معرض دبي الدولي للسيارات 2019: رحلة خيال متألق تحجب متاعب الواقع الصعب

معرض دبي للسيارات يستكشف آفاق التكنولوجيا
معرض دبي للسيارات يستكشف آفاق التكنولوجيا
TT

معرض دبي الدولي للسيارات 2019: رحلة خيال متألق تحجب متاعب الواقع الصعب

معرض دبي للسيارات يستكشف آفاق التكنولوجيا
معرض دبي للسيارات يستكشف آفاق التكنولوجيا

يستمر هذا الأسبوع معرض دبي الدولي للسيارات في دورته الخامسة عشرة، لكي يرسم ملامح عالم طموح يتألق بسيارات الدرون الطائرة، ونماذج سوبر نادرة، وأفكار ثورية لما سوف يكون عليه عالم التنقل في المستقبل. وتعرض في مركز التجارة العالمي سيارات سوبر ونماذج جديدة من الشركات تبلغ قيمتها الإجمالية مليار درهم. وبدأت فعاليات المعرض أمس في مركز التجارة العالمي، وتستمر حتى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
ولكن هذه المظاهرة التقنية الخلابة تخفي وراءها واقع الصناعة الصعب في شركات منسحبة من معرض هذا العالم لخفض التكاليف، وأخرى تشارك عن طريق وكيلها المحلي، وصناعة تواجه بشكل عام انخفاض الطلب وأعباء التحول الكهربائي والضغوط البيئية. ولكن المعرض، الذي افتتح أمس في دبي، لم يواجه على الأقل احتجاجات بيئية مثل تلك التي شهدها معرض فرانكفورت الأخير الذي انعقد قبله بأسابيع.
ويحاول معرض دبي أن يجذب الاهتمام هذا العام بإضافة المزيد من الإثارة وإدخال عناصر فعالة، مثل أجهزة المحاكاة لطيران درون فوق سماء دبي، وأدوات تصميم ثلاثي الإبعاد لسيارات هولوغرامية. ودعا مدير المعرض أندرو وينغروف إلى القول إن معرض هذا العام هو الأكثر تقدماً وتفاعلية في تاريخه البالغ 30 عاماً.
ويركز معرض هذا العام على التواصل والتقنيات الرقمية التي بدأت بشائرها تظهر في عالم السيارات، وتشمل توقعات هذه التقنية أن تكتسب 220 مليون سيارة حول العالم خواص التواصل بتقنيات «5 جي» بحلول عام 2025.
ويدعو وينغروف زوار معرض هذا العام إلى أن ينخرطوا في التقنيات المتاحة لتجربتها عملياً في السيارات الذكية التي يعرضها المعرض. ومن هذه التقنيات ما تعرضه شركة فرجن من مركبة اسمها «هايبرلوب 1»، يمكن تجربتها في صيغة جهاز محاكاة ثلاثي الإبعاد.
وبالتعاون مع شركة «إيتال ديزاين»، يقدم المعرض جهاز محاكاة اسمه «بوب أب نكست في آر» يأخذ الزوار في رحلة افتراضية فوق شوارع دبي، في لمسة لما سوف يكون عليه التنقل في المستقبل. كما يعرض استوديو الشركة مراحل تصميم سيارة رقمياً من البداية إلى النهاية، لكي ينتهي الأمر بنموذج رقمي ثلاثي الإبعاد. ويستكشف المعرض عروض رقمية وصوراً لوصلة «هايبرلوب» بين دبي وأبوظبي، وهو أنبوب مفرغ ينقل الركاب داخله في مركبات خاصة، بسرعات تصل إلى أكثر من ألف كيلومتر في الساعة.

فعاليات للجمهور

وربما لاحظ منظمو المعرض أن الإقبال الدولي على معارض السيارات يتراجع لانعدام الإثارة في مشاهدة سيارات جديدة متراصة على مساحة شاسعة. ولذلك، توجهت جهود هذا العام إلى توفير فعاليات يشارك فيها جمهور الزائرين، بدلاً من مجرد التجول بين صفوف السيارات.
فهناك إلى جانب أجهزة المحاكاة مسابقات «دريفت»، يقدمها أفضل المتسابقين في المنطقة، مع حضور من شخصيات مؤثرة في الصناعة، مثل إيدي جوردان، لإعطاء النصائح حول القيادة والأكسسوارات وأحدث التقنيات. كما يتيح المعرض فرصة الفوز بأكسسوارات للسيارة قيمتها 10 آلاف دولار لعدد 25 من الزوار المحظوظين، يمكن تركيبها في سياراتهم في أثناء فترة المعرض المستمرة حتى يوم السبت المقبل.
وعلى هامش المعرض، يقام مزاد للسيارات الكلاسيكية عبر 3 أيام تباع فيه عشرات السيارات الكلاسيكية النادرة، وتقدم فيه سيارة بيتل موديل 1974 كجائزة عبر تذاكر «رافل». وتباع في المزاد سيارة رولزرويس خضراء اللون كانت تملكها الممثلة العالمية إليزابيث تيلور. كذلك لم ينس المعرض الجانب النسائي، فنظم ركناً لعرض السيارات النسائية السوبر عبر نادي «أرابيان غازيلز»، وهو الأول من نوعه في المنطقة. كما ينظم المعرض مسابقات للأطفال لرسم سيارات المستقبل. ويتيح المعرض الدخول مجاناً للنساء بين الواحدة ظهراً والرابعة عصراً خلال أيام 12 إلى 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
كما يقدم فريق «رد بول» للدراجات النارية عرضاً استعراضياً في ختام المعرض يومي 15 و16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. وتقام كثير من المسابقات من محطات راديو محلية للفوز بمبلغ 20 ألف درهم. ويمكن التنقل في إرجاء المعرض مجاناً بسيارات «إي كار» الكهربائية.
ومن الشخصيات التي سوف تحضر معرض دبي هذا الأسبوع إيدي جوردان، معلق سباقات «فورمولا وان»، وأحد المؤثرين في مجال السيارات، حيث أسس فريق جوردان للسباقات في عام 1991، وكان أول من منح الشاب مايكل شوماخر فرصة التسابق.
ومن أهم الشركات المشاركة في معرض دبي هذا العام كل من مرسيدس وجاغوار ولاندروفر وكاديلاك وفيراري وشيفروليه ولنكولن ونيسان وبوغاتي ومازيراتي وجاك الصينية. وعلى الرغم من امتناع بعض الشركات عن المشاركة هذا العام، كما سبق وحدث في معارض هذا العام السابقة، فإن معرض دبي يظل الحدث الأكبر في الصناعة في المنطقة كل عامين، بالتزامن مع معرض فرانكفورت الألماني، وهو من المعارض القليلة التي تتيح عقد صفقات البيع مباشرة خلال فترة المعرض.
ومن أهم السيارات التي تلفت الأنظار في معرض دبي هذا العام:
> تعرض شركة «بي إم دبليو» عن طريق وكيلها المحلي أحدث أجيال السيارة الكهربائية «إي 3» التي لم تكن متاحة من قبل في أسواق المنطقة. وتشمل فئات الشركة الأخرى الفئة الثامنة الرياضية، والفئات المتعددة للسيارات الرباعية الرياضية.
> من مجموعة «جنرال موتورز» تعرض شركات «كاديلاك» و«شيفروليه» و«جي إم سي» أحدث طرزها التي تشمل كاديلاك «إكس تي 6» الرباعية الرياضية، والجيل الثامن من سيارات شيفروليه كورفيت بمحرك وسطي ونماذج يوكون وأكاديا وتيرين من «جي إم سي».
> من شركة «لاندروفر» يأتي الجيل الجديد من السيارة الرباعية المتخصصة «ديفيندر».
> تعرض شركة «نيسان» سيارات باترول الرباعية الجديدة، بالإضافة إلى ماكسيما السيدان والرياضية «جي تي آر».
وتشارك أيضا كثير من السيارات السوبر، مثل «ديفيل سكستين» التي تصل سرعتها القصوى إلى 500 كيلومتر في الساعة، وثمنها إلى 1.6 مليون دولار. وتعرض شركة أستون مارتن طراز فالكيري الذي تصل سرعته القصوى إلى 400 ميل في الساعة، وتباع بثمن 3 ملايين دولار. ومن دبليو موتورز يعرض طراز لايكان الذي تصل سرعته القوى إلى 395 كيلومتراً في الساعة، ويباع بثمن 3.4 مليون دولار. كما تعرض مرسيدس طراز «إيه إم جي بروجكت وان» السوبر الذي يحقق سرعة 350 كيلومتراً في الساعة، ويباع بسعر مليوني دولار.



مبيعات «كيا» في السعودية تنمو 41.9 % في 2019

{كيا بروسيد} الجديدة
{كيا بروسيد} الجديدة
TT

مبيعات «كيا» في السعودية تنمو 41.9 % في 2019

{كيا بروسيد} الجديدة
{كيا بروسيد} الجديدة

سوف تستثمر شركة «كيا» 25 مليار دولار من الآن وحتى منتصف العقد، من أجل التحوّل إلى إنتاج سيارات كهربائية، بحيث يصل عدد النماذج الكهربائية المتاحة من الشركة إلى 11 طرازاً مختلفاً بحلول عام 2025. وأشار ياسر شابسوغ، المدير الإقليمي التنفيذي للعمليات، إلى أن خطط المستقبل تشمل توسيع حضور علامة «كيا» في السوق السعودية، أكبر أسواق المنطقة للشركة.
وأضاف شابسوغ في حوار مع «الشرق الأوسط» أن حصة «كيا» في السوق السعودية بلغت 5.5 في المائة في عام 2019، وارتفعت مبيعات الشركة في السوق السعودية في العام نفسه بنسبة 41.9 في المائة مقارنة بعام 2018. وأثنى شابسوغ على وكيل «كيا» الوحيد في المملكة، «مجموعة الجبر»، التي لا تمثل أي شركة سيارات أخرى.
ولن تكتفي «كيا» بما حققته في السوق السعودية، حيث وضعت استراتيجية للمدى الطويل لتعزيز حضور «كيا» في المملكة. وسوف يشمل الاستثمار صالة عرض جديدة في الرياض مع تحسين لخدمات الصيانة وقطع الغيار وخدمات ما بعد البيع لكي تتوافق مع تنامي حصة الشركة في السوق.
ويرى شابسوغ أن قطاع السيارات في المملكة يشهد تطوراً تتغير فيه ديناميكيات ملكية السيارات واستخدامها بشكل سريع. ومن العوامل المؤثرة في السوق السعودية قيادة المرأة للسيارات، وظهور خدمات تأجير ومشاركة السيارات، والتوجه المتنامي نحو السيارات الهجينة والكهربائية على الصعيد العالمي. وقد سارعت «كيا» لإجراء أبحاث تسويقية تهدف لتحقيق فهم أعمق لمتطلبات المرأة السعودية وما تفضله في السيارات، وقدمت منتجات وخدمات لتلبية هذه الحاجات. إضافة إلى ذلك، أطلقت الشركة في المملكة مؤخراً عدة طرازات كهربائية هجينة، بما فيها سيارتا «نيرو» وقريباً سيارة «كي 5 هايبرد»، للعملاء الراغبين بالانتقال إلى هذه الفئة واسعة الانتشار في مناطق عديدة من العالم. وتهدف الشركة لكي تكون ضمن أكبر أربع شركات في السعودية.
وعن خطط «كيا» في المنطقة لعام 2020 قال شابسوغ إن الشركة اتجهت في العقد الماضي نحو تصميم العديد من المنتجات الملائمة لزبائن الشرق الأوسط، وذلك من خلال إطلاق مجموعة قوية من السيارات تشمل عدة قطاعات في السوق. وسوف يستمر هذا التوجه أيضاً في السيارات التي تصل في عامي 2020 و2021.
وأضاف: «سنؤكد هذا العام على التزامنا بتقديم منتجات تحقق بشكل تام حاجات عملائنا في مختلف أنحاء المنطقة. كما سنواصل تقديم منتجاتٍ في فئات لم تدخلها (كيا) مسبقاً، كما هي الحال مثلاً بالنسبة لسيارة (بيغاس)، السيارة العملية صغيرة الحجم، التي نوفرها لعملائنا، مع التركيز على فئة الشركات، وسيارة (كيا تيلورايد) الرياضية متعددة الاستخدامات الفائزة بعدة جوائز عالمية والمصنّعة في الولايات المتحدة الأميركية، وتستهدف العائلات الكبيرة نسبياً».
أما سيارة «سيلتوس» الرياضية المدمجة متعددة الاستخدامات المصنوعة في الهند فهي متوفرة الآن في الشرق الأوسط، وبنهاية العام ستنضم إليها سيارة «سونيت» من ذات الفئة والمصنوعة في الهند أيضاً، اللتان تستهدفان بشكل خاص الموظفين الشباب والعائلات صغيرة العدد. كما سينضم الجيل الجديد من «سورينتو» و«كرنفال» إلى مجموعة منتجات «كيا» المتاحة في الأسواق، إضافة لذلك ستحل سيارة «كيا - كي 5» محل سيارة «أوبتيما». كما ستأتي سيارات «سيد» و«بروسيد» و«إكسيد» ذات الطابع الأوروبي والشعبية الواسعة إلى عدة أسواق في المنطقة، مع التركيز على شمال أفريقيا.

الطاقة الجديدة
وعن الطاقة الجديدة التي تتسابق شركات السيارات على تطويعها وتقديمها في نماذجها الجديدة، يقول شابسوغ إن «كيا» تستعد للتحول إلى شركة رائدة في مجال السيارات الكهربائية، وفق استراتيجية «خطة إس» التي توفر استثماراً قدره 25 مليار دولار.
وستطلق الشركة أول نماذجها الكهربائية من الجيل الجديد ضمن استراتيجية «خطة إس» في عام 2021. كما تسعى لتوفير مجموعة كاملة مؤلفة من 11 سيارة كهربائية بحلول عام 2025، بما في ذلك سيارات «سيدان» ورياضية متعددة الاستخدامات، وسيارات متعددة الأغراض. وسيتم بناء السيارات الكهربائية الجديدة باستخدام الهيكل القاعدي الفريد الذي تمت هندسته خصيصاً ليتوافق مع مجموعات نقل الحركة الكهربائية والتكنولوجيا المرتبطة بها. كما ستتوفر بتصميم «كروس أوفر» مع مدى قيادة في الشحنة الواحدة يزيد على 500 كلم، وشحن فائق السرعة يستغرق أقل من 20 دقيقة. كما سيتوفر نوعان متمايزان من السيارات الكهربائية ذات قدرات الشحن المختلفة (400 فولت - 800 فولت) لتزويد العملاء بخيارات تلائم متطلباتهم.
ويرى شابسوغ أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتبنى بسرعة كبيرة تقنيات سيارات الطاقة الجديدة، كما أصبح المزيد من الأشخاص أكثر انفتاحاً على الأنماط الجديدة من ملكية واستخدام السيارات الهايبرد.
ولم تصبح السيارات الكهربائية أمراً رائجاً بعد في معظم دول المنطقة، ولكن هناك حالات تشجيع حكومي للأفراد على تقبل وتبني السيارات الكهربائية والهجينة، كما هي الحال في الأردن. وأضاف: «باعتقادنا، ستتبع بقية الحكومات هذا النهج، وستكون هناك المزيد من المحفزات للتشجيع على شراء السيارات الكهربائية والصديقة للبيئة».
وتسعى «كيا» إلى استقطاب التكنولوجيا الأفضل أينما كانت. ولذلك استثمرت في شركة «ريماك» الكرواتية المختصة بصناعة السيارات الكهربائية فائقة الأداء، وشركة «أيونيتي» المتخصصة في بناء البنى التحتية للشحن فائق السرعة. ومنحت هذه الشراكات «كيا» القدرة على تطوير البنى التحتية الخاصة بها للنقل في العديد من الدول حول العالم، وستستمر الشركة في هذه الاستراتيجية من الأشهر والسنوات المقبلة.
وعن التقنيات التي سوف تكون متاحة في سيارات «كيا» في 2020. يقول شابسوغ إن سيارات «كيا» توفر مزيجاً مثالياً من الترفيه والأداء والسلامة، وتقدّم ما يلائم حاجات الشرائح المختلفة من السائقين. «كنا دائماً رواداً في تقديم التكنولوجيا الجديدة التي تحسّن تجربة القيادة مع ضمان السلامة التامة للركاب».
وأكد شابسوغ أن منتجات الشركة التي تصل في 2020 ستجلب مجموعة من التقنيات التي تبرز جودة سيارات «كيا» لناحية الأداء والتصميم. هذه التقنيات تتضمن «التحذير من الاصطدام الأمامي»، و«المساعدة على اتباع حارة السير»، و«التحذير من التصادم في النقاط العمياء مع شاشة مراقبة لها». وتزود السيارات أيضاً بنظام شحن لاسلكي للهاتف الذكي، وبشاشة لمس ملونة قياس 12 بوصة ونظام بلوتوث للاتصال.