الحوثيون يغتالون مسنة في تعز

TT

الحوثيون يغتالون مسنة في تعز

قتل الحوثيون امرأة يمنية مسنة في غرب تعز، في الوقت الذي تصدت قوات الجيش الوطني اليمني لهجوم عنيف شنته ميليشيات الانقلاب على منطقة الصرمين، شرق المدينة.
تزامن ذلك مع إحباط محاولة تسلل لمجاميع حوثية في جبهة الأربعين، شمال شرقي المحافظة ما أسفر عن اندلاع مواجهات مصحوبة بقصف مدفعي وسقوط قتلى وجرحى بصفوف الميليشيات الحوثية، واستهداف هذه الأخيرة عدد من الأحياء السكنية بوسط المدينة بقذائفها المدفعية.
وسقط 14 انقلابيا، بين قتيل وجريح، مساء الخميس، في كمين للجيش الوطني شمال شرقي تعز، وفقا لما أكده مصدر عسكري نقل عنه الموقع الرسمي لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، قوله بأن «5 من عناصر ميليشيات جماعة الحوثي الانقلابية لقوا مصرعهم وأصيب 9 آخرون، في كمين للجيش الوطني شمال شرقي مدينة تعز».
وذكر أن «قوات اللواء 170 دفاع جوي نصبت كمينا محكما لعناصر الميليشيات التي حاولت التسلل إلى محيط مستشفى الحمد بالقرب من جولة القصر الجمهوري، ما أدى إلى مقتل 5 وإصابة 9 آخرين من عناصر الميليشيات، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار»، مضيفا أن «ميليشيات الحوثي قامت بشن قصف كثيف باستخدام قذائف الهاون والأسلحة الرشاشة من مواقعها في سوفياتل والسلال استهدف مناطق أحياء كلابة والزهراء».
وأفاد العقيد عبد الباسط البحر، نائب ركن التوجيه المعنوي بمحور تعز العسكري «بمقتل امرأة مسنة، الخميس، على أيدي ميليشيات الانقلاب في قرية الطوير بمديرية مقبنة، غرب تعز، وذلك في إطار الانتهاكات والقتل المتعمد من قبل ميليشيات الانقلاب». وقال بأن «مسلحين من ميليشيات الحوثي الإجرامية أقدموا على قتل امرأة مسنة تدعى عواضي علي أحمد عبد الله وذلك ضمن مسلسل جرائم القتل المتعمدة والممنهجة التي تسلكها ميليشيات الانقلاب ضد السكان الأبرياء».
وأوضح أن «ميليشيات الانقلاب قتلت في وقت سابق الكثير من المدنيين العزل والأبرياء، إما بالقصف أو بالقنص، في قرى القحيفة وقهبان والرحبة والكدحة والطوير، وفي كل أماكن تتمركز فيها الميليشيات بمديرية مقبنة، غربا، إضافة إلى جرائم الألغام والمقذوفات والتهجير القسري وتفجير المنازل التي تمارسها الميليشيات ضد السكان والمدنيين العزل من النساء والأطفال والشيوخ».
وحول المعارك المستمرة التي تشهدها تعز، المحاصرة منذ خمس سنوات من قبل الميليشيات الانقلابية، قال البحر بأنه «اليوم (أمس) الجمعة، لليوم الرابع والمواجهات مستمرة، مصحوبة بمختلف أنواع الأسلحة، وأشدها في الجبهات الغربية والشمالية للمدينة، حيث تركزت المواجهات والقصف الحوثي على مواقع الجيش في في جبل هان ووادي حذران، وسط رد مدفعية الجيش على مصادر النيران».
وأضاف «لا تزال الميليشيات الانقلابية تحاول بشكل مستميت إحداث أي اختراق وبالذات في الجبهة الغربية لتتمكن ولو ناريا أو من بعيد من السيطرة على خط الضباب الشريان الحيوي لتعز، وأن الجيش الوطني يتصدى لها ويفشل كل محاولاتها البائسة واليائسة».
كما أكد البحر أن «ميليشيات الحوثي دفعت بتعزيزات غير مسبوقة إلى كافة الجبهات في تعز، تضمن آليات عسكرية وعناصر قتالية، وخاصة إلى الجبهات الغربية والشمالية، حيث وصلت تعزيزات بقوام كتيبتين إلى الستين الشمالي وعربات ومدفعية صاروخية كاتيوشا، وتعزيزات حوثية أخرى وصلت إلى مفرق شرعب وعصيفرة. وتم رصد دخول طقمين عسكريين للميليشيات الحوثية إلى منطقة مكائر بلاد الوافي غرب تعز مع تعزيزات أخرى إلى مدرسة مكائر الليلة الماضية».
وذكر أن «الجيش الوطني في جاهزية عالية وفي قمة المعنوية وإرادة القتالية المرتفعة وبإذن الله ستكون هذه التعزيزات كما هو حالها دائما منذ بداية معركة تعز غنيمة لأبطالها فتعز تلقف ما يأفكون، تعز اليوم بفضل الله وبعزائم الرجال الأشداء من أبطالها أقوى وأقدر على الحاق الهزيمة والخسران بميليشياتهم وقطعانهم».
وقتل القيادي والمشرف الحوثي على مواقع غرب المدينة المدعو أبو جحدل، المتحدر من محافظة حجة، شمال غربي صنعاء، بنيران الجيش الوطني غرب تعز مع أكثر من 6 من مرافقيه، عقب تصدي الجيش لمحاولة هجوم وتسلل على مواقع الجيش في الخندق ومدرسة همدان والصياحي وتلة موكنة بوادي حذران، غرب تعز في معركة، بحسب ما أفاد به العقيد البحر.
ولفت البحر إلى أن «التصعيد للأعمال العدائية للميليشيات الانقلابية الحوثية المدعومة من إيران، تزامن مع وعودها المتكررة الكاذبة بفتح المنفذ الشرقي للمدينة بمناسبة عيد المولد على صاحبه الصلاة والسلام والتي لا نثق بها مطلقا، فإنا نؤكد أن الأبطال قادرون على فتح المعابر وكسر الحصار الجائر في حال توفر الظروف المناسبة والإمكانيات المطلوبة لتنفيذ المهام»، وأن الميليشيات وكعادتها «تلجأ دائما إلى استهداف القرى الآمنة والأحياء السكنية بقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة، ما أودى بحياة 3 أطفال وإصابة عدد من المدنيين الآخرين وتدمير جزئي لمنزل بقرية الشرف الصلو جنوب شرقي تعز، قبل يومين، علاوة على قصفها أحياء سكنية في شرق المدينة».
ووجه نائب رئيس الجمهوري الفريق الركن علي محسن الأحمر «بسرعة صرف مرتبات الجيش الوطني والمنضمين لاحقاً إلى صفوف الجيش، والعمل على إيجاد معالجات لمشكلة الجرحى والمصابين».
وجدد تأكيده بأن «القيادة السياسية والعسكرية بقيادة الرئيس هادي تولي المحافظة والجيش اهتماماً كبيراً». مشيدا في الوقت ذاته «بتضحيات أبناء تعز وبطولاتهم الخالدة في مواجهة فلول الإمامة والكهنوت».
ودعا الأحمر «الجميع بمختلف الأطياف إلى الوقوف صفاً واحداً في معركة البناء والتنمية واستكمال تحرير المحافظة من الميليشيات الحوثية التي تفرض حصاراً خانقاً على المحافظة وترتكب أبشع الجرائم والانتهاكات بحق أبناء المحافظة والشعب اليمني عامة».
جاء ذلك خلال لقائه، الخميس، محافظ تعز نبيل شمسان، للاطلاع على مستجدات الأوضاع وسير العمل في المحافظة، حيث استعرض شمسان مستجدات الأوضاع الأمنية والخدمية والميدانية والجهود التي تبذلها قيادة المحافظة في تثبيت الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات للمواطنين والاستمرار في مواجهة ميليشيا الحوثي الانقلابية في مختلف جبهات القتال واستكمال تحرير ما تبقى من المحافظة تحت سيطرتها.
وأكد المحافظ على «تلاحم مختلف المكونات السياسية والاجتماعية خلف قيادة الشرعية».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.