العثماني: إجراءات مغربية لتعزيز محاربة الرشوة ومكافحة الفساد

TT

العثماني: إجراءات مغربية لتعزيز محاربة الرشوة ومكافحة الفساد

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن حكومته تحاول تعزيز «منظومة محاربة الرشوة ومكافحة الفساد عبر مجموعة من الإجراءات».
وذكر العثماني، في كلمة ألقاها أمس، خلال الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية حول موضوع «سياسات وقانون المنافسة تجارب وطنية وشراكة دولية»، أن المغرب يملك «إرادة سياسية قوية» لدعم مجلس المنافسة في لعب دوره في تعزيز الشفافية ومحاربة جميع أشكال الاحتكار ومواجهة الممارسات المنافية للمنافسة الشريفة في السوق. وأضاف العثماني أن المغرب يستهدف ترسيخ الآليات المؤسساتية الكفيلة بتشجيع المنافسة ومنع كافة أنواع الاحتكار من قبل الأفراد والمجموعات والشركات.
وأفاد بأن المناخ الاقتصادي العالمي يعيش «تطورات فجائية غير متوقعة في كثير من المناطق»، الأمر الذي «يهدد الأمن الاجتماعي للأفراد والجماعات»، مطالباً بضرورة الرفع من القدرة على المنافسة وحمايتها عبر تعزيز القدرة الشرائية للمواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية للشعوب.
وذهب العثماني في كلمته أمام المشاركين في الندوة الدولية إلى اعتبار المنافسة مدخلاً أساسياً يتيح الاستثمار «الأمثل» للموارد التي تتوفر عليها البلاد، وتمكن من «التوزيع العادل للثروة وتمنع أنواع الاحتكار».
من جهته، قال عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب (محافظ البنك المركزي)، إنه أمام تسارع وتنامي التطورات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والبيئية، أصبحت جدوى وصلاحية القوانين والنصوص التنظيمية على المحك. وأضاف أن هذه التطورات جعلت السلطات العمومية والهيئات التنظيمية، بشكل خاص، أمام «تحديات معقدة وصارت مطالبة بإعداد وإرساء سياسات تتماشى مع محيط لا يتوقف عن التغير بفعل تحولات يصعب توقع آثارها»، مؤكداً أن هذا الوضع يشمل «الاقتصادات النامية والصاعدة والمتقدمة على السواء». وشدد على أنه مع تنامي «الشعبوية» أصبح تعدد الأطراف والقواعد التي تحكم التجارة العالمية «موضع شك، كما أضحت الجبهة الموحدة للتصدي لبعض التحديات كتغير المناخ والإرهاب والفقر في تصدع مستمر بشكل يهدد الاقتصادات والسكان».
بدوره، أكد إدريس الكراوي، رئيس مجلس المنافسة المغربي، أن النظام الاقتصادي العالمي مطبوع بتطور «جيل من الحروب التجارية بدأت تفرز ممارسات منافية للمنافسة الحرة والنزيهة من نوع جديد تأخذ شكل صدمات تجارية حقيقية».
وأضاف الكراوي الذي ينظم المجلس الذي يرأسه الندوة الدولية التي يرتقب أن تنهي أشغالها اليوم، أن الحروب التجارية لها مخلفات من أبرزها «زعزعة الاستقرار المالي والاقتصادي للأمم، والتخلي التدريجي عن المسؤولية الدولية والجهوية الأمنية المختصة، وما يطرحه هذا الوضع من تحديات على السلطات الوطنية للمنافسة».
أما إيزابيل دوران، نائبة الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، فسجلت أن المغرب اتخذ قرارات أساسية وقوية بخصوص المنافسة، مؤكدة أن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه الجميع في هذه المرحلة الحاسمة، وطالبت بأهمية الحفاظ على «الاستمرارية والتوازن الذي تعيشه الأسواق العالمية».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.