«الجيش الوطني» يستهدف مواقع قوات «الوفاق» في سرت

مواطن يمر قرب إعلان عن مشروع عقاري في العاصمة الليبية طرابلس (رويترز)
مواطن يمر قرب إعلان عن مشروع عقاري في العاصمة الليبية طرابلس (رويترز)
TT

«الجيش الوطني» يستهدف مواقع قوات «الوفاق» في سرت

مواطن يمر قرب إعلان عن مشروع عقاري في العاصمة الليبية طرابلس (رويترز)
مواطن يمر قرب إعلان عن مشروع عقاري في العاصمة الليبية طرابلس (رويترز)

أعلن «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، أنه شن أمس سلسلة غارات استهدفت مواقع ميليشيات مسلحة موالية لحكومة «الوفاق» في مدينة سرت الساحلية، بالإضافة إلى إحباط هجوم لها جنوب العاصمة طرابلس.
وتابع الجيش، في بيان وزعه الناطق باسمه اللواء أحمد المسماري، أن قواته الجوية تمكنت في الساعات الأولى من صباح أمس من تنفيذ واجبات ومهام قتالية بعد رصدها من قبل الاستخبارات العسكرية والاستطلاع الأرضي والجوي، مشيراً إلى «رصد وتحديد أهداف متفرقة في قاعدة القرضابية الجوية» في منطقة سرت. وتابع أن هذه الأهداف هي غرفة عمليات عسكرية تستخدم للتحكم في الطائرات المسيّرة وبعض المواقع المستخدمة للتخزين وإخفاء الطائرات المسيّرة.
وأضاف أن طائرات مقاتلة «انقضت على أهدافها في التوقيت الموحد والمحدد ونفذت مهامها بكل دقة مما أدى إلى تدمير الأهداف المختارة حسب أمر العمليات بالخصوص وتم القضاء على هذا التهديد».
وأكد المسماري، في البيان، أن «هذه الحملة الجوية حققت أهدافها بكل دقة، ودمرت المرافق المستخدمة في التحكم والسيطرة وتجهيز الطائرات بنسبه مائة في المائة، وعادت الطائرات إلى قواعدها سالمة بعد تنفيذها لواجباتها بنجاح».
وقالت قيادة «الجيش الوطني» إن الهدف الرئيسي من تنفيذ هذه الضربات هو «تدمير القدرات والإمكانات وحرمان الميليشيات الإرهابية والإجرامية من بناء قدراتها وحرمانها من المناورة واستهداف قواتنا ومنع تحركاتها».
بدوره، قال المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة» التابع لـ«الجيش الوطني» إن أكثر من محور للميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق» مرشح «للانهيار الكامل» مع تزايد شدة ضربات قوات الجيش قرب طرابلس. وتحدث المركز الإعلامي، في بيان، عما وصفه بتقدم مهم في منطقة الكسارات خلف مصنع الإسمنت بسوق الخميس و«تقهقر الميليشيات عن مواقع مهمة».
في المقابل، وزعت عملية «بركان الغضب» التي تشنها القوات والميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق»، صوراً فوتوغرافية تُظهر جانبا مما وصفته بآثار الدمار الذي خلّفه «القصف العشوائي» لقوات «الجيش الوطني» على منطقة صلاح الدين «في محاولة لتعويض تقهقرها» جنوب طرابلس.
إلى ذلك، أصدر فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق»، قراراً بخفض مرتبه ومرتبات أعضاء المجلس الرئاسي لحكومته والوزراء ووكلائهم بنسبة 40 في المائة، ابتداء من مطلع العام المقبل. كما ألزم القرار وزارة المالية بتقديم مقترح بخفض مرتبات العاملين بالجهاز الإداري للدولة، وتوحيد جدول المرتبات بما يشمل جميع شرائح مرتبات القطاع العام، إلى جانب خفض مرتبات مستشاري الحكومة ومجلسها الرئاسي بقيمة 30 في المائة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.