قلق أممي من استمرار محاولات القرصنة قبالة الصومال

غياب الهجمات الناجحة مؤشر على فعالية تدابير الحكومة والمجتمع الدولي

TT

قلق أممي من استمرار محاولات القرصنة قبالة الصومال

عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «القلق» من استمرار محاولات القيام بهجمات بهدف القرصنة والسطو المسلح في عرض البحر قبالة سواحل الصومال، محذراً من أن شبكات القرصنة «لا تزال ناشطة» في المنطقة، وجاهزة لاستئناف الهجمات، إذا سنحت لها الفرصة.
وأفاد الأمين العام للمنظمة الدولية في تقريره عن «الحالة فيما يتعلق بالقرصنة والسطو المسلح في عرض البحر قبالة سواحل الصومال» بأن «غياب هجمات ناجحة للقرصنة (...) يدل على فعالية تدابير التخفيف التي يقوم بها حالياً كل من حكومة الصومال الاتحادية وقطاع النقل البحري والمجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن والقوات العسكرية والبحرية، من أجل مكافحة القرصنة والسطو المسلح في البحر قبالة سواحل الصومال»، مضيفاً أنه «مع ذلك، يساورني القلق من أنه كانت هناك العديد من محاولات القيام بهجمات».
وأكد أنه «رغم عدم نجاح هذه الهجمات، فقد أثبتت أن شبكات القرصنة في المنطقة لا تزال ناشطة وجاهزة لاستئناف الهجمات إذا سنحت لها الفرصة»، مشيداً بالقبض على خمسة أشخاص مشتبه في أنهم قراصنة، وهم حالياً في انتظار المحاكمة في جزر سيشيل.
واعتبر أن هذا «يدل على أن الاستجابة السريعة والمنسقة من القوات البحرية الدولية وقطاع النقل البحري لا تزال حيوية في التصدي لخطر القرصنة، وتشكل رادعاً حاسماً»، مستخلصاً أن «القرصنة قبالة سواحل الصومال لا تزال مقموعة، ولكن لم يتم القضاء عليها، ولن يتم القضاء عليها ما لم تُعالج الأسباب الجذرية للقرصنة، بما في ذلك الافتقار إلى سبل العيش البديلة، وانعدام الأمن، وضعف هياكل الحكم».
ورأى أن «القرصنة ليست سوى واحد من أخطار كثيرة تهدد الأمن البحري قبالة سواحل الصومال»، معبراً عن «القلق إزاء استمرار الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم، وحثَّ الدول الأعضاء على التقيد باللوائح الدولية.
ورحب بما تبذله الحكومة الاتحادية من «جهود لتطوير قطاع بحري مستدام» عبر «المبادرات المتعلقة بتعميم مراعاة المنظور الجنساني في المجال البحري، وتوظيف مزيد من النساء، وترقيتهن لتقلُّد مناصب ضباط الشرطة البحرية»، واصفاً ذلك بأنه «خطوات مشجعة في سبيل تمكين المرأة الصومالية من المشاركة في القطاع البحري».
ولاحظ أن المجتمع الدولي ناقش أخيراً «جوانب أساسية من التعاون الدولي في مكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال، بما في ذلك نطاق عمل فريق الاتصال المعني بمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال، ومجال تركيزه مقارنة بالصكوك والآليات الإقليمية الأخرى، وآليات المحاكمة، ومستقبل الصندوق الاستئماني لدعم مبادرات الدول التي تكافح القرصنة قبالة سواحل الصومال»، مشيراً إلى الحاجة لاستكشاف أوجه التآزر بين مختلف الصكوك والآليات المتعلقة بالأمن البحري في المنطقة، بما في ذلك مكافحة القرصنة، من أجل كفالة الاستجابة الدولية الأكثر شمولاً وتنسيقاً وفعالية قدر الإمكان.
وأثني على الجهود التي بذلتها الشراكة المعنية بدعم الرهائن والشبكة الدولية لرعاية ومساعدة البحارة فيما يتعلق بإطلاق رهينة بعدما اشتد به المرض، إثر احتجازه على متن المركب «سراج»، في مارس (آذار) 2015، مطالباً بالإطلاق الفوري وغير المشروط لجميع من تبقى من المدنيين والبحارة المحتجزين رهائن في الصومال، ودعا جميع الشركاء إلى «المساهمة في (صندوق أسر ضحايا القرصنة)، الذي يضطلع بدور حاسم في إعادة تأهيل ضحايا القرصنة في الصومال، ويدعم البحارة وأسرهم».


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.