إعلام إسرائيلي: ترمب قرر الابتعاد عن نتنياهو

مصادر أميركية قالت إنه يشعر بخيبة أمل شديدة منه

TT

إعلام إسرائيلي: ترمب قرر الابتعاد عن نتنياهو

كشف مسؤولون سياسيون في تل أبيب، أمس (الأحد)، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قرر ترك وإهمال رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأن إدارته تشعر بالإحباط وخيبة الأمل الشديدين بسبب السياسة الإسرائيلية والأزمة السياسية الحزبية المستمرة، كونها تحول دون طرح الجزء السياسي من صفقة القرن وتعطيلها طويلاً.
وأشار المسؤولون، الذين تحدثوا إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إلى أن «الأميركيين محبطون حقاً من هذا الوضع وأن المسؤولين الذين تحدثوا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب قالوا إنه يشعر بخيبة أمل شديدة من نتنياهو، ويتحدث عنه بشكل سلبي».
وأضافت الصحيفة نقلاً على لسان أولئك المسؤولين أن ترمب قرر منذ مدة «الابتعاد عن نتنياهو. وقرر عدم مساعدته في الجولة الثانية من الانتخابات، التي جرت في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد فشله في الجولة الأولى في أبريل (نيسان) الماضي. فقد ساعده كثيراً وبشكل غير مألوف في الجولة الأولى، إذ دعا نتنياهو إلى البيت الأبيض قبل أيام من الانتخابات وأعلن أمامه بشكل احتفالي الاعتراف بضم هضبة الجولان السورية المحتلة إلى إسرائيل، وأعلن الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، هذا إضافة إلى الهدية التي لا تقدر بثمن التي قدمها له سابقاً؛ إذ اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل إليها السفارة من تل أبيب. وأما في الجولة الثانية، فقد تصرف ترمب بشكل مختلف، ولم يعد يحتضن نتنياهو ولم يقدم له أي هدايا، باستثناء تغريدة كتب فيها أنه تحدث إلى نتنياهو حول إمكانية تشكيل (حلف دفاع مشترك) بين الدولتين». وأوضح مصدر مقرب من ترمب أنه قرر الابتعاد عن نتنياهو بعد إخفاقه الأول في تشكيل حكومة «لأن الرئيس لا يحب الخاسرين والمهزومين».
وربطت الصحيفة بين هذه التصريحات وما كان قد صرح به وزير الخارجية الأميركي الأسبق، ريكس تيلرسون، قبل شهرين خلال محاضرة له في جامعة هارفارد الأميركية، إذ قال: «حاول نتنياهو خداع ترمب عدة مرات، وقدم له معلومات غير صحيحة رغم العلاقات الوثيقة بين إسرائيل والولايات المتحدة». وأضاف تيلرسون: «لقد شاركت إسرائيل بمعلومات غير صحيحة للضغط على الولايات المتحدة في محاولة لإقناعنا بأن الإسرائيليين هم الصالحون».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».