«التقدم والاشتراكية» المغربي يكرم قيادييه وسط حديث عن خروجه من حكومة ابن كيران

لم يستبعد تقييم المشاركة فيها ضمن أجندة مؤتمره المقبل

مولاي اسماعيل العلوي الامين العام السابق  لحزب التقدم والاشتراكية  (يسار) يتسلم درع التكريم  في حفل نظم الليلة قبل الماضية في بسلا (تصوير: مصطفى حبيس)
مولاي اسماعيل العلوي الامين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية (يسار) يتسلم درع التكريم في حفل نظم الليلة قبل الماضية في بسلا (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

«التقدم والاشتراكية» المغربي يكرم قيادييه وسط حديث عن خروجه من حكومة ابن كيران

مولاي اسماعيل العلوي الامين العام السابق  لحزب التقدم والاشتراكية  (يسار) يتسلم درع التكريم  في حفل نظم الليلة قبل الماضية في بسلا (تصوير: مصطفى حبيس)
مولاي اسماعيل العلوي الامين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية (يسار) يتسلم درع التكريم في حفل نظم الليلة قبل الماضية في بسلا (تصوير: مصطفى حبيس)

كرم حزب التقدم والاشتراكية المغربي المشارك في الحكومة عددا من قادته التاريخيين، والمناضلين الذين واكبوا مسيرته في الساحة السياسية المغربية على مدى العقود الماضية.
وقدم الحزب ذو التوجه اليساري خلال حفل نظمه الليلة قبل الماضية في مدينة سلا المجاورة للرباط العاصمة، دروع تكريم لعدد من قيادييه في مقدمتهم محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة الحالي، ومولاي إسماعيل العلوي، الأمين العام السابق للحزب، والطيب الشكيلي، وزير التربية الوطنية الأسبق.
وقال نبيل بنعبد الله، الأمين العام للحزب، في رسالة موجهة للمشاركين في الحفل، إن هؤلاء المناضلين «الرفاق»، يشكلون صورة ناصعة لتاريخ الحزب وماضيه السياسي الذي يعتز به، كما أنهم جزء أساسي من الحاضر، وفاعلون في مسيرة الحزب في فترة وجوده في المعارضة وفي الحكومة. ونوه بنعبد الله، في رسالته، بأداء نواب حزبه في مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، ووزرائه في الحكومة الائتلافية، التي يقودها عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. وأضاف أن الوقت لم يحن بعد للوصول لنتائج نهائية حول تقييم تجربة الحزب الشيوعي السابق في حكومة الحالية.
وندد بنعبد الله بشدة بالاعتداء الذي تعرض له أخيرا الحسين الوردي، وزير الصحة، وعضو الديوان السياسي للحزب، بمجلس النواب، وهو الاعتداء الذي أجمعت القوى السياسية المغربية على إدانته، ووصفه بغير الأخلاقي وغير المسؤول. وقال إنه «فعل شنيع»، ويعبر عن «ممارسات دنيئة». وكان الوردي قد تعرض لاعتداء في مجلس النواب من طرف بعض الصيادية، وذلك خلال مشاركته في اجتماع للجنة القطاعات الإنتاجية لتدارس مشروع قانون يقضي بحل المجلسين الجهويين لصيادلة الشمال والجنوب. وفتحت وزارة الداخلية تحقيقا حول القضية.
وجاء حديث بنعبد الله، خلال حفل التكريم، في وقت يجري فيه الحديث بشدة عن وجود تصدعات داخل حزبه، إذ يوجد تيار يدعو لإعادة النظر في المشاركة في الحكومة الحالية. لكن بنعبد الله قال إن المؤتمر المقبل للحزب، سيكون مجالا مفتوحا لكافة «الرفاق» الذين بدأوا التحضير له بحماس، حيث ينتظر أن تطرح بقوة نقطتان أساسيتان، هما تقييم المشاركة في حكومة ابن كيران، ومدى إمكانية الاستمرار فيها، والثانية تتعلق بانتخاب قيادة جديدة للحزب.
وشهد الحفل الذي نظم تحت شعار «ذاكرة الحزب»، الكثير من المداخلات، أجمعت على تأكيد استمرار نهج الحزب، اعتمادا على مبادئه، سواء كان في المعارضة أو مشاركا في الحكومة.
وقال قيادي بارز في «التقدم والاشتراكية» إن سبب الحديث المنتشر في وسائل الإعلام حول إمكانية الخروج من الحكومة يعود إلى تصريحات لسعيد السعدي القيادي في الحزب، يؤكد فيها أنه يعمل بالتنسيق مع مجموعة داخل الحزب من أجل طرح قضية الخروج من الحكومة في المؤتمر الوطني المقبل.
وأضاف القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» أن القضية غير مطروحة بشكل ملح، وإن كان لا يستبعد أن يتناولها المشاركون في المؤتمر التاسع للحزب، والذي ينتظر أن يعقد في شهر مايو (أيار) المقبل، و«الكلمة النهائية ستكون للتوجه الذي تختاره الغالبية في الحزب» حسب تعبيره. مشيرا إلى أن «التقدم والاشتراكية» يفخر بأداء وزرائه في الحكومة، وأن جميع المراقبين المنصفين يقولون إن عمل هؤلاء الوزراء يتميز بالجدية والإتقان وإعطاء الأولوية للإصلاحات، وخدمة المواطنين.
من جهتهم، طالب عدد من شباب الحزب الذين حضروا حفل التكريم، بضرورة وضع تجربة مشاركة الحزب في الحكومة الائتلافية، في ميزان التقييم، ومعرفة مدى استفادته منها على المستوى السياسي، وإلى أي حد ساهمت في خدمة وتنفيذ البرنامج السياسي والاجتماعي للحزب، الذي يتأسس على «خدمة الطبقات الأقل حظا والفقراء والعمال»، حسب تعبير أحد شباب الحزب.



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.