اعتقال 25 من أقارب البغدادي في حملات أمنية بمدن تركية

كشفت السلطات التركية عن القبض على 25 شخصاً من أقارب الزعيم السابق لتنظيم «داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي الذي قُتل في عملية أميركية في محافظة إدلب السورية أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وذكر بيان لمكتب المدعي العام بمدينة كيرشهير التركية، أن أقارب البغدادي اعتُقلوا في عمليات شنتها القوات الأمنية التركية في أربع مدن، منهم 11 شخصاً في كيرشهير (وسط) و5 بمدينة سامسون (شمال) و3 في أوردو (شمال) و6 في شانلي أورفا (جنوب).
وأضاف البيان، الصادر ليلة أول من أمس، أن محكمة كيرشهير قضت بحبس 4 من أقارب البغدادي لإدانتهم بالانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح، بينما أمرت بإرسال السبعة الآخرين إلى مراكز الترحيل تمهيداً لإعادتهم إلى بلادهم.
وتنفذ قوات الأمن التركية حملة تستهدف خلايا وعناصر «داعش»، نشطت بشكل خاص عقب عملية «نبع السلام» العسكرية في شمال شرقي سوريا، حيث أشارت تقارير إلى هروب العشرات من عناصر التنظيم من السجون الخاضعة لسيطرة وحدات الحماية الشعب الكردية التي استهدفتها العملية العسكرية التركية. وكان أبرز من أعلنت تركيا اعتقالهم شقيقة البغدادي وزوجها وزوجة ابنها وأحد أبنائه.
في السياق ذاته، كشف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، عن القبض على أحد الأسماء المقربة من البغدادي. وقال صويلو رداً على أسئلة للصحافيين حول هوية الشخص الذي جرى اعتقاله: «يمكننا الحديث عن إرهابي نفّذ تفجيرات كبيرة في تركيا وأوروبا، وتستمر عملية استجوابه».
وتواصل تركيا عملية ترحيل عناصر «داعش» الموقوفين لديها وكذلك من تحتجزهم في أراضٍ خاضعة لها في شمال سوريا. وفي هذا السياق وصلت امرأتان ألمانيتان تم ترحيلهما مساء أول من أمس، إلى مطار فرانكفورت، حسبما قال متحدث باسم الشرطة الألمانية. وأضاف المتحدث أن المرأتين وصلتا على متن طائرة تركية وعبرتا من قسم مراقبة الحدود، مشيراً إلى أن أجهزة الأمن الألمانية هي التي ستحدد ما سيحدث لهما بعد ذلك. وأفادت مصادر أمنية بأن مسؤولين من الشرطة الجنائية الاتحادية الألمانية كانوا على متن الطائرة.
وذكرت مصادر تركية أن الألمانيتين المرحّلتين هما مقاتلتان أجنبيتان ضمن «داعش» وتحملان الجنسية الألمانية. وكشفت عن أن إحدى المرأتين وُلدت عام 1998 ونجحت في الهرب من سجن مخيم الهول في سوريا الخاضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، ثم أقامت في مدينة غازي عنتاب التركية ضمن المتحفَّظ عليهم للترحيل، كما رُحّلت معها امرأة من مدينة هانوفر، كانت قد توجهت من معسكر «عين عيسى» إلى تركيا بعد فتح المعسكر وتسريح من فيه.
كانت أسرة ألمانية من أصول عراقية، مكونة من 7 أفراد، قد رُحلت من تركيا إلى برلين، الخميس، وتُصنف هذه الأسرة بأنها تنتمي إلى التيار المتطرف في مدينة هيلدسهايم الألمانية.
وعن مصير العناصر الإرهابية الألمانية التي ترحّلها تركيا، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إنه يتم اتخاذ إجراءات حول هذه العناصر وإن السلطات الألمانية ستضمن ألا يشكل عناصر «داعش» المشتبه بهم، والذين ترحلهم تركيا حالياً إلى ألمانيا، أي خطر.
وأضافت أن هؤلاء الأفراد سيُجرى إدراجهم في مركز مكافحة الإرهاب المشترك بين السلطات الاتحادية والولايات وإخضاعهم لتقييم أمني، مشيرةً إلى أن هذه هي نفسها الإجراءات المتبعة مع الأفراد المقيمين هنا، وأنه يتم تطبيق الآلية الاعتيادية عند رصد أي مخاطر أمنية.
وذكر موقع «دويتشه فيله» الألماني أن التعامل مع مقاتلي «داعش» المعتقلين لا يزال يشكل خلافاً بين الولايات المتحدة وحلفائها. وتحث واشنطن الحلفاء على استرداد المقاتلين ومحاكمتهم.
وأشار الموقع، في تقرير، إلى أن فرنسا تقترح محاكمة هؤلاء المقاتلين في سوريا والعراق، وهو أمر يراه الأميركيون غير قابل للتطبيق.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال اجتماع في واشنطن مع نظرائه في التحالف الدولي للحرب على «داعش»، إنه يجب على أعضاء التحالف إعادة الآلاف من المقاتلين الإرهابيين الأجانب المحتجزين حاليا، ومحاكمتهم على الفظائع التي ارتكبوها. وحذّر ناتان سيلز منسّق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجيّة الأميركيّة، من أنّ الوضع يمكن أن يتغيّر في لمح البصر، قائلاً: «نعتقد أنّه يجب أن يكون هناك شعور بضرورة إعادة هؤلاء إلى أوطانهم الآن، ما دام أنه لا يزال هناك وقت».
وحسب التقرير، ظل الخلاف قائماً بين المشاركين في الاجتماع. ويصطدم الطلب الأميركي برفض دول عدّة بينها فرنسا استعادة هؤلاء الإرهابيين الذين نفّدوا هجمات مروعة ضد أهداف مدنية. ودافع وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان عن «الإبقاء على مقاتلي («داعش) معتقلين بشكل آمن ومتواصل». وتريد فرنسا أن يُحاكَم الإرهابيون الذين يحملون جنسيتها على مقربة من المكان الذي ارتكبوا فيه جرائمهم، وتحاول التفاوض مع بغداد من أجل أن يتكفل القضاء العراقي بهذا الشأن.