هدوء هش في غزة... وإسرائيل تعلن انتهاء العملية العسكرية

سقوط 34 فلسطينياً قتلى نصفهم تقريباً من المدنيين

فلسطينيون يجمعون أغراضهم من منزل في غزة دمرته الغارات الإسرائيلية (رويترز)
فلسطينيون يجمعون أغراضهم من منزل في غزة دمرته الغارات الإسرائيلية (رويترز)
TT

هدوء هش في غزة... وإسرائيل تعلن انتهاء العملية العسكرية

فلسطينيون يجمعون أغراضهم من منزل في غزة دمرته الغارات الإسرائيلية (رويترز)
فلسطينيون يجمعون أغراضهم من منزل في غزة دمرته الغارات الإسرائيلية (رويترز)

قالت حركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية إنها أوقفت إطلاق النار من قطاع غزة اليوم (الخميس) بعد أن وافقت إسرائيل على هدنة بوساطة مصرية ليحل الهدوء بعد أسوأ تفجر للاشتباكات منذ شهور.
وكان شهود عيان قد أكدوا لوكالة الصحافة الفرنسية في ساعة مبكرة من صباح اليوم إنه تم إطلاق صاروخ من غزة باتجاه إسرائيل بعد نحو نصف ساعة من بدء التهدئة. لكن مصدراً في حركة «الجهاد الإسلامي» قال: «أحياناً يحتاج ضبط الميدان إلى بعض الوقت»، مؤكداً أن «الجميع ملتزمون بالتهدئة طالما التزم بها الاحتلال».
بالإضافة إلى ذلك، قال مسؤولون طبيون وسكان صباح اليوم إن ضربة صاروخية إسرائيلية في قطاع غزة أدت إلى مقتل ستة أفراد من عائلة فلسطينية وإصابة 12. فيما قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش يحقق في الواقعة.
وقال مصعب البريم المتحدث باسم الحركة إن الهدنة دخلت حيز التنفيذ اعتباراً من الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش، أي بعد نحو 48 ساعة منذ بدء إطلاق النار الذي تفجر بعد أن قتلت إسرائيل بهاء أبو العطا كبير قادة «الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة في ضربة جوية إذ اعتبرته يشكل خطراً وشيكاً عليها.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم انتهاء «العملية العسكرية» التي استمرت على مدار يومين في قطاع غزة، وقال إن انتهاء العملية يأتي بعد توجيه «ضربة ملموسة ومؤلمة لمنظومة القيادة والسيطرة» بحركة «الجهاد الإسلامي».
وقال الجيش، في بيان، نقلته وكالة الأنباء الألمانية إن: «خطة الحزام الأسود لاستهداف بهاء أبو العطا انتهت بعدما تمكن جيش الدفاع خلال اليومين الماضيين من تحقيق كامل الأهداف وتوجيه ضربة مؤلمة وملموسة لمنظمة الجهاد الإسلامي».
وذكر أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن «الجيش تمكن من استهداف نحو 25 مسلحاً مشتبهاً بهم، معظمهم من «الجهاد الإسلامي»، خلال إطلاقهم قذائف صاروخية أو استعدادهم لإطلاقها. كما تم استهداف عشرات البنيات التحتية ومجمعات عسكرية فوق وتحت الأرض وأيضاً مواقع بحرية لحركة «الجهاد».
وبدأت جولة التوتر باغتيال إسرائيل لأبو العطا وزوجته فجر أول من أمس (الثلاثاء)، وهو ما تبعه رد الحركة بإطلاق عشرات القذائف الصاروخية على إسرائيل. كما قامت إسرائيل بشن الكثير من الغارات على القطاع.
وسقط 34 فلسطينياً قتلى نصفهم تقريباً من المدنيين في حين تسببت مئات الصواريخ التي أطلقها نشطاء فلسطينيون في إصابة الحياة بالشلل في أنحاء كثيرة من جنوب إسرائيل. وظلت حركة «حماس» التي تحكم قطاع غزة بعيدة عن القتال الأخير.



مصر لمتابعة تفعيل شراكتها الاستراتيجية مع أوروبا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي في 9 يناير الحالي بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي في 9 يناير الحالي بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

مصر لمتابعة تفعيل شراكتها الاستراتيجية مع أوروبا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي في 9 يناير الحالي بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي في 9 يناير الحالي بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

بدأ وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأحد، زيارةً إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل وستراسبورغ؛ بهدف متابعة تفعيل محاور الشراكة الاستراتيجية كافة، بين مصر والاتحاد.

وتوجَّه عبد العاطي أولاً إلى بروكسل، وفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، التي أكدت أن زيارة عبد العاطي تستهدف «تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي، ومتابعة تنفيذ المحاور المختلفة للشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الجانبين»، حيث من المقرر أن يلتقي الوزير كبار مسؤولي مؤسسات الاتحاد المختلفة، من بينهم رئيس المجلس الأوروبي، والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد.

كما يعتزم عبد العاطي عقد مباحثات مع كبار المسؤولين في بلجيكا، ورؤساء كبرى الشركات البلجيكية، إلى جانب الجالية المصرية هناك.

وتشهد العلاقات المصرية - الأوروبية، زخماً خلال الفترة الأخيرة، بعد الإعلان الرسمي عن ترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، وذلك في ختام قمة عُقدت بالقاهرة، في مارس (آذار) الماضي، شارك فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيسة المفوضية الأوروبية، ورؤساء دول وحكومات قبرص وإيطاليا والنمسا واليونان.

وتمتد جولة عبد العاطي إلى زيارة مقر البرلمان الأوروبي، في مدينة ستراسبورغ الفرنسية؛ للقاء رئيسه، ورؤساء المجموعات السياسية المختلفة داخل البرلمان، ورؤساء اللجان الرئيسية ذات الصلة بمتابعة العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، حسب «الخارجية المصرية».

ويعتقد مساعد وزير الخارجية المصري السابق، السفير جمال بيومي، أن جولة عبد العاطي «واجبة؛ لدفع مسارات الشراكة المصرية مع دول الاتحاد الأوروبي، ومتابعة جهود اللجان التنفيذية لدفع مسارات التعاون»، مشيراً إلى «أهمية توقيت الزيارة، في ضوء التطورات الإقليمية، وبعد نجاح جهود الوسطاء الدوليين، ومنهم مصر، في الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة».

وقال بيومي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن القاهرة تعوّل على قدرات الاتحاد الأوروبي في الضغط على الجانب الإسرائيلي للسير في مسار السلام، وتنفيذ مشروع حل الدولتين لدعم الاستقرار بالمنطقة»، إلى جانب «التنسيق بشأن التطورات في القرن الأفريقي، والبحر الأحمر، وباقي القضايا الإقليمية، وقضايا مكافحة الإرهاب»، مع «التعاون الثنائي، خصوصاً الملف الاقتصادي، والاستثمارات».

ويقدِّم الاتحاد الأوروبي حزمة تمويل لمصر، في صورة مساعدات مالية، وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، مطلع يناير (كانون الثاني) الحالي، إن بلاده «تلقَّت شريحة أولى قيمتها مليار يورو، من حزمة تمويل، من الاتحاد الأوروبي، حجمها 7.4 مليار يورو».

ويتوقف الدبلوماسي المصري السابق، مع التنسيق الأوروبي مع مصر في ملفَي الهجرة غير الشرعية، واللاجئين، وقال: «الجانب الأوروبي، يحمل تقديراً للقاهرة، لدورها في التصدي للهجرة غير الشرعية، خلال السنوات الأخيرة»، وقال: «مصر تستهدف مزيداً من الدعم الأوروبي؛ للتخفيف من أعباء استضافة ملايين اللاجئين على أراضيها».

وتستضيف مصر أكثر من 9 ملايين أجنبي على أراضيها ما بين لاجئ ومهاجر ومقيم، وفق تقديرات الحكومة المصرية، التي تقول إن تكلفة إقامتهم تقدر بنحو 10 مليارات دولار سنوياً.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إكرام بدر الدين، أن «القاهرة تريد دفع مستوى التعاون مع الجانب الأوروبي، لدعمها سياسياً واقتصادياً». وقال إن «الثقل الدولي للاتحاد الأوروبي، يدفع الحكومة المصرية للتنسيق معه، بشأن القضايا الإقليمية والعربية، والتصعيد الذي تشهده المنطقة».

وباعتقاد بدر الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، فإن هناك «تقارباً سياسياً بين مصر والاتحاد الأوروبي تجاه معظم التطورات الإقليمية»، عادّاً أن «هناك مصالح مشتركة للجانبين، من بينها التهدئة في البحر الأحمر، وتأمين حركة الملاحة البحرية؛ لدعم حركة التجارة الأوروبية»، إلى جانب «تعزيز التعاون المشترك في مجال الطاقة، وأمن الطاقة».