أنقرة تدعو التحالف لقطع صلاته مع «الوحدات» الكردية

TT

أنقرة تدعو التحالف لقطع صلاته مع «الوحدات» الكردية

دعت تركيا دول التحالف الدولي للحرب على «داعش» إلى قطع صلاتها مع «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تقود تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، والتي كانت الحليف الوثيق للولايات المتحدة في الحرب على التنظيم الإرهابي.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في كلمة خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول التحالف الدولي في واشنطن، ليل الخميس – الجمعة: «ننتظر من شركائنا في التحالف أن يقطعوا صلتهم بـ(وحدات حماية الشعب) الكردية»، ووصفها بـ«التنظيم الإرهابي»، وأضاف: «يجب على التحالف العمل مع شركاء محليين شرعيين؛ حيث إن الوحدات الكردية تنظيم إرهابي، ويجب التعامل معها على هذا النحو».
واتهم الوحدات الكردية بـ«ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والتسبب في القتل الجماعي، وممارسة القمع والتطهير العرقي بحق السكان المحليين، وتغيير التركيبة السكانية، وتجنيد الأطفال، وتدمير القرى، وإغلاق الأحزاب السياسية الكردية المعارضة، وإعدام أو اعتقال كثير من المعارضة». وقال جاويش أوغلو، إن القضاء على الإرهاب يستوجب توحيد الجهود، وعدم التمييز بين المنظمات الإرهابية.
وبشأن عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا، قال جاويش أوغلو إنه «تم قبول شرعية العملية عبر اتفاقين مع الولايات المتحدة وروسيا. حان الوقت الآن للتطلع إلى الأمام واتخاذ الإجراءات اللازمة».
في السياق ذاته، وصف رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، توجيه الولايات المتحدة دعوة إلى قائد قوات «قسد» مظلوم عبدي، لزيارتها، بأنه «خطأ دبلوماسي» وإساءة لآلاف الأسر التركية.
وأضاف ألطون في مقال نشرته صحيفة «واشنطن إكزامينر» الأميركية، أمس (الجمعة) بعنوان «يجب ألا تستضيف واشنطن إرهابياً»، أن تركيا حليفة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقبل دعوة مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي لوزارة الخارجية الأميركية لتسهيل حصول «الإرهابي مظلوم عبدي» على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة، بهدف إلقاء كلمة في الكونغرس ولقاء الرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض.
وتابع بأن عبدي هو قيادي في حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. وقال إنه «من العار تمجيد مظلوم عبدي في الإعلام الأميركي على أنه قائد (قسد) الذي يكافح ضد (داعش) في سوريا»، مضيفاً أن علاقة عبدي مع «العمال الكردستاني» تمتد إلى عشرات السنين.
ولفت إلى أن القضاء التركي أصدر كثيراً من مذكرات التوقيف بحق عبدي.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».