الانقلابيون يستهدفون مسجداً في التحيتا ومساكن جنوب الحديدة

TT

الانقلابيون يستهدفون مسجداً في التحيتا ومساكن جنوب الحديدة

قُتل قيادي حوثي في باقم بمحافظة صعدة، شمال غرب، في الوقت الذي سُجّل في محافظة الضالع بجنوب البلاد مقتل مدني وابنته بقصف حوثي.
جاء ذلك بالتزامن مع استهداف ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، الخميس، مسجداً في مديرية التحيتا، ومنازل المواطنين في مديرية حيس، جنوب محافظة الحديدة الساحلية، غرباً، في إطار استمرار تصعيدها العسكري وانتهاكاتها في مختلف مدن ومناطق المحافظة، في الوقت الذي دمر فيه الجيش الوطني رتلاً عسكرياً.
ففي صعدة، أعلنت قوات الجيش الوطني، الخميس، مقتل قيادي حوثي مسؤول عن عملية حوثية في محور مديرية باقم، خلال استدراج قوات الجيش الوطني رتلاً عسكرياً تابعاً لميليشيات الانقلاب تمكنت من تدميره وقتل القيادي الحوثي.
وقال قائد محور آزال العميد، كنعان الأحصب، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، إن «قوات الجيش الوطني في محور آزال استطاعت استدراج رتل عسكري للميليشيا بعد محاولته الالتفاف والتسلل من ميسرة الجبهة بجبال (وعواع)، ووادي (الثعبان) لتقوم باستهدافهم بكمائن عدة بعد توغلهم».
وأضاف، أن «العملية أسفرت عن قتل وإصابة الكثير من عناصر الميليشيا من بينهم القيادة المسؤول عن العملية الملقب بمنبه2، بحسب جهاز المناداة الذي عثر عليه بحوزته بجانب الجثة».
وفي معارك الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر، نقل المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، عن مصادر محلية تأكيدها، أن «ميليشيات الحوثي الإجرامية، استهدفت مسجد عمر بن الخطاب في مديرية التحيتا، بالأسلحة المتوسطة والثقيلة وتسببت بأضرار كبيرة في المسجد».
وقالت المصادر، إن «هذا الاستهداف ليس الأول الذي تقوم به الميليشيات وتنتهك الحُرمات وتقصف دور العبادة، حيث إن الميليشيات استهدفت في وقت سابق عدداً كبيراً من المساجد، وفي مناطق أخرى استخدمت بعض المساجد كثكنات عسكرية ومخازن للسلاح».
وفي حيس، استهدفت ميليشيات الحوثية تجمعات سكنية مستخدمة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وقالت إن «الميليشيات أطلقت نيران أسلحتها الثقيلة صوب منازل المواطنين وسط المدينة وخلفت أضراراً بالغة بممتلكات المواطنين، واستهدفت المواطنين في الطرقات العامة والفرعية المؤدية إلى حيس، حيث أطلقت نيران أسلحتها القناصة مخلفة حالة من الخوف والرعب في صفوف المواطنين».
وعلى وقع المعارك التي شهدتها منطقة الجبلية في التحيتا، تمكنت القوات المشتركة من اسر أحد المتسللين من عناصر الميليشيات بعد إصابته عقب التصدي لمحاولة تسلل مجاميع حوثية إلى مواقع القوات، في حين قامت القوات المشتركة بإسعاف الأسير الذي أصيب برصاص القوات المشتركة في قدميه».
وكشف الأسير الحوثي عن «محاولته مهاجمة مواقع القوات المشتركة هو ومجموعة مكونة من 4 أفراد بأمر من قائدهم المدعو أبو ياسين، غير أنه أصيب بطلقات نارية في قدميه، في حين لاذ رفاقه بالفرار».
وفي الضالع، جنوب البلاد، قتل مواطن وابنته جراء قصف ميليشيات الحوثي منطقة حجر، غرب مدينة الضالع بجنوب البلاد، الأربعاء، وفقاً لما أكدت مصادر عسكرية نقل عنها موقع الجيش الوطني «سبتمبر.نت» قولها إن «الميليشيا الحوثية المتمركزة بمرتفعات لمشاويف، غرب منطقة حجر شنت قصفاً بقذائف الدبابة على قرية بتار؛ ما تسببت في مقتل المواطن أحمد صالح سعيد الفتاحي (50 عاماً)، وابنته أمة الله (18 عاماً)».
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيا الحوثي المتمردة، من وقتٍ إلى آخر استهداف القرى والمناطق الآهلة بالسكان شمالي وغربي منطقة حَجْر ومديرية قعطبة بقذائف الدبابات والمدفعية وغيرها من المقذوفات المتفجرة، وذلك منذ أن تمَّ دحرها من تلك المناطق، وعادة ما ينتج من هذا القصف سقوط ضحايا مدنيين.
إلى ذلك، نفذ الفريق (13) الاختصاصي العامل في مشروع «مسام» الذي ينفذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، الرامي إلى أبطال مفعول الألغام، إتلاف وتفجير لـ600 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة حوثية في منطقة اليتمة بمحافظة الجوف، شمالاً. وقال مشرف الفرق العاملة في محافظة الجوف، العقيد عامر البحري، إن «عملية الإتلاف شملت 400 لغم أرضي مضاد للدروع، 60 عبوة ناسفة، 70 قذيفة غير منفجرة، وعدداً من قنابل الطيران المفخخة، بالإضافة إلى عشرات الذخائر من مخلفات الحرب».
وأضاف، وفقاً لما نقل عنه الموقع الإلكتروني لـ«مسام»، أن «القذائف والألغام التي تم إتلافها انتزعها فريقه من عدد من المواقع في منطقة اليتمة خلال الشهرين الماضيين»، وأنه «بهذه العملية يكون الفريق (13 مسام) قد نفذ ثلاث عمليات إتلاف وتفجير لآلاف من الألغام والقذائف غير منفجرة، فيما تعد العملية رقم 12 لمشروع (مسام) في منطقة اليتمة».
ويعمل المشروع السعودي «مسام»، بأربع فرق هندسية في منطقة اليتمة. ومنذ بداية العمل تمكنت الفرق الهندسية من نزع وإتلاف آلاف الألغام والعبوات الناسفة وغيرها من مخلفات الحرب، واستطاعت تأمين الكثير من المناطق الحيوية المتعلقة بحيات المدنيين بشكل أساسي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».