كُتاب مغاربة يحيون الذكرى الـ16 لرحيل محمد شكري

شكري سنة 2002 بمدينة الدار البيضاء (تصوير الفنان أحمد بن اسماعيل)
شكري سنة 2002 بمدينة الدار البيضاء (تصوير الفنان أحمد بن اسماعيل)
TT

كُتاب مغاربة يحيون الذكرى الـ16 لرحيل محمد شكري

شكري سنة 2002 بمدينة الدار البيضاء (تصوير الفنان أحمد بن اسماعيل)
شكري سنة 2002 بمدينة الدار البيضاء (تصوير الفنان أحمد بن اسماعيل)

كانت الذكرى الـ16 لرحيل الكاتب المغربي محمد شكري، مناسبة أخرى لاستحضار مسار الرجل، وتأكيد قيمته ككاتب تميز بتجربته الإبداعية المثيرة، التي شغلت القراء والنقاد على امتداد العالم العربي، وفي الخارج.
وكتب الباحث والناقد والإعلامي حسن نرايس، على حسابه بـ«فيسبوك»: «في مثل هذا اليوم (15 نوفمبر/ تشرين الثاني) من عام 2003، رحل الصديق الكاتب محمد شكري... لن ننساك أيها الكبير!». فيما استحضر آخرون صوراً وأقوالاً اختصروا بها مضمون تجربة الراحل، فنقلوا عنه قوله: «أنا إنسان عاش التشرد، وأكل من القمامة، فهل ينتظرون مني أن أكتب لهم عن الفراشات؟»، أو قوله إن «الكتابة ليست نزهة، بل مسيرة احتجاج».
من جهته، اختار الشاعر إدريس علوش، أن يربط مبدع «الخبز الحافي» بطنجة، المدينة التي عاش فيها الكاتب، فكتب: «بعد محمد شكري لا أصدقاء في ليل طنجة».
ارتبطت حياة شكري بطنجة، فيما ارتبط اسمه بـ«الخبز الحافي»، الرواية التي حققت أرقاماً قياسية، سواء على مستوى المبيعات أو اللغات التي ترجمت إليها، دون الحديث عن الرجة الكبيرة التي أحدثتها داخل الأوساط الثقافية، والتي ظلت، كما يقول عنها الكاتب المغربي محمد شْويكة: «نصاً هارباً، ممنوعاً، يستهوي عشاق القراءة المعاندة. فالرجل عاش الحياة طولاً وعرضاً، ولم يأبه بما دون ذلك كتابةً وأسلوباً»، قبل أن يشدد أن «تاريخ الأدب قليلاً ما ينتبه إلى بعض الكتابات التي تظهر جارحة، محرجة، تتناول بعضاً من الواقع بمشرط حاد، لكن مرور الزمن كفيل بجعل الناس يرون وجه الحقيقة دون تزويق ولا تنميق».
حين يستعيد الكتاب والنقاد والأصدقاء سيرة شكري، بعد 16 سنة على رحيله، لا يفعلون، في أكثر الأحيان، أكثر من ربط حياته وتجربته الإبداعية بـ«الخبز الحافي»، الرواية التي صنعت مجد كاتبها وبؤسه، في الوقت نفسه.
رواية قال عنها النقاد إنها «تؤرخ لحالة البؤس والتهميش التي عاشتها شرائح عريضة من مغاربة ما قبل منتصف القرن الماضي»، و«تقدم مغرب القاع الاجتماعي، مغرب المنبوذين والفقراء والأشقياء، مغرب كل تلك الشخصيات البسيطة التي يحولها الكاتب إلى كائنات ترفل في المطلق الإنساني، وترفض الحشمة الزائفة».
اعترف شكري بأنه حاول، غير ما مرة، قتل الشهرة التي منحتها إياه رواية «الخبز الحافي»، قبل أن يتابع، قائلاً: «كتبت (زمن الأخطاء) ولم تمت، كتبت (وجوه) ولم تمت. إن (الخبز الحافي) لا تريد أن تموت، وهي تسحقني. أشعر بأنني مثل أولئك الكتاب الذين سحقتهم شهرة كتاب واحد، شأن سرفانتيس مع (دون كيخوته)، أو فلوبير مع (مدام بوفاري). (الخبز الحافي) لا تزال حية، رافضة أن تموت. الأطفال في الشوارع لا ينادونني شكري، بل ينادونني (الخبز الحافي)».
أما الكتاب العرب، فقالوا إن شكري «وجه صفعة للثقافة العربية الحديثة»، مشددين على أن مبدع «زمن الأخطاء» قد «نجح حيث فشل الكثير من الأدباء»: أن يكون «بطل نصوصه وكاتبها في آن واحد».
ومن بين كتاب الغرب، كما قال الإسباني خوان غويتسولو، إن شكري «نظر إلى حياة بلده من القاع، فرأى ما لا يراه الآخذون بزمام الحكم أو العاجزون عن رؤيته».



«منتدى مسك» يعزز مكانة الرياض وجهةً عالميةً لأجيال المستقبل

بيل غيتس متحدثاً على منصة المنتدى (مسك)
بيل غيتس متحدثاً على منصة المنتدى (مسك)
TT

«منتدى مسك» يعزز مكانة الرياض وجهةً عالميةً لأجيال المستقبل

بيل غيتس متحدثاً على منصة المنتدى (مسك)
بيل غيتس متحدثاً على منصة المنتدى (مسك)

بمشاركة متحدثين من جميع دول العالم وجلسات حوارية وورشٍ تدريبية، نُظّمت النسخة الثامنة من «منتدى مسك العالمي» الذي تستضيفه لأول مرة «مدينة محمد بن سلمان» غير الربحية تحت شعار «من الشباب لأجل الشباب».

واستمرت أعمال المنتدى ليومين، من خلال مجموعة متنوعة من الجلسات الحوارية وورش العمل التفاعلية التي سلّطت الضوء على التحديات والفرص المستقبلية، لدعم الطاقات الشبابية والإبداعية في المملكة والعالم.

أقيمت النسخة الثامنة على مدى يومين (مسك)

ويسعى المنتدى إلى تعزيز مكانة العاصمة السعودية وجهة للشباب وأجيال المستقبل في مختلف المجالات، وشهدت نسخته الثامنة مشاركة جموع من الشباب عبر المنصة الافتراضية أو القادمين من المدن السعودية، ومن نحو 78 دولة حول العالم، للاستفادة من الجلسات التي تضمّ خبراء ورواداً في مجالات نوعية، و31 ورشة عمل تفاعلية لتعزيز المعرفة وبناء القدرات الشبابية، مما يعكس الطابع الدولي للمنتدى ومكانته منصة ملهمة للحوار والنقاش في القضايا التي تهمّ الأجيال المقبلة.

ضيوف المنتدى خلال إحدى الجلسات الحوارية (مسك)

ويقام المنتدى لأول مرة في «مدينة محمد بن سلمان» غير الربحية «مدينة مسك»، بوصفه أول حدث تستضيفه المدينة التي تعدّ مشروعاً طموحاً يهدف إلى بناء مجتمع معرفي حيوي، يتلاقى فيه الشباب الموهوبون مع أحدث الابتكارات، عبر مرافقها المتكاملة، التي توفر لهم بيئة خصبة للتّعلم والتّطوير، إذ تعكس هذه المدينة الرؤية الطموحة للأمير محمد بن سلمان في بناء مستقبل أفضل للجميع.

النسخة الثامنة من المنتدى تحت شعار «من الشباب لأجل الشباب» (مسك)

«مؤشر الشباب العالمي» من الرياض

خلال انعقاد النسخة الثامنة من المنتدى، في أول مدينة غير ربحية من نوعها في العالم، أطلقت مؤسسة «مسك» النسخة الثالثة من «مؤشر الشباب العالمي».

المنتدى يقام لأول مرة في مدينة «مسك» غير الربحية (مسك)

ويُمثِّل المؤشر أداة استراتيجية لتمكين الشباب، عبر تقديم رؤى شاملة تستند إلى بيانات دقيقة وموثوقة حول التحديات والفرص التي يواجهونها في مختلف دول العالم، وقد عملت عليه «مسك» منذ عام 2018؛ بوصفه مرجعاً شاملاً يضمّ تحليلات مستفيضة تغطي قياس العوامل التي تؤثر على الشباب في 40 دولة، في مجالات مختلفة ومنها التعليم، والمهارات، والريادة، والصحة.

خبراء في مختلف المجالات شاركوا في المنتدى (مسك)

وبُنيت نتائج المؤشر استناداً إلى تقييم الخبراء للسياسات العامة للدول، وبيانات لمصادر موثوقة، واستبيان أُجري على 41 ألف شاب وفتاة حول العالم، إذ يعكس هذا المؤشر الشامل الالتزام المستمر لمؤسسة «مسك» بدعم تطلعات الشباب، وتوجيه صنّاع القرار نحو تصميم برامج فعَّالة تتناسب مع هذه التّطلعات وتواجه التحديات المحيطة بهم.