واشنطن تستعد لجلسات استماع علنية في «تحقيق العزل» اليوم

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، صباح أمس، أنه سوف يرفع السرية عن نص المكالمة الأولى التي جمعته بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال ترمب، في تغريدة: «سوف أرفع السرية عن نص المكالمة الأولى والأهم مع الرئيس الأوكراني، وذلك قبل نهاية الأسبوع الحالي!». وأضاف ترمب: «لماذا التركيز على الشهود الذين لم يسمعوا أي تصريح مباشر مني، كثير منهم ينتمون إلى مجموعات تعارضني، إضافة إلى محاميهم. كل ما عليكم فعله هو قراءة نص المكالمة مع الرئيس الأوكراني بأنفسكم...».
وتابع ترمب، في سلسلة من التغريدات: «الرئيس الأوكراني وآخرون قالوا إنني لم أضغط عليهم للتحقيق في جو بايدن النعسان. على الرغم من أنني كرئيس لديّ واجب النظر في الفساد، وهناك إثباتات مسجلة تفيد أن أفعال بايدن فاسدة، كطرد المدعي العام، وأن ابنه غير الموهوب أخذ ملايين الدولارات من شركة طاقة أوكرانية وملايين أخرى من الصين، إضافة إلى تقارير جديدة عن شركات وبلدان أخرى تعطيه الأموال».
واتهم ترمب كلاً من بايدن ونجله بالفساد، مطالباً بإرغامهما على الإدلاء بإفادتيهما في جلسات الاستماع العلنية. وطلب ترمب هذا كان تقدم به الجمهوريون بشكل رسمي إلى رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، آدم شيف، الذي رفض استدعاء بايدن ونجله، متهماً الجمهوريين والبيت الأبيض بالسعي إلى تغيير سير التحقيق.
يأتي هذا في وقت يستعد فيه الجمهوريون لأول جلسة علنية، تعقدها اللجان المختصة للتحقيق في عزل الرئيس الأميركي، صباح اليوم (الأربعاء)، وقد أصدرت قيادات الحزب الجمهوري توجيهات لأعضاء لجان التحقيق من الجمهوريين لتوحيد استراتيجيتهم الدفاعية.
ولعل أبرز المحاور التي سيركز عليها الجمهوريون، بحسب مذكرة داخلية وُزعت عليهم في الكونغرس، هي أن نص الاتصال لم يُظهر أي ضغط مارسه ترمب على زيلينسكي، وأنه تم الإفراج عن المساعدات إلى أوكرانيا من دون فتح تحقيق في نجل بايدن. وسيعيد الجمهوريون التأكيد على أن فحوى الاتصال لا يستدعي عزل الرئيس.
من ناحيتهم، سيركز الديمقراطيون على تسهيل المفردات التي سيستخدمونها خلال جلسات الاستماع المفتوحة، وذلك بهدف إيصال الفكرة بطريقة مبسطة للأميركيين الذين سوف يشاهدون هذه الجلسات مباشرة على شاشاتهم. ويأمل الديمقراطيون من خلال هذه الجلسات إقناع الرأي العام الأميركي بوجوب عزل ترمب.
وكان الديمقراطيون قد رفعوا السرية يوم الثلاثاء عن نصوص 3 إفادات من مسؤولين في الإدارة الأميركية استمعت إليهم لجان التحقيق في جلسات مغلقة.
وفي إحدى هذه الإفادات تُعرب نائبة مساعد وزير الدفاع لورا كوبر عن استيائها من تجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وتقول كوبر، في إفادتها، إنها أُبلغت أن قرار التجميد صدر عن البيت الأبيض، على الرغم من أن وزارة الدفاع والوزارات المعنية الأخرى استنتجت أن أوكرانيا أوفت بالتزاماتها المتعلقة بتقديم المساعدات إليها. وأضافت كوبر أنها لم تحصل على جواب عندما سألت عن سبب التجميد.
وسوف تبدأ لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، المعنية بالتحقيق بالعزل، جلساتها العلنية اليوم، بحضور كل من القائم بأعمال السفارة الأميركية في أوكرانيا ويليام تايلور، والمسؤول في وزارة الخارجية جورج كنت، وهما كانا تقدما بإفادات سابقة إلى لجان التحقيق في جلسات مغلقة، وتحدثا عن تسييس السياسة الأميركية في أوكرانيا على حساب مصالح الأمن القومي الأميركي. وتستمع لجان التحقيق كذلك، يوم الجمعة، إلى ماري يانوفوفيتش السفيرة الأميركية السابقة إلى أوكرانيا، التي تحدثت عن تأثير محامي ترمب الخاص رودي جولياني العميق في الملف الأوكراني.
وتُعد جلسات الاستماع العلنية هذه تاريخية، فهي الجلسات العلنية الأولى المتعلقة بالعزل منذ 20 عاماً. وترمب هو الرئيس الرابع في تاريخ الولايات المتحدة، الذي يواجه إجراءات العزل، سبقه كل من أندرو جونسون في العام 1868 وريتشارد نيكسون في العام 1974 وبيل كلينتون في العام 1998.
وقد صوّت مجلس النواب لعزل جونسون وكلينتون، فيما قرر نيكسون الاستقالة قبل تصويت المجلس على عزله. لكن مجلس الشيوخ لم ينجح في إدانة جونسون وكلينتون، فأكملا رئاستيهما حتى نهاية عهديهما. وفيما تحتاج إجراءات العزل للأغلبية البسيطة في مجلس النواب، إلا أنها تتطلب أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ، وهو المسؤول عن محاكمة الرئيس رسمياً في حال ثبتت إدانته في مجلس النواب. ويترأس جلسات المحاكمة في مجلس الشيوخ، رئيس القضاة في المحكمة العليا، في حين يؤدي أعضاء مجلس الشيوخ خلال جلسات المحاكمة دور أعضاء لجنة المحلفين، ويستمعون لكل من هيئة المدعين، المؤلفة من مديري لجان العزل في مجلس النواب، وهيئة الدفاع المؤلفة من محامي الرئيس الأميركي.