السعودية: إغلاق قضية «الأجهوري» محليا واستمرار المطالبات خارج البلاد

في حين جرى إيداع الدفعة الأولى من أموال المستثمرين الغائبين في بيت المال

السعودية: إغلاق قضية «الأجهوري» محليا واستمرار المطالبات خارج البلاد
TT

السعودية: إغلاق قضية «الأجهوري» محليا واستمرار المطالبات خارج البلاد

السعودية: إغلاق قضية «الأجهوري» محليا واستمرار المطالبات خارج البلاد

قررت الدائرة التجارية الأولى بالمحكمة الإدارية، في جدة، إيداع الدفعة الأولى من أموال الغائبين، الذين وقعوا ضحايا في قضية توظيف الأموال الشهيرة (الأجهوري)، حيث طلبت إيداع أموالهم في حساب بيت مال المحكمة العامة لدى مؤسسة النقد العربي السعودي، لعدم تقدمهم بمستنداتهم لطلب الصرف.
وقال صالح النعيم المحاسب القانوني لتفليسة الأجهوري إن المحكمة أقرت إيداع دفعات أخرى، خلال الأيام القليلة المقبلة، لافتا إلى أنه بإيداع أموال الغائبين سيجري إقفال أعمالها داخل السعودية.
وأضاف أن مطالبة الأجهوري وذويه خارج البلاد مستمرة بجميع حقوق المستثمرين، مؤكدا أنه حتى الآن قد صدر ضد الأجهوري وذويه 3 أحكام قضائية؛ 2 منها نهائية واجبة النفاذ؛ الأول بمبلغ يزيد عن الـ500 مليون ريال، والثاني بمبلغ 119 مليون ريال، والثالث ما زال قيد نظر قضاة محكمة الاستئناف الإداري في جدة، بمبلغ 36 مليون ريال، ليكون إجمالي مطالبات أمانة التفليسة ضد الأجهوري بمبلغ 655 مليون ريال. وأشار النعيم إلى أن الأجهوري حاليا مسجون تنفيذا لهذه الأحكام ضده، بإجازة صك أرض مخطط الشاطئ بأبحر الشمالية بجدة، وأن الأجهوري لم يقدم أي تعاون ولم يسدد أي مبالغ ولم يسترد أي أموال مما سبق أن قام بتحويلها للخارج من أموال المستثمرين معه. وأوضح النعيم أنه بإيداع أموال الغائبين بحساب بيت مال المحكمة العامة بجدة لدى مؤسسة النقد العربي السعودي، تنتهي أعمال التفليسة داخل المملكة العربية السعودية، فلم يعد لأمانة التفليسة دخل في صرف أموال الذين لم يتقدموا للصرف، حيث تجري إقامة الدعاوى ممن لم يتقدم بالصرف وجرى إيداع ماله في حساب بيت المال، وليس في مواجهة أمانة التفليسة.
وحول إمكانية صرف دفعة ثالثة وأخيرة للمستثمرين لدي الأجهوري، أوضح النعيم أنه خلال الأيام القليلة سيجري حصر الأرصدة النقدية المتاحة بالحسابات البنكية للتفليسة، وسيجري تقديم حساب التوزيع الختامي للجهات القضائية.
وأكد أن جميع الجهات الرسمية تقدم كل الدعم والعون تنفيذا للتوجيهات لإنهاء هذه القضية، لما تمسه من مصالح آلاف المواطنين والمستثمرين من 37 جنسية مختلفة.
وكانت وزارة الداخلية أقرت بحل لجان توظيف الأموال وقضايا المساهمات المالية المشبوهة في مختلف إمارات مناطق السعودية، وتحويلها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام في كل منطقة، التي يتجاوز عددها 600 قضية في مختلف المدن، حيث تقدر الأموال بنحو 10 مليارات ريال.
وبدأت قضايا توظيف الأموال في السعودية قبل نحو عقد من الزمن، سرعان ما تفجرت على قضايا مطالبات، بعد قرار وزارة التجارة بحظرها، إذ بدأت في العمل على تصفيتها والإعلان عن بيعها في المزاد العلني لإعادة أموال المساهمين، مع التشديد على منع قيام مثل هذه المساهمات التي غررت بالمواطنين.
وجددت وزارة التجارة والصناعة تحذيراتها للمواطنين والمقيمين من التعامل مع بعض المؤسسات والشركات التي تقوم بجمع الأموال بغية توظيفها.
وتتزامن تحذيرات الوزارة ومطالب المساهمين، في الوقت الذي يترقب فيه نحو 26 ألف مواطن تورطوا في أشهر قضايا لتوظيف الأموال داخل البلاد إمكانية استعادة أموالهم التي جمعها ملاك الشركات بدعوى استثمارها أو توظيفها داخل السعودية وخارجها، بنسب عوائد في مشاريع استثمارية متعددة.



قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)
مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)
TT

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)
مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية خلال جلسات تداول الأسابيع الأخيرة.

وأغلق مؤشر السوق يوم الأربعاء عند مستوى 12149.19 نقطة، بانخفاض 0.36 في المائة وتداولات بلغت قيمتها 6 مليارات ريال. وكان أغلق يوم الثلاثاء على ارتفاع ملحوظ ليصل إلى 12193.64 في أعلى إغلاق منذ أكثر من شهرين.

وخلال يوم الأربعاء، بلغ حجم الأسهم المتداولة 620 مليون سهم، موزعة على أكثر من 480 ألف صفقة، سجلت فيها أسهم 90 شركة ارتفاعاً في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 138 شركة على تراجع.

وكانت أسهم شركات: «GO» للاتصالات، و«سمو»، و«دله الصحية»، و«العقارية»، و«سيرا» الأكبر ارتفاعاً. أما أسهم شركات: «جاهز»، و«أنعام القابضة»، و«بنان»، و«الزامل للصناعة»، و«أكوا باور» فكانت الأكبر انخفاضاً في التعاملات؛ إذ تراوحت نسب الارتفاع والانخفاض بين 3.36 في المائة و7.16 في المائة.

وكانت أسهم شركات «أنعام القابضة»، و«الباحة»، و«شمس»، و«جاهز»، و«أمريكانا» الأعلى نشاطاً من حيث الكمية، في حين كانت أسهم شركات «جاهز»، و«أرامكو السعودية»، و«الراجحي»، و«أنعام القابضة»، و«سابك» الأكبر نشاطاً من حيث القيمة.

وقال محلل الأسواق المالية عضو «جمعية الاقتصاد» السعودية، الدكتور سليمان آل حميد الخالدي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «قطاعَي البنوك والطاقة كانا من العوامل الرئيسية التي ساهمت في استقرار مؤشر السوق السعودية، وبقائها في منطقة الـ12 ألف نقطة». وأضاف أن «القطاع البنكي في سوق الأسهم السعودية يعدّ من أكبر القطاعات البنكية أرباحاً على مستوى العالم، وهو أحد أبرز الداعمين لمؤشر السوق السعودية». كما أشار إلى أهمية قطاع الطاقة، خصوصاً شركة «أرامكو السعودية»، مع توقعات بزيادة التوزيعات النقدية لتتجاوز 1.96 ريال في العام.

وتوقع الخالدي أن «يستمر مؤشر السوق في الارتفاع خلال الجلسات الـ14 المتبقية حتى نهاية العام الحالي، وأن يصل إلى 12800 نقطة، ومواصلة رحلة النمو والارتفاع وتجاوز 13500 نقطة مع بداية العام المقبل 2025»، مضيفاً أن مؤشر السوق متوجه نحو تسجيل ارتفاعات جديدة مع الأخبار الاقتصادية الإيجابية المستمرة حول الاقتصاد السعودي.

وأشار إلى أن السوق المالية السعودية قد «تشبّعت بشكل كامل من الانخفاض خلال الفترة الماضية، حيث هبط المؤشر من 14 ألف نقطة ليصل إلى نحو 10.1 ألف نقطة، ليشكل بذلك قاعدة في النطاق بين 10 آلاف و12 ألف نقطة. كما وصل معظم أسعار أسهم بعض الشركات الكبيرة إلى قيعان جديدة لم تشهدها منذ 14 عاماً، وهو ما لا يتماشى مع مؤشرات الاقتصاد السعودي خلال الفترة الماضية».

وأضاف أن «الاقتصاد السعودي يتمتع بمكانة قوية وكبيرة، ومن أبرز مؤشراتها ارتفاع الناتج المحلي إلى 2.8 في المائة خلال الربع الثالث من العام الحالي 2024، بالإضافة إلى توقع نمو الاقتصاد السعودي بنسبة 4.8 في المائة عام 2025». كما أشار إلى إعلان «موازنة السعودية بأكثر من 1100 مليار ريال، ونفقات تجاوزت 1200 مليار ريال»، لافتاً إلى أن «سياسة الإنفاق والتدفقات النقدية التي أقرتها الحكومة أصبحت بيئة مشجعة لاستمرار نمو الاقتصاد السعودي، وللمستثمرين المحليين والأجانب. كما أن السعودية أصبحت واجهة لجميع المؤتمرات واللقاءات العالمية الاقتصادية والسياحية والاستثمارية والسياسية. كذلك بلغ حجم الاستثمار في السوق السعودية نحو 400 مليار دولار، والهدف المقبل هو 3 تريليونات دولار».

من جهته، أكد خبير ومحلل أسواق المال، عبيد المقاطي، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن سوق الأسهم السعودية «أصبحت محط اهتمام للمستثمرين المحليين والعالميين، بفضل قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، بالإضافة إلى تسجيل الشركات أرباحاً كبيرة، مما انعكس إيجاباً على التوزيعات الفصلية للشركات». وأضاف أن «القيمة السوقية التجميعية في القيعان السعرية تساهم في تحفيز مؤشر (تاسي) وشركاته، مما يعزز المضاربات اليومية واللحظية ويحقق مكاسب مضاربية يومية للمتداولين». كما لفت إلى أن «هذه المكاسب تسهم في تحقيق عوائد فصلية، مما ينتج عنه قمم وقيعان سعرية لأسهم تلك الشركات».

وأضاف أن «السوق تسير في موجات تذبذبية حتى تتمكن من تحقيق أهدافها، سواء على صعيد الهبوط والصعود». وأشار إلى أنه «في الشهرين الماضيين، حين وصل المؤشر العام إلى قمته عند مستويات 12390 نقطة، شهدت السوق تصحيحاً في مسارها لتصل إلى الدعم عند 11590 نقطة، مما أدى إلى فقدان ألف نقطة. لكن السوق استعادت هذه النقاط مجدداً في جلسات التداول العشر الأخيرة». وأكد أن «العامل الرئيسي في هذه الموجة الصاعدة كان القطاع البنكي وقطاع الطاقة».