مصر تفوز برئاسة «لجنة أممية» وتدعم دورها في أفريقيا

TT

مصر تفوز برئاسة «لجنة أممية» وتدعم دورها في أفريقيا

أكدت وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج أمس، أن «فوز مصر برئاسة لجنة (السياسات الاجتماعية والفقر) بالأمم المتحدة عن قارة أفريقيا، يعظم سبل دعم القارة في مجال الهجرة الآمنة، وتمكين المرأة، وتوفير الرعاية الاجتماعية». في حين قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن «الدكتور بطرس غالي الأمين، العام الأسبق للأمم المتحدة، ترك بصمة واضحة على الأمم المتحدة خلال توليه المهمة في فترة كانت حافلة بالاضطرابات على الساحة الدولية».
وشارك الدكتور صابر سليمان، مساعد وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، في اجتماع اللجنة الثالثة لـ«السياسات الاجتماعية والفقر والنوع»، التي اختتمت أعمالها أمس بمقر الأمم المتحدة بأديس أبابا، تحت شعار «إطلاق التقدم الأفريقي نحو القضاء على الفقر، والحد من عدم تكافؤ الفرص».
وقال مجلس الوزراء المصري على صفحته الرسمية بـ«فيسبوك»، أمس، إن «مصر فازت برئاسة «لجنة السياسات الاجتماعية والفقر» بالأمم المتحدة عن قارة أفريقيا، لمدة عامين من 2020 إلى 2021. للمرة الثالثة على التوالي منذ إنشاء اللجنة عام 1979. وذلك بعد انتخابات شارك فيها أكثر من 50 دولة أفريقية.
وأكد سليمان، أن «الفوز يعظم سبل دعم القارة الأفريقية في مجال تعزيز الهجرة الآمنة، وتمكين المرأة، وتوفير الرعاية الاجتماعية بكل أشكالها وتكافؤ الفرص في مجالات التعليم والصحة وغيرها، في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. وكذا أجندة أفريقيا 2063».
في غضون ذلك، أكدت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أن «رئاسة مصر للجنة، تعزز دورها الريادي في القارة الأفريقية، وتعظم الفرص لدعم القارة»، جاء ذلك خلال مشاركتها في المؤتمر السنوي الأول لمؤسسة «كيمت بطرس غالي للسلام والمعرفة».
وأقامت المؤسسة مؤتمرها السنوي الأول، الذي يوافق ذكرى ميلاد الدكتور بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، وذلك بمقر النادي الدبلوماسي بوسط العاصمة القاهرة، بحضور ليا بطرس غالي، الرئيس الفخري للمؤسسة، وغادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والسفير حمدي لوزا، نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، وممدوح عباس، رئيس المؤسسة، وعدد من رجال الفكر والسياسة والاقتصاد في أفريقيا والعالم.
وبحسب وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، فإن الوزيرة مكرم، قالت أمس، إن «الدكتور غالي أثبت أن الدبلوماسية أسلوب حياة وليست مجرد مسمى»، لافتة إلى أنها «زارته عام 2016. وأوصاها آنذاك بزيادة التعاون مع القارة الأفريقية، وزيارة أبناء الوطن في أفريقيا».
وأضافت وزيرة الهجرة: أنها «تضع على عاتقها ترويج هذه النماذج الإيجابية في زيارتها الخارجية، لتحفيز مزيد من أبناء مصر على انتهاج هذا الطريق، والتأكيد على أهمية الملف الأفريقي»، موضحة أن «الوزارة تعكف حالياً على الإعداد لتنظيم مؤتمر (مصر بداية الطريق) تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويهدف لدعوة قادة الفكر والسياسة حول العالم من خريجي الجامعات المصرية، تحديداً من القارة الأفريقية».
وبحسب الوكالة، فإن غوتيريش وجه رسالة لحضور المؤتمر، نقلها عنه السفير ماجد عبد الفتاح، المندوب المراقب الدائم لجامعة الدول العربية بالأمم المتحدة، قال فيها، إن «الراحل بطرس غالي أعطى في تقريره التاريخي بعنوان (خطة للسلام) دليلاً مفصلاً للمجتمع الدولي، للعمل بشأن حفظ وبناء السلام ومنع النزاعات»، موضحاً أن «غالي خلال توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة طور برنامجي عمل بشأن التنمية والديمقراطية ساهما في تعزيز المناقشات العالمية في هذا الشأن»، مشيراً إلى أن «جهوده الحثيثة ساهمت في تعزيز دور الأمم المتحدة بعد انتهاء الحرب الباردة، لتصنع لنفسها مكانة تتناسب مع عصر جديد».
وقال غوتيريش في سياق حديثه، إن «العالم لا يزال يصارع العديد من التحديات من الفقر إلى الصراع المسلح، كما يواجه تهديدات جديدة ومتزايدة، بما في ذلك تغير المناخ وعدم المساواة وانتشار الكراهية وتراجع الثقة في بعض المؤسسات السياسية، وتزايد ارتباط مناطق الصراع بالإرهاب والجريمة المنظمة»، مشيراً إلى أن «التقدم التكنولوجي حقق فوائد ملحوظة؛ لكنه قد يشكل أيضاً أخطاراً بما في ذلك الجريمة الإلكترونية، وتطوير أسلحة فتاكة ذاتية التدمير»، مضيفاً: أن «الشرق الأوسط لا يزال يواجه انقسامات كبيرة في منطقة كانت يوماً وطناً لأحد أعظم رموز الازدهار والتعايش الثقافي».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.