مصر: غضب برلماني عقب مصرع وإصابة 21 في «حادث خط الغاز»

الحكومة وجّهت بتوفير الرعاية الصحية للمصابين

TT

مصر: غضب برلماني عقب مصرع وإصابة 21 في «حادث خط الغاز»

حالة غضب انتابت عدداً من نواب البرلمان المصري أمس، عقب حادث تسرب غاز بـ«عزبة المواسير» بمحافظة البحيرة بدلتا مصر، الليلة قبل الماضية، ما أدى إلى مصرع وإصابة 21. وبينما تقدم نواب ببيان عاجل للبرلمان، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الحادث، أكد نواب آخرون «ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية المواطنين في المناطق التي تعمل فيها شركات الغاز».
وأعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية، مساء أول من أمس، عن إصابة 15 شخصاً ووفاة 6 آخرين، إثر حادث اشتعال حريق نتيجة تسرب غاز بـ«عزبة المواسير». وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، قد تابع مع كل من وزير البترول ومحافظ البحيرة حادث الحريق. وقالت مصادر إن «رئيس الحكومة وجّه بتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمصابين بالحادث».
ودفعت الصحة بـ20 سيارة إسعاف مجهزة لموقع الحادث؛ حيث تم نقل المصابين إلى مستشفيات «كفر الدوار العام، وإيتاي البارود، ودمنهور التعليمي» لتلقى العلاج اللازم، مؤكداً أن «الإصابات تراوحت بين حروق بدرجات مختلفة، واختناقات في أماكن متفرقة بالجسد، وجميع الحالات تتلقى الرعاية اللازمة، كما تم نقل المتوفين لمشرحة إيتاي البارود».
وأضافت وزارة الصحة أنه «تم توجيه وكيل وزارة الصحة بالبحيرة فور وقوع الحادث بتوفير سبل الرعاية الطبية اللازمة كافة للمصابين، ورفع تقرير تفصيلي بحالات المصابين والإجراءات الطبية المتخذة... كما وجّهت الوزارة بوجود الأطقم الطبية من استشاريين في مختلف التخصصات، والاطمئنان على مخزون أكياس الدم، وتوافر مخزون استراتيجي كافٍ بالمديرية».
في غضون ذلك، طالب النائب أحمد درويش، عضو مجلس النواب (البرلمان) بـ«ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية المواطنين، وعدم تكرار مثل هذه الحوادث»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «التعامل مع الحادث من قبل أجهزة الدولة قلّل من حجم الخسائر»، موضحاً أنه «يجب أن تكون هناك محاسبة للمسؤولين عن الحادث».
من جهته، تقدم النائب عمر حمروش، عضو مجلس النواب، ببيان عاجل إلى البرلمان أمس، بشأن الحادث، مطالباً «بتقديم المسؤولين في شركة الغاز التي تسببت في الحادث لمحاكمة عاجلة».
واتهم حمروش في بيان له «القائمين على الأمر من قبل الشركة بالتقاعس»، مضيفاً أن «الشركة تراخت في القيام بالدور المنوط بها، للتعامل مع الحدث؛ حيث لم يتم إخلاء المنطقة من السكان، ولم يتم عمل كردون حول منطقة التسريب، ولم يتم الدفع بسيارات خزانات (الفوم الرغوي) لتغطية الوقود المتسرب، بالإضافة لعدم تطبيق خطة الطوارئ المتعلقة بمثل هذه الحالات» على حد قوله. وأشار النائب حمروش إلى أن «الشركة لم تتخذ الإجراءات الكافية لمنع حدوث الاشتعال، وتركت الخطوط من دون حراسة كافية، ولم يتم إخلاء المنطقة من السكان لحمايتهم، ما ترتب على ذلك سقوط ضحايا، وتلف بالممتلكات العامة». وكانت شركة الغاز قد ذكرت أنه «تم اكتشاف محاولة سرقة لخط منتجات بترولية بإيتاي البارود، بعد تركيب اللصوص كلبس بغرض السرقة، وحدث تسرب لمنتج البنزين على الأرض، وبالترعة المجاورة».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».