«الجيش الوطني» يؤكد إحباط هجوم لقوات «الوفاق» جنوب طرابلس

TT

«الجيش الوطني» يؤكد إحباط هجوم لقوات «الوفاق» جنوب طرابلس

احتدم القتال مجدداً في العاصمة الليبية طرابلس، وخاصة في ضواحيها الجنوبية، بين «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج؛ حيث جرت معارك عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة، وسط نزوح السكان المحليين.
واندلعت معارك بمحور الخلاطات ومشروع الهضبة والخلة وعين زارة جنوب العاصمة، فيما شوهد سكان في حي الزهور بمحور صلاح الدين وهم يغادرون منازلهم، في مؤشر على تصاعد الحرب في شهرها الثامن على التوالي من دون توقف.
وتحدث اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم «الجيش الوطني»، أول من أمس، عما وصفه بـ«مطاردة ناجحة من قبل وحدات الجيش للميليشيات الإجرامية الإرهابية من محيط مصنع إسمنت سوق الخميس مسيحل إلى غرب مشروع الهيرة بجنوب العاصمة»، لافتاً إلى استمرار المطاردة وسط «انهيارات» في صفوف القوات الموالية لحكومة «الوفاق».
وكان المسماري قد أوضح في تصريحات تلفزيونية، أمس، أن العمليات العسكرية في طرابلس مستمرة على مختلف المحاور، مشيراً إلى أن قوات الجيش تعمل على «استكمال مهامها الرئيسية» قبل انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا.
وقال «الجيش الوطني» في بيان لمركزه الإعلامي إن قواته والقوى المساندة في محور الطويشة جنوب طرابلس دحروا هجوماً للميليشيات وكبدوها خسائر فادحة.
في المقابل، قال مصطفى المجعي، الناطق باسم «عملية بركان الغضب» التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج، إنها كبدت «الجيش الوطني» خسائر مادية وبشرية بعد شنها هجوماً مضاداً في محور اليرموك جنوب طرابلس، وهو ما أعلنه أيضاً اللواء أحمد أبو شحمة آمر غرفة العمليات الميدانية الذي قال إن قواته شنت ما وصفه بـ«هجوم كاسح» مدعوم بالمدفعية الثقيلة على تمركزات للجيش في محيط معسكر اليرموك والخلاطات.
وقال سكان محليون ووسائل إعلام محلية إن الميليشيات المسلحة أجبرت أهالي حي الزهور على مغادرة منازلهم بمنطقة صلاح الدين جنوب العاصمة. وبلغ عدد النازحين داخلياً بسبب أعمال العنف والاشتباكات المسلحة في طرابلس وحولها أكثر من 300 ألف مواطن، طبقاً لما أعلنته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
إلى ذلك، عيّن فائز السراج رئيس حكومة «الوفاق» عضو مجلسها الرئاسي محمد عماري زايد، وزيراً مؤقتاً للتعليم بعد أكثر من 10 أيام على إعلان سلفه السابق عثمان عبد الجليل، استقالته من منصبه.
في سياق آخر، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري مجدداً على محددات موقف بلاده فيما يتعلق بالحل السياسي للأزمة الليبية، والتي تتمثل في ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة، بما يحفظ وحدة البلاد. وشدد شكري خلال لقائه أمس المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة بالقاهرة «على دعم الحل الذي يؤدي إلى استعادة سيطرة مؤسسات الدولة الوطنية، ويُساهم في محاربة التنظيمات الإرهابية».
وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث باسم الخارجية المصرية، في بيان أمس، إن شكري تناول خلال لقائه بالمبعوث الأممي «ثوابت» الموقف المصري المتعلق بضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في ليبيا، مشيراً إلى أن اللقاء تضمن مسار التحضيرات الجارية حالياً لعقد مؤتمر برلين حول ليبيا؛ حيث أطلع سلامة الوزير المصري على آخر نتائج اتصالاته وجهوده مع الأطراف الليبية والإقليمية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.