رغم تاريخهما العسكري الطويل وحروبهما الشرسة ضد العرب، تعرض كل من رئيس حزب الجنرالات «كحول لفان»، بيني غانتس، وحليفه غابي أشكنازي، للشتائم العنصرية من مواطنين يهود متطرفين في الشوارع، وذلك بسبب إعلان غانتس عن إصراره منع انتخابات ثالثة بأي ثمن، حتى لو كان ذلك الثمن هو تشكيل حكومة أقلية، تستند على دعم خارجي من «القائمة المشتركة»، التي تضم الأحزاب العربية.
ففي أثناء جولة لأشكنازي في مدينة أشكلون الجنوبية، هاجمه عدد من نشطاء اليمين المتطرفين، بالقول: «أنت عربي» و«اذهب للعرب» و«فقط نتنياهو»، ثم انتقلوا لاستخدام الشتائم اللاذعة. وأما غانتس فقد تعرض للشتائم عندما وصل لحضور حفل زفاف لأحد قادة حزب «شاس» لليهود المتدينين الشرقيين، فقام مواطنون متطرفون بالهتافات ضده: «مخرب إرهابي» و«اذهب لأيمن عودة» و«اذهب لأصدقائك العرب»، و«لا نريد الطيبي، فقط بيبي». وكانت هاتان الحادثتان نموذجاً للأجواء المتوقع أن تبثها أحزاب اليمين في الشارع الإسرائيلي في حال تشكيل غانتس حكومة تستند إلى دعم النواب العرب.
وتثير هذه الأجواء القلق في هذه الأيام بالذات، إذ تحيي إسرائيل ذكرى اغتيال رئيس حكومتها إسحق رابين قبل 24 سنة، بأيدي أحد عناصر اليمين المتطرف. وشهدت الاجتماعات واللقاءات التي جرت بالمناسبة عدة تصريحات بهذه الروح، من رئيس الدولة لرؤوبين رفلين، الذي حذر مباشرة من «اغتيال سياسي آخر قد يقع في إسرائيل في كل لحظة، إذا لم نقتلع الظاهرة من جذورها». وحذر غانتس نفسه، قبل أن يواجه الهجوم عليه، من «قوى عديدة في إسرائيل، بعضها تتولى مسؤوليات، وتبث روح العداء والكراهية وتغذي بذلك العنف السياسي والإجرامي».
وكان غانتس قد بدأ، أمس الاثنين، سلسلة لقاءات مع عدة أحزاب، استهلها مع قادة حزبي «العمل» و«ميرتس»، وسيواصل اليوم الثلاثاء مع رئيس «حزب اليهود الروس»، أفيغدور ليبرمان، ويطلق تصريحات تمهد الأجواء لقبول «فكرة تشكيل حكومة ضيقة حتى لو استندت إلى دعم خارجي من العرب». وأوضح أنه لن يوافق على الدخول في حكومة برئاسة نتنياهو، بينما تحوم لائحة الاتهام فوق رأسه، ولا يبدي اهتماماً بشيء سوى تغليب الاعتبارات الشخصية على الاعتبارات الأمنية.
من جهته، أعلن ليبرمان عن خطوة قال إنها ستساعد في تحريك أمور تشكيل الحكومة، إذ قال إنه طلب اجتماعاً مع الرئيس رؤوبين رفلين، لتوضيح الخطة التي طرحها على الليكود و«كحول لافان»، لتشكيل الحكومة، وهي إقامة حكومة وحدة يتبادل فيها نتنياهو وغانتس رئاسة الحكومة لكل منهما سنتان. وتكون البداية لنتنياهو، ولكن في حال تقديم لائحة اتهام ضده في قضايا الفساد، يدخل في «حالة تعذر»، أي لا يعود رئيساً للحكومة ويحل محله غانتس. ويسعى ليبرمان إلى الحصول على إيضاحات من رفلين، حول توقيت خروج نتنياهو إلى فترة التعذر عن القيام بمهام رئيس الحكومة، فهل تبدأ هذه الفترة بعد تقديم لوائح اتهام مباشرة، أو عندما تبدأ المحكمة».
من جهة ثانية، نشرت نتائج استطلاع للرأي، مساء الأول من أمس الأحد، دلت على أن نتائج لن تتغير كثيراً عن نتائج الانتخابات الأخيرة، التي أجريت في سبتمبر (أيلول) الماضي. فحزب «كحول لفان» برئاسة غانتس سيتفوق على «الليكود» في حال أجريت انتخابات اليوم، بمقعد واحد فقط (35 مقعداً مقابل 34 مقعداً)، لكن أياً من المعسكرين لا يحصل على غالبية 61 مقعداً في الكنيست (الذي يبلغ أعضاء النواب فيه 120). فمعسكر نتنياهو يحصل على 54 مقعداً بعد أن يخسر مقعداً واحداً لصالح ليبرمان الذي يصبح مع 9 مقاعد ويبقى لسان الميزان، في حين يحصل معسكر بيني غانتس على 44 مقعداً، بينما تحافظ القائمة المشتركة على قوتها، وتحصل على 13 مقعداً.
يهود يهاجمون غانتس وأشكنازي لاستعدادهما تشكيل حكومة مع العرب
يهود يهاجمون غانتس وأشكنازي لاستعدادهما تشكيل حكومة مع العرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة