة أشخاص ومقتل الانتحاري في هجوم على مركز للشرطة الأسبوع الماضي. وتم اعتقال نحو 45 شخصاً منذ تفجير الأربعاء في مدينة ميدان في جزيرة سومطرة، بينما قُتل شخصان يصنعان متفجرات خلال مداهمة، بحسب السلطات. وصرح المتحدث باسم الشرطة الوطنية ديدي براسيتيو للصحافيين في جاكرتا أمس الاثنين: «لقد قاوم هذا الشخصان الاعتقال وحاولا مهاجمة الشرطة بأسلحة حادة». وأضاف أنهما قاما بصنع قنبلة منخفضة القوة كان يثبتها المهاجم على جسمه. وصرحت السلطات عقب التفجير الذي أدى إلى إصابة أربعة رجال شرطة ومدنيين، أنها تشتبه بأن الانتحاري «ذئب منفرد». وغالباً ما تتعرض مراكز الشرطة لاعتداءات من جانب متطرفين يطالب البعض منهم بأن تصبح إندونيسيا الدولة التعددية، دولة إسلامية بحتة. وعقب الهجوم اعتقل نحو 20 مشتبهاً به من بينهم زوجة الانتحاري وعدد من الدعاة. وقالت الشرطة إنهم لعبوا دوراً مباشراً في الهجوم وإنهم مرتبطون بجماعة أنصار الدولة، الموالية لتنظيم «داعش». وكانت الجماعة أعلنت مسؤوليتها عن العديد من الهجمات السابقة ومنها تفجيرات انتحارية استهدفت عددا من الكنائس في سورابايا العام الماضي. ويأتي الهجوم بعد يوم على إطلاق إندونيسيا لموقع إلكتروني يتيح للجميع الإبلاغ عن أي محتوى «متطرف» يمكن أن ينشره موظفو الحكومة، ومنها مواد تحض على الكراهية أو التعصب. ويبلغ عدد سكان إندونيسيا 260 مليون نسمة، وفيها عدد كبير من الأقليات الدينية، منهم مسيحيون وهندوس وبوذيون، التي كثيراً ما استهدفت من قبل مجموعات متطرفة وسط مخاوف من تصاعد نزعات التعصب.
في غضون ذلك، قالت الشرطة الإندونيسية أمس الاثنين إن قوات مكافحة الإرهاب قتلت بالرصاص شخصين يشتبه في قيامهما بتصنيع متفجرات أثناء مداهمة مطلع هذا الأسبوع واعتقلت ما يزيد على 12 آخرين، في الوقت الذي ربطت فيه
السلطات بين هجوم انتحاري وقع الأسبوع الماضي وجماعة تستلهم فكر تنظيم «داعش».
وفجر طالب عمره 24 عاماً نفسه أمام مقر الشرطة في مدينة ميدان في سومطرة الشمالية يوم الأربعاء، مما أسفر عن إصابة ستة أشخاص بجروح. وأعلنت الشرطة في بادئ الأمر أنه نفذ هجومه منفرداً لكن متحدثاً باسم الشرطة الوطنية قال أمس الاثنين إن هذا الطالب، ومعه 22 مشتبها بهم كانوا في المنطقة، كانت لهم صلة بجماعة أنصار الدولة التي تستلهم فكر «داعش». وهذه الجماعة متهمة بتنفيذ سلسلة من الهجمات على مدى الأعوام الماضية وجرى حظرها في إندونيسيا العام الماضي «لقيامها بأعمال إرهابية» وارتباطها بمتشددين أجانب.
وقال ديدي براسيتيو المتحدث باسم الشرطة الإندونيسية إن اثنين من المشتبه بتصنيعهما للمتفجرات، ضمن المجموعة المشتبه بها، قُتلا بالرصاص أول من أمس أثناء مقاومتهما للاعتقال في حين أصيب فرد شرطة واحد أثناء هذه المداهمة. وأضاف أن الشرطة ضبطت أيضاً مواد تُستخدم لتصنيع المتفجرات. وأوضح أن أربعة من المشتبه بهم سلموا أنفسهم، بينما جرى اعتقال الباقين. واعتقلت السلطات مئات المشتبه بهم منذ بداية العام بموجب قوانين جديدة مشددة لمكافحة الإرهاب بعد مقتل ما يزيد على 30 شخصاً في مدينة سورابايا في سلسلة هجمات انتحارية ذات صلة بجماعة أنصار الدولة.
كما أصيب وزير الأمن السابق في حادث طعن الشهر الماضي على يد شخص يشتبه في انتمائه إلى الجماعة ذاتها.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.