«هجوم سيبراني كبير» استهدف حزب العمال البريطاني

أعلن حزب العمال البريطاني، أمس، تعرضه لـ«هجوم سيبراني واسع» أضرّ بجزء من جهود حملته للانتخابات العامة التي ستجري الشهر المقبل.
وقال الحزب الذي يتزعمه جيريمي كوربن في بيان: «لقد تعرّضت منصات الحزب الرقمية لهجوم سيبراني معقد وواسع». وأضاف: «اتّخذنا إجراءات عاجلة، وفشل الهجوم بسبب أنظمتنا الأمنية القوية. وقد تمكنا من المحافظة على سلامة جميع منصاتنا، ونحن واثقون من أنه لم يحدث أي اختراق للبيانات». وأضاف الحزب أن بعض نشاطات حملته أصبحت أبطأ، إلا أنه تمت استعادة سرعتها صباح أمس وعادت إلى العمل كالمعتاد.
وقال حزب العمال إنه أبلغ عن الحادث للمركز الوطني للأمن السيبراني، وهو جزء من وكالات الاستخبارات التي تراقب وتعمل لحماية أنظمة الأمن، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتأتي محاولة الهجوم وسط مخاوف بشأن احتمال تدخل خارجي في الانتخابات العامة، مع ازدياد اعتماد كبرى الأحزاب على التواصل الرقمي. ولاحقا، صرّح كوربن في كلمة خلال حملته الانتخابية في «بلاكبول» شمال غربي إنجلترا أن الهجوم الذي وقع الاثنين، كان «خطيراً جداً» رغم فشله. وقال: «إذا كان ذلك مؤشراً على ما يمكن أن يحدث في هذه الانتخابات، فإنني أشعر بالتوتر حيال ذلك... لأن شن هجوم سيبراني على حزب سياسي خلال انتخابات هو أمر مشبوه ومقلق جداً».
تزامن الإعلان عن هذا الهجوم مع تصريح صحافي لمرشحة الرئاسة الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أن امتناع بريطانيا عن نشر تقرير برلماني عن تدخل روسي مزعوم في انتخاباتها «غير مفهوم ومخجل». وحصل التقرير الذي أعدته لجنة المخابرات والأمن بالبرلمان على تصريح الأجهزة الأمنية، لكن مكتب رئيس الوزراء بوريس جونسون لم يوافق بعد على نشره، مما يعني أنه لن يُنشر قبل الانتخابات المقررة يوم 12 ديسمبر (كانون الأول)، كما ذكرت وكالة «رويترز».
واتّهمت بريطانيا روسيا بالتدخل أو محاولة التدخل في انتخابات دول غربية. ونفت موسكو ذلك مراراً وقالت إن الغرب مصاب بهيستيريا مناهضة روسيا. وتعكف لجنة المخابرات والأمن على بحث مزاعم عن نشاط روسي
استهدف المملكة المتحدة، بما في ذلك في الاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي عام 2016، حين كان جونسون أحد المؤيدين البارزين لانسحاب بريطانيا من التكتل.
وقالت كلينتون، التي تتهم روسيا بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 التي خسرتها لصالح دونالد ترمب، إن البريطانيين يستحقون الاطلاع على التقرير قبل أن يتوجهوا إلى الانتخابات. وأضافت لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «أجد من غير المفهوم ألا تنشر حكومتكم تقريرا حكوميا عن التأثير الروسي. غير مفهوم ومخجل». وأضافت «كل شخص يدلي بصوته في هذا البلد يستحق أن يرى التقرير قبل الانتخابات».
من ناحية أخرى، قال ريشي سوناك نائب وزير المالية البريطاني أمس إن بلاده لم تنشر التقرير البرلماني بعد بسبب إجراءات ضرورية. وأضاف لقناة «آي تي في» التلفزيونية أنه «من الطبيعي تماماً أن تمر تقارير مثل هذا بفترة تدقيق تستغرق بضعة أسابيع».