5 قطاعات ستشهد ثورة حقيقية بانطلاق الجيل الخامس للاتصالات

في هذا المقال، ستتعرفون على خمس صناعات ستشهد ثورة حقيقية عند بلوغ مرحلة الاتصال اللاسلكي الشديد السرعة.
حصلنا هذا الأسبوع على لمحة عن مستقبل خدمة شبكة الجيل الخامس «5G»، أي معيار الاتصال اللاسلكي الفائق السرعة، التي بدأ مزوّدو الخدمات بتشغيلها ببطء في أرجاء الولايات المتحدة. شاركت كثير من الجهات المزودة والشركات المساهمة في بناء شبكات الجيل الخامس وإنتاج أجهزتها، في مؤتمر الاتصالات الجوالة العالمي الذي نُظّم في لوس أنجليس أخيراً، للكشف عن آخر الأخبار المرتبطة بشبكات الجيل الخامس ودورها في تغيير حياتنا.

إشكالات الشبكة السريعة

ولكن قبل تغيير حياتنا، على هذه الشبكات أن تجد حياة لنفسها أولاً؛ إذ تكمن المشكلة في حقيقة أنّ أسرع شبكات الجيل الخامس تعتمد على تقنية «موجة الملميتر» التي تنتقل لمسافة بضع بنايات، أو مجموعة بنايات متراصة، كحدّ أقصى، بينما تغطّي أبراج خدمة الجيل الرابع مسافة تمتدّ لأميال.
في النتيجة، نفهم أنّ أبراج خدمة الجيل الخامس الفائقة السرعة تتطلّب عدداً أكبر بكثير من الأبراج الخلوية الموضوعة على مسافات قريبة من بعضها، ما يعني أن تطوير البنية التحتية الخاصة بهذه الشبكات سيتطلّب وقتاً.
في المقابل، من المتوقّع أن تشهد شبكات الجيل الخامس الأقلّ سرعة، انتشاراً أوسع في وقت قريب لأنّها تستخدم تقنية «موجة النطاق المتوسّط» التي تغطّي مساحات أكبر، ولكنّها غير قادرة على بلوغ السرعة القصوى لأنّها أكثر كثافة من «موجة الملميتر». ولا تقف تعقيدات هذه الشبكات عند هذا الحدّ، إذ لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هاتين التقنيتين تتطلّبان هوائيات مختلفة، ما يعني أنّ الأجهزة المصنوعة لشبكات الجيل الخامس لن تتمكّن جميعها من العمل بالسرعتين.
ولن تكون شبكات «5G» محصورة بالهواتف الذكية فحسب، كما يعتقد الجميع. صحيح أنّ هاتف «آيفون» المزوّد بسرعة فائقة للتحميل سيكون جهازاً رائعاً، ولكنّ الهاتف سيكون على الأرجح التقنية الأقلّ أهمية في مجال الاستفادة من البيانات اللاسلكية فائقة السرعة.
فكّروا بالأمر... من قد يهتمّ بإمكانية تشغيل مقطع فيديو «8 كيه» عندما تكون شاشة 5.5 بوصة المتوفّرة في الجهاز غير قادرة على تحمّل دقّة العرض هذه؟ من ناحية أخرى، سيصبح بمقدور أي تطبيق يتطلّب كمية كبيرة من البيانات أو المعلومات الاستفادة من إمكانية إرسال تلك المعلومة في الوقت الحقيقي.

قطاعات مزدهرة

> الطبّ. يضع عاملان اثنان مجال العناية الصحية بين أكثر القطاعات استفادة من التحوّل إلى شبكات الجيل الخامس. الأوّل هو القدر الهائل من البيانات المرتبطة بتأمين العناية الصحية في عيادة الطبيب أو المستشفى، والثاني كثافة الناس الذين يحاولون الحصول على هذه البيانات واستخدامها في وقت واحد. وكلا العاملين يحدّهما السرعة والنطاق العريض، اللذان سيشهدان تحسّناً كبيراً مع شبكات الجيل الخامس.
في المحصّلة، ستفتح شبكات الجيل الخامس الباب على كثير من الاحتمالات، لا سيّما تلك المرتبطة بالعناية الصحية عن بُعد للعائلات التي تقطن في مناطق لا تتوفّر فيها الخدمات الصحية بسهولة. في الواقع، يُقال إنّ الجراحة عن بعد ستكون واحدة من أبرز وأهمّ التطبيقات للطاقات الفائقة السرعة، التي ستتيح للجرّاحين إجراء العمليات لمرضى يعيشون على بُعد مئات الأميال من خلال التحكّم بالروبوتات عن بعد.
> الصناعة. إن إمكانية إحلال شبكات الجيل الخامس فوق البنى التحتية المتوفّرة اليوم لا يتطلّب الاستثمارات الكبيرة مثل تلك المطلوبة لتحويل المصانع الحالية إلى تقنية الاتصال عبر الألياف البصرية. بمعنى آخر، يمكن للشركات المتخصصة بالصناعة وفق الطلب أن تستفيد من الانتقال والمعالجة في الوقت الحقيقي لكميات هائلة من البيانات الناتجة عن التصميم، والهندسة، والصناعة، وفحص نوعية المنتجات الجديدة.

المركبات والترفيه

> المركبات ذاتية القيادة. إن ضمان استمرار تحرّك المركبات بالاتجاه الصحيح دون الاصطدام ببعضها صعب مع وجود بشر خلف المقود. ومع حذف البشر من المعادلة، بات بالإمكان الاعتماد على الكومبيوتر الذي تقابله صناعة آلاف نقاط البيانات واتخاذ القرارات السريعة. هذه الإمكانات مجتمعة تتطلّب جمع وتنظيم ومعالجة كثير من المعلومات. وبالتالي، يمكن الاعتماد على شبكات الجيل الخامس لأداء هذه الوظائف بالسرعة الكافية والمطلوبة لتفادي الحوادث.
> الحوسبة السحابية. عندما تفكّرون بإمكانية إدارة عمليات تجارية في السحابة الإلكترونية، تكون القوة الحاسوبية غير محدودة. ولكن المشكلة تكمن في نقل كميات هائلة من البيانات من وإلى السحابة، لا سيّما في التطبيقات التي لا تتطلّب استخدام اتصالات الألياف البصرية. تتيح شبكات الجيل الخامس لجميع أنواع التطبيقات القائمة على السحابة العمل في أي مكان، وأوّلها هاتفكم الذكي.
فكّروا بالتطبيقات التي تصطدم اليوم بمحدودة طاقة الحوسبة في الهاتف الذكي، مع إمكانية الاستفادة من نقل تلك البيانات من وإلى السحابة بشكل آني.
> الترفيه. إن تشغيل «نتفليكس» أو أي من خدمات الفيديو المقبلة لا يتطلّب سرعة خدمات الجيل الخامس، ولكنّ تطبيقات أخرى كثيرة قد تحتاج إليها، ومنها ألعاب الفيديو التي تتطلّب كميات أكبر بكثير من البيانات وستستفيد دون شكّ من السرعات الإضافية والنطاق العريض. وتفتح شبكات الجيل الخامس أيضاً الباب على احتمالات جديدة للواقع الافتراضي والواقع المعزز، وتحديداً في تجارب اللعب الواقعية، أو إمكانية توفير معلومات سياقية حول ما يشهده جهازكم. وأخيراً، إذا تبيّن أن شبكات الجيل الخامس ستكون بالسرعة التي تعدنا بها حقاً، فإن هذا يعني أنّها ستقدّم لنا خياراً جديداً لخدمات نطاق عريض لاسلكي خاصة بالمنازل، الأمر الذي سيتيح لجميع أجهزة منزلكم الذكي الاتصال دون الحاجة إلى أسلاك، وسيقدّم لكم اتصالاً فائق السرعة بالإنترنت دون الحاجة إلى التعامل مع شركات الكابل.

* خدمات «تريبيون ميديا»